الْأَرْضِ وَلَا فِى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ»1.
(جمل الحدود): مجملاتها، (وتفسيرها عند الحكم) بالفتح، أي الحجّة.
(ممّا خصّ به عليّ عليه السلام). قيل: هذا من كلام أبي جعفر عليه السلام يعني قال؛ ففي الكلام حذف.
(أبي فلان) يعني الأوّل (وأصحابه): الثاني والثالث وسائر المنافقين.
(واحدة مقدّمة) يعني تخصيص عليّ عليه السلام ممّا تقدّم من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وفاتكم.
(وواحدة مؤخّرة) أي فتنة خلافة الأوّل قد تأخّرت عن ذلك، ف «مقدّمة» يعني منصوصة و«مؤخّرة» يعني غير منصوصة.
قيل: هذا الحديث يدلّ على أنّ القرآن اُنزل في ليلة القدر، مع ما ثبت أنّه اُنزل نجوماً في نحوٍ من عشرين سنة،2 فقيل: إنّه اُنزل إلى السماء الدنيا جملةً في ليلة القدر، ثمّ إلى الأرض في تلك المدّة. وقيل: ابتداء نزوله كان في ليلة القدر. وقيل: «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» يعني قرآن هذه السورة في شأن ليلة القدر إنّها خيرٌ من ألف شهر.
وقال الأكثرون - كما يستفاد من هذا الحديث - : أنّ معنى إنزاله في ليلة القدر إنزال بيانه: بتفصيل مجمله، وتأويل متشابهه، وتقييد مطلقه، وتخصيص عامّه؛ قال اللَّه تعالى في سورة الدخان: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ* فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أي محكم * أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ»3، وقال سبحانه في سورة البقرة: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ»4؛ يعني هدىً وفرقاناً في كلّ سنة على التفصيل المذكور، وقال تعالى في سورة القيامة: «إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ - أي حين أنزلناه نجوماً - * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ عليك حينئذٍ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ - أي جملته - * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا