273
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

قال برهان الفضلاء:
والفتوى بالظنّ أيضاً كالفتوى بالرأي والقياس، بحجّة قوله: «وأنّ اللَّه تعالى أبى أن يكون له علم فيه اختلاف».
ثمّ قال:
وقولهم: ظنّية الطريق لا ينافي قطعيّة الحكم - بمعنى أنّ المفتي بظنّه لا يحكم إلّا من علمٍ حاصلٍ له بالظنّ، فالمظنون هو الطريق، والحكم هو المقطوع به - حيلة يغرّون بها أنفسهم.
أقول: نعم عند التمكّن من خدمة الإمام عليه السلام، وأمّا في زمن الغيبة وعدم التمكّن من الوصول أو السؤال، فنصوص الرخصة في العمل بحكم الفقيه الممتاز بالفضل والثقة من العصابة في العصابة كثيرةٌ مستفيضة، ستذكر طائفة منها في كتاب القضاء إن شاء اللَّه تعالى، ومنها: قول الصادق عليه السلام في السؤال عن اختلاف العدلين في الحكم: «ينظر إلى أفقههما وأعلمهما بأحاديثنا وأورعهما فينفذ حكمه، ولا يلتفت إلى الآخر».۱(جملة العلم) يعني كلّه.
(تهلّل وجهه): تلألأ سروراً.
(وهم محدّثون) على اسم المفعول من التفعيل، أي يحدّثهم الملك وهم لا يرونه.
(يفد) من الوفود، وهو الإتيان إلى باب السلطان.
(سأسألك مسألة صعبة). في بعض النسخ: «سآتيك بمسألة صعبة».
(ما له لا يظهر) أي لا يغلب على الأعداء بالجهاد، كما كان يغلب به رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله عليهم ومعه الملائكة مسوّمين.
(أن يطلع) من الإفعال، والمراد توفيق التصديق بأنّه خاصّ بالإمام.
(اصدع بما تؤمر) أي اظهر واحكم بالحقّ جهاراً.
(عينك). في بعض النسخ: «أعينك» بصيغة الجمع.

1.الفقيه، ج ۳، ص ۸، ح ۳۲۳۲؛ التهذيب، ج ۶، ص ۳۰۱، ح ۵۰؛ وسائل الشيعة، ج ۲۷، ص ۱۱۳، ح ۳۳۳۵۳.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
272

تَأْسَوْا عَلى‏ ما فاتَكُمْ» مِمَّا خُصَّ بِهِ عَلِيٌّ عليه السلام «وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ» مِنَ الْفِتْنَةِ الَّتِي عَرَضَتْ لَكُمْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله .
فَقَالَ الرَّجُلُ : أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَصْحَابُ الْحُكْمِ الَّذِي لَا اخْتِلَافَ فِيهِ ، ثُمَّ قَامَ الرَّجُلُ وَ ذَهَبَ‏1 ، فَلَمْ أَرَهُ».

هديّة:

أحاديث هذا الباب - كما في الكافي - كلّها مسندة بسند واحد متّصل إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام.
و«المعجر» كمنبر: ثوب تشدّه المرأة على رأسها، ومنه: «رجل معتجر»: ذو ثوب على رأسه لغرض الاختفاء، والمستور بالاعتجار من الوجه والرأس وغير ذلك يسمّى ب «العجيرة» على فعيلة.
(قيّض له) على المجهول من التفعيل، أي جي‏ء به لأجل أبي عليه السلام من حيث لا يحتسب، «قيّض اللَّه فلاناً لفلان»: جاء به وأتاحه له، أي قدّره سبباً لغرض، ومنه قوله تعالى: «وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ»۲.
(اُسبوعه): طوافه، و«الاُسبوع»: كلّ شي‏ء يكون عدده سبعة كالطواف والسعي والأيّام من السبت إلى الجمعة.
(يا أبا جعفر) في تقدير: «ثمّ التفت إلى أبي عليه السلام، فقال: يا أبا جعفر».
في بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «مرحباً بابن رسول اللَّه».
(تضمر لي غيره) عبارة عن الفتوى بالرّأي والقياس، فإنّ في ضمير مثل المفتى كذا أنّه إن ظهر خطأه في فتياه أفتى بنقيض ما أفتى به.
(هذه مسألتي) يعني كان في قصدي أن أسألك عن الفتوى بالرأي والقياس.

1.في «الف»: «فذهب».

2.فصّلت (۴۱): ۲۵.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 141101
صفحه از 592
پرینت  ارسال به