287
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

هديّة:

رئي في نسخةٍ على خلاف المضبوط في النسخ الجديدة والقديمة: «كثيراً يقول: ما اجتمع» بتقديم «يقول» على «ما»، وكان مكتوب على حاشيتها من غير متصفّح: كأنّ في الكلام تقديماً وتأخيراً من النسّاخ، تقديره: «يقول كثيراً ما اجتمع» أو «كثيراً ما يقول اجتمع»، أو «ما» نافية بتقدير «إلّا» أو استفهام إنكار؛ فلا تلتفت أصلاً إلى أصلها، فضلاً عن توجيهاته التي كما ترى، ف «ما» للإبهام الدالّ على الكثرة بتجاوزها عن صدد العدّ.
(ووعى قلبي) أي حفظ.
(ولما يرى قلب هذا) يعني من الملائكة وتحديثهم إيّاه.
(فيكتب لهما) يحتمل غير المعلوم، كما قرأ برهان الفضلاء، يعني فيكتب بقدرة اللَّه تعالى.
(فإن كانا ليعرفان). قيل: «إن» مخفّفة من المثقّلة، وضمير الشأن محذوف بقرينة لام التأكيد، أي فإنّ الشأن أنّهما كانا كذا من الرعب في تلك الليلة.
وقرأ برهان الفضلاء: «ليعرفان» على غير المعلوم، وهو أنسب بالشدّة.

الحديث السادس‏

۰.روى في الكافي وقال: وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ :«يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ ، خَاصِمُوا بِسُورَةِ «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ» تَفْلُجُوا ، فَوَ اللَّهِ ، إِنَّهَا لَحُجَّةُ اللَّهِ تَعَالى‏ عَلَى الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ إِنَّهَا لَسَيِّدَةُ دِينِكُمْ ، وَ إِنَّهَا لَغَايَةُ عِلْمِنَا .
يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ ، خَاصِمُوا بِ «حم * وَ الْكِتابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِى لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ» فَإِنَّهَا لِوُلَاةِ الْأَمْرِ خَاصَّةً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله .
يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالى‏ : «وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلّا خَلا فِيها نَذِيرٌ»» .
قِيلَ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، نَذِيرُهَا مُحَمَّدٌ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقَالَ‏۱ : «صَدَقْتَ ، فَهَلْ كَانَ نَذِيرٌ - وَ هُوَ حَيٌّ - مِنَ

1.في الكافي المطبوع: «وقال».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
286

بشي‏ء؛ أي بشي‏ء من الأمر الحقّ.
وقرأ برهان الفضلاء: «أذن» من الإيذان، بمعنى الإعلام؛ لأنّ الإذن الذي من الخصال السبع ليس مطلقه مرضيّاً له تعالى؛ فتعريضٌ بأنّ أمارة أهل الضلال ليست بإعلامه سبحانه.
(ثمّ قال في بعض كتابه) في سورة الأنفال: «وَاتَّقُوا فِتْنَةً»۱ أي خلافاً لأمر اللَّه بإنكار ليلة القدر، فالمراد بالفتنة: ما به الفتنة، يعني ليلة القدر. لا تصيب تلك الفتنة، أي فائدة الإقرار بها «الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ» أي من هذه الاُمّة.
(وقال في بعض كتابه) في سورة آل عمران: «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ» الآية.۲

الحديث الخامس‏

۰.روى في الكافي وقال: وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«كَانَ عَلِيٌّ عليه السلام كَثِيراً مَا يَقُولُ : اجْتَمَعَ التَّيْمِيُّ وَ الْعَدَوِيُّ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وَ هُوَ يَقْرَأُ «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ» بِتَخَشُّعٍ وَ بُكَاءٍ، فَيَقُولَانِ : مَا أَشَدَّ رِقَّتَكَ لِهذِهِ السُّورَةِ! فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : لِمَا رَأَتْ عَيْنِي ، وَ وَعى‏ قَلْبِي ، وَ لِمَا يَرى‏ قَلْبُ هذَا مِنْ بَعْدِي .
فَيَقُولَانِ : وَ مَا الَّذِي رَأَيْتَ ؟ وَ مَا الَّذِي يَرى‏ ؟
قَالَ : فَيَكْتُبُ لَهُمَا فِي التُّرَابِ : «تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ»قَالَ : ثُمَّ يَقُولُ : هَلْ بَقِيَ شَيْ‏ءٌ بَعْدَ قَوْلِهِ تَعَالى‏ : «كُلِّ أَمْرٍ» ؟ فَيَقُولَانِ : لَا ، فَيَقُولُ : هَلْ تَعْلَمَانِ مَنِ الْمُنْزَلُ إِلَيْهِ بِذلِكَ ؟ فَيَقُولَانِ : أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَيَقُولُ : نَعَمْ .
فَيَقُولُ : هَلْ تَكُونُ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مِنْ بَعْدِي ؟ فَيَقُولَانِ : نَعَمْ ، قَالَ : فَيَقُولُ : فَهَلْ يَنْزِلُ ذلِكَ الْأَمْرُ فِيهَا ؟ فَيَقُولَانِ : نَعَمْ ، قَالَ : فَيَقُولُ : إِلى‏ مَنْ؟ فَيَقُولَانِ : لَا نَدْرِي ، فَيَأْخُذُ بِرَأْسِي وَ يَقُولُ : إِنْ لَمْ تَدْرِيَا فَادْرِيَا ، هُوَ هذَا مِنْ بَعْدِي .
قَالَ : فَإِنْ كَانَا لَيَعْرِفَانِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مِنْ شِدَّةِ مَا يُدَاخِلُهُمَا مِنَ الرُّعْبِ» .

1.الأنفال (۸): ۲۵.

2.آل عمران (۳): ۱۴۴.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 121323
صفحه از 592
پرینت  ارسال به