289
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

و«البعثة» بالفتح مصدر، وبالكسر للنوع؛ فعلى المضبوط في الأكثر معنى قوله: «من البعثة» أي من جهة بعثته صلى اللَّه عليه وآله أصحابه إلى أقطار الأرض؛ أو هي بفتحتين، جمع «بعيث» بمعنى المبعوث.
(خاصّ) أي سماعه وقبوله بشيعتكم.
(إبّان أجله) بكسر الهمزة وتشديد المفردة، أي وقت حلول أجله.

الحديث السابع‏

0.روى في الكافي وقال: وَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : «لَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ - عَزَّ وَ جَلَّ - لَيْلَةَ الْقَدْرِ أَوَّلَ مَا خَلَقَ الدُّنْيَا ؛ وَ لَقَدْ خَلَقَ فِيهَا أَوَّلَ نَبِيٍّ يَكُونُ ، وَ أَوَّلَ وَصِيٍّ يَكُونُ ؛ وَ لَقَدْ قَضى‏ أَنْ يَكُونَ فِي كُلِّ سَنَةٍ لَيْلَةٌ يَهْبِطُ فِيهَا بِتَفْسِيرِ الْأُمُورِ إِلى‏ مِثْلِهَا مِنَ السَّنَةِ الْمُقْبِلَةِ ؛ مَنْ جَحَدَ ذلِكَ ، فَقَدْ رَدَّ عَلَى اللَّهِ تَعَالى‏ عِلْمَهُ ؛ لِأَنَّهُ لَا يَقُومُ الْأَنْبِيَاءُ وَ الرُّسُلُ وَ الْمُحَدَّثُونَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ‏1 عَلَيْهِمْ حُجَّةٌ بِمَا يَأْتِيهِمْ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ مَعَ الْحُجَّةِ الَّتِي يَأْتِيهِمْ بِهَا جَبْرَئِيلُ عليه السلام».
قُلْتُ : وَ الْمُحَدَّثُونَ أَيْضاً يَأْتِيهِمْ جَبْرَئِيلُ عليه السلام أَوْ غَيْرُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ؟
قَالَ : «أَمَّا الْأَنْبِيَاءُ وَ الرُّسُلُ فَلَا شَكَّ ، وَ لَا بُدَّ لِمَنْ سِوَاهُمْ - مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ خُلِقَتْ فِيهِ الْأَرْضُ إِلى‏ آخِرِ فَنَاءِ الدُّنْيَا - أَنْ يَكُونَ عَلى‏ أَهْلِ الْأَرْضِ حُجَّةٌ ، يَنْزِلُ ذلِكَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ إِلى‏ مَنْ أَحَبَّ مِنْ عِبَادِهِ .
وَ ايْمُ اللَّهِ ، لَقَدْ نَزَلَ الرُّوحُ وَ الْمَلَائِكَةُ بِالْأَمْرِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ عَلى‏ آدَمَ ؛ وَ ايْمُ اللَّهِ ، مَا مَاتَ آدَمُ إِلَّا وَ لَهُ وَصِيٌّ ، وَ كُلُّ مَنْ بَعْدَ آدَمَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ قَدْ أَتَاهُ الْأَمْرُ فِيهَا ، وَ وَضَعَ لِوَصِيِّهِ مِنْ بَعْدِهِ .
وَ ايْمُ اللَّهِ ، إِنْ كَانَ النَّبِيُّ لَيُؤْمَرُ فِيمَا يَأْتِيهِ مِنَ الْأَمْرِ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ مِنْ آدَمَ إِلى‏ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله : أَنْ أَوْصِ إِلى‏ فُلَانٍ ، وَ لَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالى‏ فِي كِتَابِهِ لِوُلَاةِ الْأَمْرِ مِنْ بَعْدِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله خَاصَّةً : «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ

1.في الكافي المطبوع: «تكون».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
288

الْبَعَثَةِ فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ ؟» فَقَالَ السَّائِلُ : لَا ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «أَ رَأَيْتَ بَعِيثَهُ ، أَ لَيْسَ نَذِيرَهُ ، كَمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فِي بِعْثَتِهِ مِنَ اللَّهِ تَعَالى‏ نَذِيرٌ ؟» فَقَالَ : بَلى‏ ، قَالَ : «فَكَذلِكَ لَمْ يَمُتْ مُحَمَّدٌ صلى اللَّه عليه وآله إِلَّا وَ لَهُ بَعِيثٌ نَذِيرٌ».
قَالَ : «فَإِنْ قُلْتُ : لَا ، فَقَدْ ضَيَّعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مَنْ فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ مِنْ أُمَّتِهِ» . قَالَ : وَ مَا يَكْفِيهِمُ الْقُرْآنُ؟ قَالَ : «بَلى‏ ، إِنْ وَجَدُوا لَهُ مُفَسِّراً». قَالَ : وَ مَا فَسَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ؟ قَالَ : «بَلى‏ ، قَدْ فَسَّرَهُ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ ، وَ فَسَّرَ لِلْأُمَّةِ شَأْنَ ذلِكَ الرَّجُلِ ، وَهُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام».
قَالَ السَّائِلُ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، كَأَنَّ هذَا أَمْرٌ خَاصٌّ لَا يَحْتَمِلُهُ الْعَامَّةُ ؟ قَالَ : «أَبَى اللَّهُ أَنْ يُعْبَدَ إِلَّا سِرّاً حَتّى‏ يَأْتِيَ إِبَّانُ أَجَلِهِ الَّذِي يَظْهَرُ فِيهِ دِينُهُ ، كَمَا أَنَّهُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مَعَ خَدِيجَةَ عليها السلام مُسْتَتِراً حَتّى‏ أُمِرَ بِالْإِعْلَانِ».
قَالَ السَّائِلُ : يَنْبَغِي لِصَاحِبِ هذَا الدِّينِ أَنْ يَكْتُمَ ؟ قَالَ : «أَ وَ مَا كَتَمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام يَوْمَ أَسْلَمَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله حَتّى‏ ظَهَرَ أَمْرُهُ ؟» قَالَ : بَلى‏ ، قَالَ : «فَكَذلِكَ أَمْرُنَا حَتّى‏ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ».

هديّة:

(لسيّدة دينكم) أي لسيّدة حجج دينكم.
(لغاية علمنا) في بعض النسخ: «غاية ما علمنا».
وقال برهان الفضلاء: «الغاية»: العلامة المرفوعة في العسكر كالراية، وقرأ: «علمنا» بالتحريك، يعني أنّها علامة عالية لديننا، فإنّ العلم يُقال لرأس الجبل أيضاً.
و«المعشر» كمنصب: الجماعة، والجمع: المعاشر.
(يقول اللَّه تعالى) في سورة الفاطر: «وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ»۱استدلال آخر على بطلان إمامة أئمّة الضلالة؛ ليظهر أيضاً أنّ المراد مِن «المنذرين» في سورة الدخان‏۲مَن هم.
(فهل كان نذير). في بعض النسخ المعتبرة كما ضبط برهان الفضلاء: «فهل كان بدّ».

1.فاطر (۳۵): ۲۴.

2.الدخان (۴۴): ۳.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 121316
صفحه از 592
پرینت  ارسال به