29
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

واحتمل برهان الفضلاء «تعادقا» بالعين والدال المهملتين والقاف ، من عَدَق بظنّه كضرب ويشدّد: رجم ، أي تكالما بالظنّ . والرجم والتعديق - كالترجيم - : التكلّم بالظنّ ، ومنه الحديث المعدّق المرجّم، وقال: فلان كذا عَدْقاً بالغيب ورجماً بالغيب.
(ممّا قد أصاب الشامي) على بدل البعض ، أي من الاضطراب الذي أصابه.
(أنْظَرُ لخَلقِه) أي‏۱ في نظر اللطف ، أو النظر كناية عن اللطف والرأفة ؛ لاستلزام النظر من الغنيّ العظيم إلى الفقير الحقير إيّاهما غالباً.
و«التشتّت» : التفرّق. و«التألّف» من الاُلفة. و«الأَوَد» بالتحريك : الإعوجاج .
في بعض النسخ : «بغرض ربّهم» بالمعجمة مكان الفاء .
«أبطل»: أتى بشي‏ءٍ باطل.
(بل آمنْتَ باللَّه الساعة). الظاهر من أحاديثهم عليهم السلام كما ذهب إليه معظم الأصحاب أنّ للإسلام إطلاقين، يُطلق على الإيمان الظاهري ، وهو الإيمان ظاهراً بجميع ما جاء به النبيّ صلى اللَّه عليه وآله ، وفي جملة أركانه بل أعظم أركانه الإيمانُ بالولاية ، سواءٌ كان نور الإيمان محيطاً بظاهر القلب، أم داخلاً جوفه أيضاً ؛ وعلى الإيمان الواقعي الحقيقي بجميع ما جاء به النبيّ صلى اللَّه عليه وآله، ولا يكون إلّا بدخول نور الإيمان داخل القلب. والإيمان المستودع من القسم الأوّل، وهو محيط بنوره ظاهر القلب من غير دخول شي‏ء منه داخله، وبإحاطته ظاهر القلب يظنّ صاحبُه ثبوتَه ، ولن يثبت ما لم يدخل داخله بإذن اللَّه تعالى، قال اللَّه تعالى في سورة الحجرات: «قَالَتْ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلْ الْإِيمَانُ فِى قُلُوبِكُمْ»۲، فمعنى قوله عليه السلام : «بل آمَنْتَ»: صرتَ مؤمناً واقعيّاً بدخول نور الإيمان داخل قلبك، فلا دلالة فيه على إسلامه من قبل كما قيل.
والتحقيق الذي يرفع الإشكالَ الناشئَ عن ظواهر طائفة من الأخبار : أنّ كفر

1.في «د» : - «أي» .

2.الحجرات (۴۹): ۱۴.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
28

فقال المؤمن: يموت الأنبياء والأئمّة، ولكن إمامك من المنظَرين إلى يوم الوقت المعلوم.۱
وله حكايات اُخر كما ذكره الكشّي والنجاشي وغيرهما.
و«المَصْر» بالفتح وسكون المهملة : الحذاقة في حلب اللّبن وفي تعليم الفَرَس، ويُقال : «الماصر» لمطلق الحاذق.
و«الفازة» بالزاي بعد الألف والفاء : الخيمة الصغيرة، أو خيمة لها عمودان.
و«الخَبَب» محرّكة بالمعجمة والمفردتين : ضرب من العَدْو، أو عَدْو البعير، فلغيره على المجاز اللغوي . خَبّ الفرس ، كمدّ ، خَبّاً وخَبَباً وخَبِيباً : راوح بين يديه ورجليه ، وأخبّه : صاحبه.
(أَوّل مَا اختَطَّتْ) أي أوّل زمان الاختطاط ، فإنّ المصدر قد يستعمل مكان الزمان ، كرأيته مجي‏ء الحاجّ.
(فتعاركا) من التعارك ، وهو المجادلة، كالمعاركة. والمراد هنا تساويهما في ذلك من دون أن يَغلِب أحدهما على الآخر.
وفي بعض النسخ : «فتعارقا» بالقاف ، أي عَرَقا معاً من كثرة المجادلة، أو ظهور العجز فيهما والخجالة.
وفي بعض آخر : «فتفارقا» بالفاء والقاف ، أي من دون أن يَخصِم أحدُهما صاحبَه، أو سريعاً.
وفي بعض آخر : «فتقارنا» بالقاف والراء المهملة والنون.
وفي آخر : «فتعارفا» بالمهملتين والفاء. والأخيران متقاربان، فظهر تصحيف آخر.
وضبط السيّد الأجلّ النائيني ميرزا رفيعا : «فتعارفا» بالمهملتين والفاء، وقال:
أي تكالما بما حصل به التعارفُ بينهما، ومعرفةُ كلّ واحدٍ بالآخر وبكلامه ، بلا غلبة لأحدهما على الآخر.۲

1.رجال الكشّي ، ص ۱۸۶ ؛ الاحتجاج ، ج ۲ ، ص ۳۸۰ ؛ و عنه في البحار ، ج ۴۷ ، ص ۴۰۵ .

2.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۵۳۱.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 147984
صفحه از 592
پرینت  ارسال به