فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ : أَصْلَحَكَ اللَّهُ ، أَ يَعْرِفُ۱ هذَا بَنُو الْحَسَنِ ؟ فَقَالَ : «إِي وَ اللَّهِ ، كَمَا يَعْرِفُونَ اللَّيْلَ أَنَّهُ لَيْلٌ ، وَ النَّهَارَ أَنَّهُ نَهَارٌ ، وَ لكِنَّهُمْ يَحْمِلُهُمُ الْحَسَدُ وَ طَلَبُ الدُّنْيَا عَلَى الْجُحُودِ وَ الْإِنْكَارِ ، وَ لَوْ طَلَبُوا الْحَقَّ بِالْحَقِّ ، لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ» .
هديّة:
(الجفر الأبيض) وعاء من جلد الثور، كما في الحديث التالي للتالي، وقيل: من أديم الفرس شبه الصندوق، فلكونه وعاء للعلوم وُصِف بالأبيض، والعلاقة بياض النور.
(أنّ فيه) أي في مصحف فاطمة عليها السلام.
(وفيه) وكذا (حتّى فيه) أي في الجفر.
(والحلال والحرام) عبارة عن الجامعة المعبّر عنها ب «كتاب عليّ عليه السلام»، فلا يرد قول من قال: كأنّ هنا سقط شيء من القلم؛ لأنّ قوله: «وفيه ما يحتاج الناس إلينا» إلى قوله: «وعندي الجفر الأحمر» من صفات الجامعة، لا مصحف فاطمة عليها السلام، وقد مرّ بيانها.
في بعض النسخ: «ما يحتاج الناس إليه» مكان «إلينا».
(إنّما يفتح) ناظر إلى وجه الاستعارة.
(بالحقّ) أي بالإقرار بفضلنا وحقّنا وافتراض طاعتنا على الجميع.
الحديث الرابع
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ يُونُسَ۲، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام :«إِنَّ فِي الْجَفْرِ الَّذِي يَذْكُرُونَهُ لَمَا يَسُوؤُهُمْ ؛ لِأَنَّهُمْ لَا يَقُولُونَ الْحَقَّ وَ الْحَقُّ فِيهِ ، فَلْيُخْرِجُوا قَضَايَا عَلِيٍّ وَ فَرَائِضَهُ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ، وَ سَلُوهُمْ عَنِ الْخَالَاتِ وَ الْعَمَّاتِ ، وَ لْيُخْرِجُوا مُصْحَفَ فَاطِمَةَ عليها السلام ؛ فَإِنَّ فِيهِ وَصِيَّةَ فَاطِمَةَ صلوات اللَّه عليها ، وَ مَعَهُ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ؛ إِنَّ اللَّهَ - تَعَالى - يَقُولُ : «(فَأْتُواْ) بِكِتَبٍ مِّن قَبْلِ هَذَآ أَوْ أَثَرَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ»» .