285
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي وقال: وَ بِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما السلام يَقُولُ : «إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ» صَدَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ، أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ «وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ» قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : لَا أَدْرِي .
قَالَ اللَّهُ تَعَالى‏ : «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ» لَيْسَ فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : وَ هَلْ تَدْرِي لِمَ هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : لِأَنَّهَا تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِ‏ّ أَمْرٍ وَ إِذَا أَذِنَ اللَّهُ بِشَيْ‏ءٍ ، فَقَدْ رَضِيَهُ.
«سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ» يَقُولُ : يُسَلِّمُ‏۱ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ ، مَلَائِكَتِي وَ رُوحِي بِسَلَامِي مِنْ أَوَّلِ مَا يَهْبِطُونَ إِلى‏ مَطْلَعِ الْفَجْرِ.
ثُمَّ قَالَ فِي بَعْضِ كِتَابِهِ : «وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً» فِي «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ» ، وَ قَالَ فِي بَعْضِ كِتَابِهِ «وَ ما مُحَمَّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى‏ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِى اللَّهُ الشَّاكِرِينَ» .
يَقُولُ فِي الْآيَةِ الْأُولى‏ : إِنَّ مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله حِينَ يَمُوتُ يَقُولُ أَهْلُ الْخِلَافِ لِأَمْرِ اللَّهِ : مَضَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ؛ فَهذِهِ فِتْنَةٌ أَصَابَتْهُمْ خَاصَّةً ، وَ بِهَا ارْتَدُّوا عَلى‏ أَعْقَابِهِمْ ؛ لِأَنَّهُمْ إِنْ قَالُوا : لَمْ تَذْهَبْ ، فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ - تَعَالى‏ - فِيهَا أَمْرٌ ، وَ إِذَا أَقَرُّوا بِالْأَمْرِ ، لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْ صَاحِبٍ بُدٌّ» .

هديّة:

البارز في «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ» للقرآن، والمراد أوّله، والمراد ب «ما أَدْراكَ»: لا تدري.
«خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ» يعني خيرٌ للمؤمنين بها من ألف شهر يملك فيها بنو اُميّة الأمر بعدك، ليس لهم فيها ليلة القدر لاختصاصها نفعاً بك وبأهل بيتك عليهم السلام، وإذا أذن اللَّه

1.في الكافي المطبوع: «تسلّم» بالتاء.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
284

الْقَدْرِ : «فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» يَقُولُ : يَنْزِلُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ . وَ الْمُحْكَمُ لَيْسَ بِشَيْئَيْنِ ، إِنَّمَا هُوَ شَيْ‏ءٌ وَاحِدٌ ، فَمَنْ حَكَمَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ ، فَحُكْمُهُ مِنْ حُكْمِ اللَّهِ تَعَالى‏ ؛ وَ مَنْ حَكَمَ بِأَمْرٍ فِيهِ اخْتِلَافٌ ، فَرَأى‏ أَنَّهُ مُصِيبٌ ، فَقَدْ حَكَمَ بِحُكْمِ الطَّاغُوتِ ؛ إِنَّهُ لَيَنْزِلُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ إِلى‏ وَلِيِّ الْأَمْرِ تَفْسِيرُ الْأُمُورِ سَنَةً سَنَةً ، يُؤْمَرُ فِيهَا فِي أَمْرِ نَفْسِهِ بِكَذَا وَ كَذَا ، وَ فِي أَمْرِ النَّاسِ بِكَذَا وَ كَذَا ، وَ إِنَّهُ لَيَحْدُثُ لِوَلِيِّ الْأَمْرِ سِوى‏ ذلِكَ كُلَّ يَوْمٍ عِلْمُ اللَّهِ الْخَاصُّ وَ الْمَكْنُونُ الْعَجِيبُ الْمَخْزُونُ مِثْلُ مَا يَنْزِلُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ مِنَ الْأَمْرِ». ثُمَّ قَرَأَ : «وَ لَوْ أَنَّ ما فِى الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» .

هديّة:

(يقول: ينزل) تفسير «يفرق» في آية سورة الدخان‏۱ ب «ينزل» لبيان أنّ المعنى: فيها يفرق جمع من الأحكام التي يحتاج إليها في السنة من مجموع الأحكام التي يحتاج إليها إلى يوم القيامة، فينزل ذلك المفصول عن الجملة إلى وليّ الأمر.
(وأنّه ليحدث) يحتمل المعلوم من المجرّد، وخلافه من التفعيل.
(لوليّ الأمر) نصٌّ في بطلان الكشف الذي تدّعيه الصوفيّة لكلّ مرتاض ولو كان كافراً، وكفى بهذه الآية من سورة لقمان‏۲ مبيّناً لمعنى قوله عليه السلام: «لو علم أبوذرّ ما في قلب سلمان لقتله».۳ وهل ما في قلب سلمان هو من عجائب العلوم - كما في قلب صاحب موسى - أو الكفر الذي يدّعيه القدريّ لعنه اللَّه.
قال أمير المؤمنين عليه السلام: «اندمجت على مكنون علمٍ لو بُحتُ به لاضطربتم اضطراب الأرشِيَة في الطَّوِيّ البعيدة».۴ «باح»: ظهر، وسرّه بسرّه: أظهره.

1.الدخان (۴۴): ۴.

2.لقمان (۳۱): ۲۷.

3.الكافي، ج ۱، ص ۴۰۱، باب فيما جاء أنّ حديثهم صعب مستصعب، ضمن ح ۲؛ وعنه في البحار، ج ۲۲، ص ۳۴۳، ح ۵۳.

4.نهج البلاغة، ص ۵۲، ذيل الخطبة ۵.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 121327
صفحه از 592
پرینت  ارسال به