وَ رُوِيَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام قَالَ : «إِنَّ ذلِكَ الْحِمَارَ كَلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي ، إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ مَعَ نُوحٍ عليه السلام فِي السَّفِينَةِ ، فَقَامَ إِلَيْهِ نُوحٌ عليه السلام ، فَمَسَحَ عَلى كَفَلِهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِ هذَا الْحِمَارِ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ سَيِّدُ النَّبِيِّينَ وَ خَاتَمُهُمْ ، فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَنِي ذلِكَ الْحِمَارَ».
هديّة:
«التراث» بالضمّ: الميراث، وأصل التاء الواو.
(تبارى الريح): تسابقها، كناية عن علوّ الهمّة ونثر ما في اليد.
في بعض النسخ - كما ضبط سيّدي وسندي أمير حسن القايني رحمة اللَّه عليه : «بخفّها» مكان (بحقّها)، قال: قوله «بخفّها» كناية عن غاية اقتداره عليه السلام؛ لأنّ من يأخذ خفّ البعير ويمسكه، له غاية القدرة.
(فنظرت) القائل عليّ عليه السلام. قيل: وفي الكلام التفات في حكاية حال.
(فتمنّيت) يعني قلت في نفسي: لو لم يكن غير هذا الخاتم لكفاني فخراً به شرفاً وعزّة وبركة.
(والقميص) قميص آدم أو يوسف عليهما السلام، أو خاصّ به صلى اللَّه عليه وآله، كلاهما أو أحدهما.
(والسحاب) اسم عمامته صلى اللَّه عليه وآله.
(والابرقة) بالفتح: واحدة «الأبرق» كالأبلق لفظاً ومعنى. قيل: كأنّها ثوب مستطيل، وهي «الشقّة» بالضمّ والكسر. وفي الكلام تقديم وتأخير، يعني «فجيء بشقّة، فواللَّه ما رأيتها». وهو عقال أبرق في الخبر الآتي. الجوهري: و«الأبرق»: الحبل الذي فيه لونان، وكلّ شيء اجتمع فيه سواد وبياض فهو أبرق، «تيس أبرق» و«عنز برقاء».۱
وقيل: «الشّقّة» هي التي تسمّى ب «السبيبة»، والصحيح أنّها هنا ما من شأنه أن يشدّ مكان المنطقة، وكلّ ثوب قسم طولاً، فكلّ نصف منه «شقّة» بالضمّ والكسر.