261
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

وبعلمهم: كتبهم السماويّة، وبالوصيّين: أوصيائهم من النبيّين، وبالعلماء: النبيّون الذين لم يكونوا أوصياء، وبعلمهم: مثل المواعظ وكلمات الحكمة.
(ثلاث مرّات) أي مماثلة ثلاث مرّات، ف «ثلاث» نصب وصفاً للمفعول المطلق المحذوف.
(ما يحدث) على المعلوم من باب نصر، أي علم ما يحدث.
و(الجفر): البئر الواسعة التي لا تنزف بالنزح.
وسيذكر بيان مصحف فاطمة عليها السلام إن شاء اللَّه تعالى.

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ‏۱، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ :«تَظْهَرُ الزَّنَادِقَةُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَ عِشْرِينَ وَ مِائَةٍ ، وَ ذلِكَ أَنِّي نَظَرْتُ فِي مُصْحَفِ فَاطِمَةَ عليها السلام» .
قَالَ : قُلْتُ : وَ مَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ ؟ قَالَ : «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا قَبَضَ نَبِيَّهُ صلى اللَّه عليه وآله ، دَخَلَ عَلى‏ فَاطِمَةَ عليها السلام مِنْ وَفَاتِهِ مِنَ الْحُزْنِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ إِلَيْهَا مَلَكاً يُسَلِّي عَنْهَا۲ وَ يُحَدِّثُهَا ، فَشَكَتْ ذلِكَ إِلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، فَقَالَ لَهَا : إِذَا أَحْسَسْتِ بِذلِكَ وَ سَمِعْتِ الصَّوْتَ ، قُولِي لِي ، فَأَعْلَمَتْهُ بِذلِكَ ، فَجَعَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَكْتُبُ كُلَّ مَا سَمِعَ حَتّى‏ أَثْبَتَ مِنْ ذلِكَ مُصْحَفاً». قَالَ : ثُمَّ قَالَ : «أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِيهِ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامِ ، وَ لكِنْ فِيهِ عِلْمُ مَا يَكُونُ».

هديّة:

المراد ب (الزنادقة) هنا خلفاء بني العبّاس وأتباعهم، وكان ابن المقفّع - كما ذكر محمّد بن محمود السهروردي في كتاب تاريخ الحكماء۳ - أوّلَ من نقل كتب الفلاسفة

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عمر بن عبد العزيز، عن حمّاد بن عثمان».

2.في الكافي المطبوع: «غمّها».

3.لم نعثر على ذلك الكتاب للسهرودي، نعم ذكره القفطي في تاريخ الحكماء، ص ۲۲۰.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
260

هديّة:

الظاهر في أحاديث الباب أنّ «الصحيفة» و«الجامعة» شي‏ءٌ واحد، ولذا عنون صاحب بصائر الدرجات هذا الباب كصاحب الكافي على ما نقلناه‏۱.
ومن وجوه حكمة سكوته عليه السلام مراراً في الأثناء العنايةُ بحفظ الراوي السائلِ وضبطه، وحكايةُ صنايع الإمام عليه السلام من النكت في الأرض ورفع الستر وغير ذلك إنّما هي بواسطة فائدة أو غيره.
(ما هو بذاك) أي ليس علمنا منحصراً في هذا، أو ليس علمنا الأعظم هذا، أو معنى آخر. وقد مرّ بيانه مفصّلاً في بيان الرابع من الباب الثالث والثلاثين.
و«التاء» في (الجامعة) للنقل وغلبة الإسميّة، أو للتأنيث باعتبار الصحيفة، أو للمبالغة.
و«ما» في (ما يدريهم) للاستفهام الإنكاري.
ولعلّ المراد ب (ذراع رسول) اللَّه صلى اللَّه عليه وآله ذراعه المشهور بذراع النبيّ المقدّر بذراع نفسه صلى اللَّه عليه وآله من المرفق إلى رأس الإصبع الوسطى.
(من فلق فيه) بكسر الفاء ويفتح وسكون اللام، أي شقّ فيه.
(حتّى ارش هذا) قيل كناية عمّا يوجب وجعاً يسيراً بغمز وغيره. ولعلّ كونه عليه السلام شبه المغضب عند ذلك القول أو الفعل إنّما هو على الجاحدين علمهم عليهم السلام.
أو المعنى: أنّ غمزه كان شبيهاً بغمز المغضب إيماءً إلى أنّ الغمز من غير غضب كما عند المطايبة - وإن كان موجعاً - لا أرش له. وقد مضى وجه الأفضليّة لأفضل علومهم عليهم السلام في باب أنّه يرث العلم بعضهم من بعض.
(من أدم) إمّا بالتحريك: اسم جمع، أو بضمّتين: جمع أديم، والمراد عليهما جنس الأديم، لا التعدّد والكثرة؛ لما سيجي‏ء من قوله عليه السلام: «جلد ثور».
(فيه علم النبيّين). قال برهان الفضلاء: المراد ب «النبيّين»: ذووا شريعة على حدة،

1.الكافي، ج ۱، ص ۲۴۱.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 140200
صفحه از 592
پرینت  ارسال به