263
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ : أَصْلَحَكَ اللَّهُ ، أَ يَعْرِفُ‏۱ هذَا بَنُو الْحَسَنِ ؟ فَقَالَ : «إِي وَ اللَّهِ ، كَمَا يَعْرِفُونَ اللَّيْلَ أَنَّهُ لَيْلٌ ، وَ النَّهَارَ أَنَّهُ نَهَارٌ ، وَ لكِنَّهُمْ يَحْمِلُهُمُ الْحَسَدُ وَ طَلَبُ الدُّنْيَا عَلَى الْجُحُودِ وَ الْإِنْكَارِ ، وَ لَوْ طَلَبُوا الْحَقَّ بِالْحَقِّ ، لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ» .

هديّة:

(الجفر الأبيض) وعاء من جلد الثور، كما في الحديث التالي للتالي، وقيل: من أديم الفرس شبه الصندوق، فلكونه وعاء للعلوم وُصِف بالأبيض، والعلاقة بياض النور.
(أنّ فيه) أي في مصحف فاطمة عليها السلام.
(وفيه) وكذا (حتّى فيه) أي في الجفر.
(والحلال والحرام) عبارة عن الجامعة المعبّر عنها ب «كتاب عليّ عليه السلام»، فلا يرد قول من قال: كأنّ هنا سقط شي‏ء من القلم؛ لأنّ قوله: «وفيه ما يحتاج الناس إلينا» إلى قوله: «وعندي الجفر الأحمر» من صفات الجامعة، لا مصحف فاطمة عليها السلام، وقد مرّ بيانها.
في بعض النسخ: «ما يحتاج الناس إليه» مكان «إلينا».
(إنّما يفتح) ناظر إلى وجه الاستعارة.
(بالحقّ) أي بالإقرار بفضلنا وحقّنا وافتراض طاعتنا على الجميع.

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ يُونُسَ‏۲، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام :«إِنَّ فِي الْجَفْرِ الَّذِي يَذْكُرُونَهُ لَمَا يَسُوؤُهُمْ ؛ لِأَنَّهُمْ لَا يَقُولُونَ الْحَقَّ وَ الْحَقُّ فِيهِ ، فَلْيُخْرِجُوا قَضَايَا عَلِيٍّ وَ فَرَائِضَهُ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ، وَ سَلُوهُمْ عَنِ الْخَالَاتِ وَ الْعَمَّاتِ ، وَ لْيُخْرِجُوا مُصْحَفَ فَاطِمَةَ عليها السلام ؛ فَإِنَّ فِيهِ وَصِيَّةَ فَاطِمَةَ صلوات اللَّه عليها ، وَ مَعَهُ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ؛ إِنَّ اللَّهَ - تَعَالى‏ - يَقُولُ : «(فَأْتُواْ) بِكِتَبٍ مِّن قَبْلِ هَذَآ أَوْ أَثَرَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ»» .

1.في حاشية «الف»: «فيعرف».

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
262

للدوانيقي من اليونانيّة إلى العربيّة؛ ليصرف الناس عن أحاديث الأئمّة عليهم السلام إلى مقالات الزنادقة واُصولهم التي معادن لخرافات ضلالات متكثّرة، وخيالات جهالات متوافرة، منها وأعظمها طريقة الصوفيّة القدريّة. وزمان طغيان الحسن البصري وسفيان الثوري وأمثالهما من الصوفيّة مطابق لهذا التاريخ.
(فشكت ذلك) قيل: لعلّها لرعبها عليها السلام عن صوت الملك أوّل الأمر، أو المعنى: فشكت حزنها وتسلية الملك عنها بالتصبير.
وقرأ برهان الفضلاء: «فشكّت» بالتشديد، من الشكّ بالفتح بمعنى السّكّ بالمهملة المفتوحة، أي التسوية. قال: يعني لم تقل ذلك إلّا له عليه السلام، ثمّ قرأ: «يسلي» من الافعال و«غمّها» مكان «عنها».
و«الإسلاء»: الإنساء، أسليته عن خاطره.
وكان الملك هو جبرئيل عليه السلام بدليل مثل الخبر التالي لتالي التالي.

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ۱، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ :«إِنَّ عِنْدِي الْجَفْرَ الْأَبْيَضَ».
قَالَ : قُلْتُ : وَأَيُ‏۲ شَيْ‏ءٍ فِيهِ ؟ قَالَ : «زَبُورُ دَاوُدَ ، وَ تَوْرَاةُ مُوسى‏ ، وَ إِنْجِيلُ عِيسى‏ ، وَ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ ، وَ الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ ، وَ مُصْحَفُ فَاطِمَةَ ، مَا أَزْعُمُ أَنَّ فِيهِ قُرْآناً ، وَ فِيهِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْنَا وَ لَا نَحْتَاجُ إِلى‏ أَحَدٍ ، حَتّى‏ فِيهِ الْجَلْدَةُ وَ نِصْفُ الْجَلْدَةِ ، وَ رُبُعُ الْجَلْدَةِ ، وَ أَرْشُ الْخَدْشِ ؛ وَ عِنْدِي الْجَفْرَ الْأَحْمَرَ».
قَالَ : قُلْتُ : وَ أَيُّ شَيْ‏ءٍ فِي الْجَفْرِ الْأَحْمَرِ ؟ قَالَ : «السِّلَاحُ ، وَ ذلِكَ إِنَّمَا يُفْتَحُ لِلدَّمِ ، يَفْتَحُهُ صَاحِبُ السَّيْفِ لِلْقَتْلِ».

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء».

2.في الكافي المطبوع: «فأيّ».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 140164
صفحه از 592
پرینت  ارسال به