247
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

منه ريح طيّبة لها وجه كوجه الإنسان)۱ وكان إذا وضع التابوت بين يدي المسلمين والكفّار، فإن تقدّم التابوت رجل لا يرجع حتّى يُقتل أو يُغلب، ومن رجع عن التابوت كفر وقتله الإمام، فأوحى اللَّه إلى نبيّهم أنّ جالوت يقتله من يستوي عليه درع موسى‏ عليه السلام، وهو رجل من ولد لاوي بن يعقوب، اسمه داود بن آسي وكان آسي راعياً، وكان له عشر بنين أصغرهم داود عليه السلام، فلمّا بعث طالوت إلى بني إسرائيل وجمعهم لحرب جالوت بعث إلى آسي أن احضُر واحضِر وُلْدَك، فلمّا حضروا دعا واحداً واحداً من ولده، فألبسه الدرع درع موسى‏ عليه السلام، فمنهم من طالت عليه، ومنهم من قصرت عنه، فقال لآسي: هل خلّفت من ولدك أحداً؟ قال: نعم أصغرهم تركته في الغنم راعياً، فبعث ابنه‏۲ فجاء به، فلمّا دعي أقبل ومعه مقلاع، قال: فناداه ثلاث صخرات في طريقه، فقالت: يا داود خذنا فأخذها في مخلاته، وكان شديد البطش، قويّاً في بدنه شجاعاً، فلمّا صار إلى طالوت ألبسه درع موسى فاستوى عليه.۳
انتهى كلام عليّ بن إبراهيم وروايته عن الرضا عليه السلام.
في بعض النسخ: «كانت بنو إسرائيل كذا» بزيادة «كذا».
«خطّ عليه» كمدّ: أحدث فيه أثراً وعلامة. و«الخطيط»: تصغير الخطّ.
(فكانت وكانت) قيل: يعني كانت قد تصل إلى الأرض وقد لا تصل، وقيل: يعني لم يختلف عليَّ وعلى أبي اختلافاً محسوساً. وقال برهان الفضلاء: يعني فخطّت زيادة على خطّ أبي عليه السلام.
وكلمة (إن شاء اللَّه) في مثل المقام للتبرّك إن شاء اللَّه.

الحديث الثاني‏

0.روى في الكافي بإسناده عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ‏4 ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا

1.ما بين القوسين لم يرد فى المصدر.

2.في المصدر: «يرعاها فبعث إليه ابنه» بدل «راعياً فبعث ابنه».

3.تفسير القمّي، ج ۱، ص ۸۲.

4.السند في الكافي المطبوع هكذا: «الحسين بن محمّد الأشعري، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن حمّاد بن عثمان».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
246

تَرَكَ ءَالُ مُوسَى‏ وَءَالُ هَرُونَ»1 كما في سورة البقرة، بأشياء، منها: الطست الذي كان موسى يقرّب فيه القربان، وقيل: كان يغسل فيه قلوب الأنبياء عليهم السلام.
و«النشّابة» بالضمّ والتشديد: واحدة «النشّاب»، وهي السهام العربيّة.
(لمثل الذي جاءت به الملائكة) قيل: لعلّه عليه السلام أشار به إلى ما أخبر اللَّه عنه في القرآن بقوله تعالى في سورة البقرة: «وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ»2.
وقال برهان الفضلاء وجماعة: المراد ب «مثل ما جاءت به الملائكة» السلاح، وب «ما جاءت به الملائكة» التابوت. وفي بعض النسخ: «التابوت» مكان «لمثل».
ونقل أنّ التابوت رفع عنهم بعد موسى‏ عليه السلام مدّة، ثمّ جاءت به الملائكة وهم ينظرون إليه.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم عنهم عليهم السلام:
أنّ ذلك هو التابوت الذي أنزل اللَّه على موسى، فوضعته فيه اُمّه وألقته في اليمّ، فكان في بني إسرائيل يتبرّكون به، فلمّا حضر موسى الوفاة وضع فيه الألواح ودرعه وما كان عنده من آيات النبوّة، وأودعه يوشع وصيّه، فلم يزل التابوت بينهم حتّى استخفّوا به، وكان الصبيان يلعبون به في الطرقات، فلم يزل بنو إسرائيل في عزّ وشرف ما دام التابوت عندهم، فلمّا عملوا بالمعاصي واستخفّوا بالتابوت رفعه اللَّه منهم، فلمّا سألوا النبيّ بعث إليهم طالوت ملكاً يقاتل معهم ردَّ اللَّه عليهم التابوت (كما قال اللَّه: «إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ»، قال: البقيّة: ذرّية الأنبياء)3 وقوله: «فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ» فإنّ التابوت كان يوضع بين يدي العدوّ وبين المسلمين فيخرج منه ريح طيّبة، لها وجه كوجه الإنسان. قال: حدّثني أبي، عن الحسن بن خالد، عن الرّضا عليه السلام أنّه قال: «السّكينة ريح من الجنّة لها وجه كوجه الإنسان». (وكان إذا وضع التابوت بين يدي العدوّ وبين المسلمين يخرج

1.البقرة (۲): ۲۴۸.

2.ما بين القوسين لم يرد فى المصدر.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 121311
صفحه از 592
پرینت  ارسال به