275
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

حَكِيمٍ* أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا»1.
(والروح التي تنزل) عطفٌ على (الملائكة) والمستتر في «تنزل» للجميع كما في القرآن، ف «من سماء إلى سماء» متعلّق على محذوف بدلالة السياق، يعني فهل تنزل من سماء إلى سماء، أو من سماء إلى أرض؟
(فإن قالوا: فإنّ الخليفة) إلى قوله: (لم يصب) برهانٌ آخر. والمراد ب «الخليفة» هنا خليفة زمانه عليه السلام من بني اُميّة، أو كلّ من كان خليفة من عند الناس في زمان.
والواسطة المطويّة قوله تعالى في سورة البقرة: «وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»2.
(كما أنّ الأمر) برهانٌ آخر عقليّ خامس البراهين.
(ثمّ وقف) يعني الباقر عليه السلام. (فقال: هاهنا) يعني الياس عليه السلام والمشار إليه ل «هاهنا» برهانٌ آخر عقليّ.
(قد عرضت لبعض أهل الأرض مصيبة) ناظرٌ إلى قوله تعالى في سورة الحديد: «مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِى الْأَرْضِ وَلَا فِى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ»3 فإنّ جميع ما يحتاج إليه الناس إلى يوم القيامة في القرآن، فعلمه الذين يستنبطون بإذنه تعالى أحوال كلّ سنة من القرآن بالتحديث في ليالي القدر.
(دليل ما هو) أي دليل أيّ شي‏ءٍ هو.
والمراد ب (أبي فلان) أبو بكر، فلعلّ التعبير للصادق عليه السلام عند نقل الحديث، فالقائل الباقر عليه السلام.
(مقدّمة) أي آية أو فقرة أو قضيّة.

1.الدخان (۴۴): ۳ - ۵.

2.البقرة (۲): ۲۵۷.

3.الحديد (۵۷): ۲۳.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
274

(بسيوف آل داود) أي بسيوفٍ كسيوفهم في مقاتلة جالوت، أو بها بعينها.
(قال) يعني أبا عبداللَّه عليه السلام. (فقال أبي عليه السلام) يعني قال بعد هذا الكلام تأكيداً له.
(فلجوا): ظفروا وفازوا بالغلبة على الخصم.
(يعلم) من العلم، أي يتعلّم بالوحي والتحديث؛ ليصير ذلك التعلّم الخاصّ سبباً لامتياز تلك الليلة من سائر الليالي.
وجملة (أو يأتيه) عبارة عن السؤال عن تحقّق عدم امتيازها.
(فإنّهم سيقولون: لا)، نفياً لتحقّق عدم الامتياز كما لتحقّق عدم التعلّم بالتحديث؛ لأنّ الوحي كان دائماً بالاتّفاق، وكذا التحديث في ليالي القدر للامتياز المجمع عليه.
(بدّ من أن يظهر) كيمنع، (فيقولون: لا) أي ليس بدّ من أن يظهر في تلك السنة كما في سنة حجّة الوداع.
(فقد نقضوا أوّل كلامهم) وهو اعترافهم بأن ليس اختلاف فيما أظهر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله.
إلى هنا تمام البرهان، (فقل لهم: ما يعلم تأويله) إلى قوله: (ممّن يكون بعده) برهانٌ آخر، والمفهوم من تقريره عدم وقفه عليه السلام على كلمة الجلالة بعطف «والراسخون» عليها، والغرض يحصل بالوقف أيضاً؛ إذ المتمسّك رسوخ العلم، يعني عدم اختلافه أبداً.
(فهل مات) يعني فهل استخلف ومات، أو لا؟ فعلى الأوّل خليفته أعلم الناس مثله قطعاً بالتأييد من اللَّه البتّة، وعلى الثاني فقد ضيّع من في أصلاب الرجال إلى يوم القيامة.
(فإن قالوا لك فإنّ علم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله) إلى قوله: (من سيّد فيتحاكمون إليه) برهانٌ آخر للاضطرار إلى المعصوم. وفي بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «من سيّد يتحاكمون إليه» بلا فاء.
والواسطة المطويّة قوله تعالى في سورةالدخان: «إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ* فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 141052
صفحه از 592
پرینت  ارسال به