283
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

عَلَيْهِمْ الْمَلَائِكَةُ» الآية، أي على أئمّتهم عليهم السلام لهم، صدّقه تهكّماً.
(وأبعثُ به إلى ذوي عدل) أي اُرسِلُه إليهما لتقدير الحكومة.
(جاء الاختلاف) قيل: لعدم إمكان الاتّفاق في مثله.
(قال: فلذلك عمى بصري). قيل: تصديق وإقرار منه له عليه السلام، فمعنى قوله: (وما علمك بذلك؟) سؤالٌ عن سبب علمه عليه السلام بأنّ ذلك سبب عماه، كأنّه تعجّب من علمه بما هو بمنزلة الغيب. والأولى - لما لا يخفى - حمل الفقرتين كلتيهما على الاستفهام الإنكاري، وحمل (ما تكلّمت بصدقٍ مثل أمس) على ما حُمل عليه قوله عليه السلام: (صدقت يا ابن عبّاس).
(فواللَّه) من كلام الصادق عليه السلام، معترض‏1.
(ولم‏تر عيناه) من تتمّة كلام المَلَك، والعائد في «عيناه» لعليّ عليه السلام، يعني لم تره عينا عليّ عليه السلام؛ لأنّه ليس بمَلَك ولا نبيّ؛ كذا قيل، لما يأتي في حديث التيمي والعَدَوِيّ في هذا الباب‏2 من قوله: «ولما يرى قلب هذا» مكان عينه.
(وقر في سمعه) أي ثبت فيه واستقرّ؛ من الوقرة بمعنى النقرة في الصخرة. وفي الحديث: «التعلّم في الصِّغر كالوقرة في الحجر».3
و(ما اختلفنا في شي‏ء) ناظر إلى قوله تعالى في سورة الشورى: «وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَىْ‏ءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ»4، بأمرين يعني كحكمكم تارة5 كذا بأمرٍ واُخرى بآخر.

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي وقال: وَ بِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ :«قَالَ اللَّهُ تَعَالى‏ فِي لَيْلَةِ

1.في «الف»: - «معترض».

2.الحديث الخامس من هذا الباب.

3.لم نجده بهذا اللفظ في الجوامع الروائية لكن نقله في النهاية، ج ۵، ص ۲۱۳؛ وتاج العروس، ج ۷، ص ۵۹۸ (وقر).

4.الشورى (۴۲): ۱۰.

5.في «د»: «مرّة».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
282

وإمامته عليه السلام بعد وفاة أبيه عليّ بن الحسين عليهما السلام وهو ابن ثمان وثلاثين، فمكالمته عليه السلام مع ابن عبّاس في سنّ الصِّبا قبل سلطنة الإمامة.
آية «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ» في سورة الأحزاب.1(فاستضحكت) أي لإقراره بعد إصراره على الإنكار.
(أنشدك اللَّه) على المضارع المعلوم، من باب نصر؛ والنصب بنزع الخافض، أي باللَّه.
(صدقت) تصديق لابن عبّاس بإقراره بأنّ هذه الآية تشمل غير الأئمّة عليهم السلام أيضاً وهو شيعتهم، وابن عبّاس ليس منهم؛ فشمول الآية لهم عليهم السلام حقيقةً، ولشيعتهم حكماً.
(جاء الاختلاف في حكم اللَّه) لإمكان الحكم بطريق آخر كما ذكره عليه السلام.
(ثمّ أعِطهِ دية الأصابع) أي المأخوذ من القاطع الأوّل، كما أفتى عليه الشيخ في نهايته‏2 وتبعه عبد العزيز بن نحرير البرّاج من تلامذته‏3. ومنع ابن إدريس من القصاص هنا؛ لعدم إمكان الوصول إليه إلّا بقطع الأصابع، وهي غير مستحقّة للقطع، فينتقل إلى الحكومة.4وتوقّف العلّامة في المختلف.5
وقال برهان الفضلاء: وقيل يعني من بيت المال، وقيل: من مال المقتصّ منه، وقيل: من ماله إن كان له مال، وإلّا فمن بيت المال؛ واللَّه أعلم.
(فقلت: لا أراها) أي بعد ذلك على المجهول، أي لا أعلمها.
(فتبدّى) على الماضي المعلوم من التفعيل.
«وَعاه»: حَفِظه.
(هل رأيت الملائكة) ناظرٌ إلى قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ

1.هذا سهو، بل الآية في الحجرات (۴۹): ۱۰.

2.النهاية، ج ۱، ص ۷۷۴.

3.المهذّب، ج ۲، ص ۴۷۷؛ جواهر الفقه، ص ۲۱۵.

4.السرائر، ج ۳، ص ۴۰۴.

5.مختلف الشيعة، ج ۹، ص ۴۰۸.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 121329
صفحه از 592
پرینت  ارسال به