27
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

وقال برهان الفضلاء سلّمه اللَّه:
المراد بالانقياد إمكان الاستدلال لشي‏ء بسهولة، وبالانسياق إمكانه له بعسر ؛ إذ الانسياق مطاوع للسوق ، وهو لا يكون إلّا للصعب من الدواب ، كالانقياد للذلول.
(إن تَركوا ما أقول) يعني قول المفترض الطاعة بحجّة العصمة في الكلام . وفيه مدحُ علمِ الكلام وتعلّمِه ، كما في قول يونس لقيس الماصر : إنّه تعلَّمَه من عليّ بن الحسين عليهما السلام .
(مَن تَرى‏ مِن المتكلّمين) أي من أصحابنا من الآخذين علم الكلام من المعصوم.
و(الأحول) هو أبو جعفر محمّد بن عليّ بن النعمان ، مؤمن الطاق ، مولى بَجِيلَة ، من أصحاب الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام ، كان دكّانه في طاق المحامل بالكوفة ، وكان خيّراً فاضلاً ، كثيرَ العلم، حسنَ الخاطر، والمخالفون يسمّونه شيطان الطاق ؛ إمّا لكثرة مطايباته معهم في التصريح ببطلان مذاهبهم، أو لأنّه كان يرجع إليه في النقد ، فيخرج كما ينقد، وله حكايات مع أبي حنيفة :
منها: أنّ أبا حنيفة قال له يوماً: يا أبا جعفر تقول بالرجعة في زمن المهدي كما يقول جعفر بن محمّد؟ فقال: نعم ، هو حجّة اللَّه كآبائه عليهم السلام وأنا مؤمن لا كافر ، مقرّ لا منكر. فقال له: أقرضْني من كيسك هذا مائةَ دينارٍ، فإذا عدت أنا وأنت رددتُها إليك. فقال له: اُريد ضميناً لي عنك أنّك تعود إنساناً ، فإنّي أخاف أَنْ تعودَ دبّاً أو خنزيراً أو قِرداً ، فلا أَتمكَّنُ من استرجاع ما أَخَذْتَ منّي.۱
ومنها: أنّ المؤمن كان يوماً مع ذلك الكافر في طريق، فسمعا منادياً ينادي: من رأى صبيّاً ضالّاً، فأخذ المؤمن بيد الكافر وقال بأعلى صوته: يا هذا ما رأينا صبيّاً ضالاًّ، فإن كنتَ تريد كهلاً ضالّاً فهو هذا.۲
ومنها: أنّ ذلك الكافر رأى المؤمن يوم رحلة الباقر عليه السلام فقال شماتة: إمامك قد مات،

1.رجال الكشّي ، ص ۳۲۶ ؛ الاحتجاج ، ج ۲ ، ص ۳۸۱ ؛ و عنه في البحار ، ج ۵۳ ، ص ۱۰۷ .

2.الاحتجاج ، ج ۲ ، ص ۳۸۱ ؛ و عنه في البحار ، ج ۴۷ ، ص ۳۹۶ .


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
26

المبدأ والمعاد على قانون الإسلام، وهو بيان لمصطلح السلف ، والفقه في فروعه ، والفرائض في المواريث.
(كلامُك) أي تكلّمُك في اُصول الدِّين واُصول الفقه وفروعه والدِّين وما ينتمي إليه منتمٍ إلى الكتاب وسنّة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله من دون اشتراك غيره فيها، أو علمك الذي حدّ بأنّه الباحث عن أحوال المبدأ والمعاد على نهج قانون الإسلام ، المأخوذ عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله من دون اشتراك غيره في تحديده وتعليمه ، والمضبوط بالكتاب وسنّة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله لا بغيرهما.
(لمناظرة أصحابك) أي في أمر الإمامة ، لقوله فيما بعد لهشام : «يا غلام ، سَلني في إمامة هذا» .
(يخبرك) أي فتكون أنت أيضاً مخبراً بالوحي عن اللَّه تعالى كالنبيّ صلى اللَّه عليه وآله.
وقرأ برهان الفضلاء : «يخيّرك» بالخاتمة مكان المفردة على التفعيل؛ أي في الحكم بالظنّ. قال: أو المعنى يفوّض إليك كما تجب طاعة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله؛ أي بحجّة المعجزة .
(قد خصم نفسه). خَصَمه كضرب : ألزمه وغلب عليه.
والمضبوط في النسخ المعتبرة: «قال: يا يونس» أي وقال أو ثمّ قال. وفي بعض النسخ كما في نسخة الفاضل الأسترآبادي : «قال يونس» بدون حرف النداء، فلابدّ من تقدير محذوف.
وقال الفاضل الأسترآبادي بخطّه: الظاهر أنّ اللام سهو من القلم ، وأصل «قا» : «يا».۱انتهى.
(فَيا لها) توبيخٌ له بعدم إحسانه تعلّم علم الكلام . وحرف النداء للتعجّب أو التأسّف. والضمير مبهم لا مرجع له، يفسّره الحسرة .
(هذا يَنقادُ) إلى قوله : (وهذا لا نَعقلُه) عبارة عن قول أهل المناظرة : هب، ولا نسلّم ، وهذا مطّرد ، وهذا شاذّ ، وهذا تقريب ، وهذا تعسّف.

1.الحاشية على اُصول الكافي ص ۱۳۹ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 147986
صفحه از 592
پرینت  ارسال به