253
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

تُبَارِي الرِّيحَ؟» .
قَالَ : «فَأَطْرَقَ صلى اللَّه عليه وآله هُنَيْئَةً ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَبَّاسُ ، أَ تَأْخُذُ تُرَاثَ مُحَمَّدٍ ، وَ تُنْجِزُ عِدَاتِهِ وَ تَقْضِي دَيْنَهُ ؟ فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي ، شَيْخٌ كَثِيرُ الْعِيَالِ ، قَلِيلُ الْمَالِ ، وَ أَنْتَ تُبَارِي الرِّيحَ .
قَالَ : أَمَا إِنِّي سَأُعْطِيهَا مَنْ يَأْخُذُهَا بِحَقِّهَا ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَلِيُّ ، يَا أَخَا مُحَمَّدٍ ، أَتُنْجِزُ عِدَاتِ مُحَمَّدٍ ، وَ تَقْضِي دَيْنَهُ ، وَ تَقْبِضُ تُرَاثَهُ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي ، ذاكَ عَلَيَّ وَ لِي ، قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ حَتّى‏ نَزَعَ خَاتَمَهُ مِنْ إِصْبَعِهِ ، فَقَالَ : تَخَتَّمْ بِهذَا فِي حَيَاتِي ، قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ حِينَ وَضَعْتُهُ فِي إِصْبَعِي ، فَتَمَنَّيْتُ مِنْ جَمِيعِ مَا تَرَكَ الْخَاتَمَ .
ثُمَّ صَاحَ : يَا بِلَالُ ، عَلَيَّ بِالْمِغْفَرِ وَ الدِّرْعِ وَ الرَّايَةِ وَ الْقَمِيصِ وَ ذِي الْفَقَارِ وَ السَّحَابِ وَ الْبُرْدِ وَ الْأَبْرَقَةِ وَ الْقَضِيبِ ، قَالَ : فَوَ اللَّهِ ، مَا رَأَيْتُهَا قَبْلَ‏۱ سَاعَتِي تِلْكَ - يَعْنِي الْأَبْرَقَةَ - فَجِي‏ءَ بِشِقَّةٍ كَادَتْ تَخْطَفُ الْأَبْصَارَ ، فَإِذَا هِيَ مِنْ أَبْرُقِ الْجَنَّةِ ، فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، إِنَّ جَبْرَئِيلَ عليه السلام أَتَانِي بِهَا ، وَ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، اجْعَلْهَا فِي حَلْقَةِ الدِّرْعِ ، وَ اسْتَذْفِرْ بِهَا مَكَانَ الْمِنْطَقَةِ .
ثُمَّ دَعَا بِزَوْجَيْ نِعَالٍ عَرَبِيَّيْنِ جَمِيعاً : أَحَدُهُمَا مَخْصُوفٌ ، وَ الْآخَرُ غَيْرُ مَخْصُوفٍ ، وَ الْقَمِيصَيْنِ : الْقَمِيصِ الَّذِي أُسْرِيَ بِهِ فِيهِ ، وَ الْقَمِيصِ الَّذِي خَرَجَ فِيهِ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَالْقَلَانِسِ الثَّلَاثِ : قَلَنْسُوَةِ السَّفَرِ ، وَ قَلَنْسُوَةِ الْعِيدَيْنِ وَ الْجُمَعِ ، وَ قَلَنْسُوَةٍ كَانَ يَلْبَسُهَا وَ يَقْعُدُ مَعَ أَصْحَابِهِ .
ثُمَّ قَالَ : يَا بِلَالُ ، عَلَيَّ بِالْبَغْلَتَيْنِ : الشَّهْبَاءِ ، وَ الدُّلْدُلِ ؛ وَ النَّاقَتَيْنِ : الْعَضْبَاءِ ، وَ الْقَصْوَاءِ ؛ وَ الْفَرَسَيْنِ : الْجَنَاحِ - كَانَتْ تُوقَفُ بِبَابِ الْمَسْجِدِ لِحَوَائِجِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يَبْعَثُ الرَّجُلَ فِي حَاجَتِهِ ، فَيَرْكَبُهُ فَيَرْكُضُهُ فِي حَاجَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وَ حَيْزُومٍ - وَ هُوَ الَّذِي كَانَ يَقُولُ : أَقْدِمْ يَا حَيْزُومُ - وَ الْحِمَارِ عُفَيْرٍ ، فَقَالَ : اقْبِضْهَا فِي حَيَاتِي .
فَذَكَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام أَنَّ أَوَّلَ شَيْ‏ءٍ مِنَ الدَّوَابِّ تُوُفِّيَ عُفَيْرٌ سَاعَةَ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، قَطَعَ خِطَامَهُ ، ثُمَّ مَرَّ يَرْكُضُ حَتّى‏ أَتى‏ بِئْرَ بَنِي خَطْمَةَ بِقُبَا ، فَرَمى‏ بِنَفْسِهِ فِيهَا ، فَكَانَتْ قَبْرَهُ».

1.في الكافي المطبوع: «قبل».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
252

الحسين عليهما السلام إن شاء اللَّه تعالى.
(وما هناك) لعلّ المشار إليه وعاء السلاح.
(نُغشى) على ما لم يسمّ فاعله إمّا على المتكلّم مع الغير أو المؤنّث الغايبة، أي تفوت الصحيفة. «غشيه» كرضي: هجم عليه وأحاطه بالأخذ.
(ثمّ صار إلى أبيك) إخبارٌ. (ثمّ انتهى إليك) استفهامٌ. (وصار بعد ذلك إليك) عطفُ تفسيرٍ.

الحديث الثامن‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ‏۱، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَمَّا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّهُ دُفِعَ إِلى‏ أُمِّ سَلَمَةَ صَحِيفَةٌ مَخْتُومَةٌ ، فَقَالَ :«إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لَمَّا قُبِضَ وَرِثَ عَلِيٌّ عليه السلام عِلْمَهُ وَ سِلَاحَهُ وَ مَا هُنَاكَ ، ثُمَّ صَارَ إِلَى الْحَسَنِ ، ثُمَّ صَارَ إِلَى الْحُسَيْنِ عليهما السلام» . قَالَ : قُلْتُ : ثُمَّ صَارَ إِلى‏ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، ثُمَّ صَارَ إِلَى ابْنِهِ ، ثُمَّ انْتَهى‏ إِلَيْكَ ؟ فَقَالَ : «نَعَمْ» .

هديّة:

بيانه كسابقه.

الحديث التاسع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ شَبَابٍ الصَّيْرَفِيِّ ، عَنْ أَبَانِ‏۲، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«لَمَّا حَضَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله الْوَفَاةُ ، دَعَا الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، فَقَالَ لِلْعَبَّاسِ : يَا عَمَّ مُحَمَّدٍ ، تَأْخُذُ تُرَاثَ مُحَمَّدٍ ، وَ تَقْضِي دَيْنَهُ ، وَ تُنْجِزُ عِدَاتِهِ ؟ فَرَدَّ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ‏۳ ، شَيْخٌ كَثِيرُ الْعِيَالِ ، قَلِيلُ الْمَالِ ، مَنْ يُطِيقُكَ وَ أَنْتَ

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن عمر بن أبان».

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن الحسين و عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الوليد شباب الصيرفي، عن أبان بن عثمان» وفي الطبعة الجديدة من الكافي: «محمّد بن الحسن» بدل «محمّد بن الحسين».

3.في الكافي المطبوع: + «بأبي أنت و اُمّي».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 121267
صفحه از 592
پرینت  ارسال به