وبعلمهم: كتبهم السماويّة، وبالوصيّين: أوصيائهم من النبيّين، وبالعلماء: النبيّون الذين لم يكونوا أوصياء، وبعلمهم: مثل المواعظ وكلمات الحكمة.
(ثلاث مرّات) أي مماثلة ثلاث مرّات، ف «ثلاث» نصب وصفاً للمفعول المطلق المحذوف.
(ما يحدث) على المعلوم من باب نصر، أي علم ما يحدث.
و(الجفر): البئر الواسعة التي لا تنزف بالنزح.
وسيذكر بيان مصحف فاطمة عليها السلام إن شاء اللَّه تعالى.
الحديث الثاني
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ۱، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ :«تَظْهَرُ الزَّنَادِقَةُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَ عِشْرِينَ وَ مِائَةٍ ، وَ ذلِكَ أَنِّي نَظَرْتُ فِي مُصْحَفِ فَاطِمَةَ عليها السلام» .
قَالَ : قُلْتُ : وَ مَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ ؟ قَالَ : «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا قَبَضَ نَبِيَّهُ صلى اللَّه عليه وآله ، دَخَلَ عَلى فَاطِمَةَ عليها السلام مِنْ وَفَاتِهِ مِنَ الْحُزْنِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ إِلَيْهَا مَلَكاً يُسَلِّي عَنْهَا۲ وَ يُحَدِّثُهَا ، فَشَكَتْ ذلِكَ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، فَقَالَ لَهَا : إِذَا أَحْسَسْتِ بِذلِكَ وَ سَمِعْتِ الصَّوْتَ ، قُولِي لِي ، فَأَعْلَمَتْهُ بِذلِكَ ، فَجَعَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَكْتُبُ كُلَّ مَا سَمِعَ حَتّى أَثْبَتَ مِنْ ذلِكَ مُصْحَفاً». قَالَ : ثُمَّ قَالَ : «أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامِ ، وَ لكِنْ فِيهِ عِلْمُ مَا يَكُونُ».
هديّة:
المراد ب (الزنادقة) هنا خلفاء بني العبّاس وأتباعهم، وكان ابن المقفّع - كما ذكر محمّد بن محمود السهروردي في كتاب تاريخ الحكماء۳ - أوّلَ من نقل كتب الفلاسفة