منه ريح طيّبة لها وجه كوجه الإنسان)۱ وكان إذا وضع التابوت بين يدي المسلمين والكفّار، فإن تقدّم التابوت رجل لا يرجع حتّى يُقتل أو يُغلب، ومن رجع عن التابوت كفر وقتله الإمام، فأوحى اللَّه إلى نبيّهم أنّ جالوت يقتله من يستوي عليه درع موسى عليه السلام، وهو رجل من ولد لاوي بن يعقوب، اسمه داود بن آسي وكان آسي راعياً، وكان له عشر بنين أصغرهم داود عليه السلام، فلمّا بعث طالوت إلى بني إسرائيل وجمعهم لحرب جالوت بعث إلى آسي أن احضُر واحضِر وُلْدَك، فلمّا حضروا دعا واحداً واحداً من ولده، فألبسه الدرع درع موسى عليه السلام، فمنهم من طالت عليه، ومنهم من قصرت عنه، فقال لآسي: هل خلّفت من ولدك أحداً؟ قال: نعم أصغرهم تركته في الغنم راعياً، فبعث ابنه۲ فجاء به، فلمّا دعي أقبل ومعه مقلاع، قال: فناداه ثلاث صخرات في طريقه، فقالت: يا داود خذنا فأخذها في مخلاته، وكان شديد البطش، قويّاً في بدنه شجاعاً، فلمّا صار إلى طالوت ألبسه درع موسى فاستوى عليه.۳
انتهى كلام عليّ بن إبراهيم وروايته عن الرضا عليه السلام.
في بعض النسخ: «كانت بنو إسرائيل كذا» بزيادة «كذا».
«خطّ عليه» كمدّ: أحدث فيه أثراً وعلامة. و«الخطيط»: تصغير الخطّ.
(فكانت وكانت) قيل: يعني كانت قد تصل إلى الأرض وقد لا تصل، وقيل: يعني لم يختلف عليَّ وعلى أبي اختلافاً محسوساً. وقال برهان الفضلاء: يعني فخطّت زيادة على خطّ أبي عليه السلام.
وكلمة (إن شاء اللَّه) في مثل المقام للتبرّك إن شاء اللَّه.
الحديث الثاني
0.روى في الكافي بإسناده عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ4 ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا
1.ما بين القوسين لم يرد فى المصدر.
2.في المصدر: «يرعاها فبعث إليه ابنه» بدل «راعياً فبعث ابنه».
3.تفسير القمّي، ج ۱، ص ۸۲.
4.السند في الكافي المطبوع هكذا: «الحسين بن محمّد الأشعري، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن حمّاد بن عثمان».