الْبَعَثَةِ فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ ؟» فَقَالَ السَّائِلُ : لَا ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «أَ رَأَيْتَ بَعِيثَهُ ، أَ لَيْسَ نَذِيرَهُ ، كَمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فِي بِعْثَتِهِ مِنَ اللَّهِ تَعَالى نَذِيرٌ ؟» فَقَالَ : بَلى ، قَالَ : «فَكَذلِكَ لَمْ يَمُتْ مُحَمَّدٌ صلى اللَّه عليه وآله إِلَّا وَ لَهُ بَعِيثٌ نَذِيرٌ».
قَالَ : «فَإِنْ قُلْتُ : لَا ، فَقَدْ ضَيَّعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مَنْ فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ مِنْ أُمَّتِهِ» . قَالَ : وَ مَا يَكْفِيهِمُ الْقُرْآنُ؟ قَالَ : «بَلى ، إِنْ وَجَدُوا لَهُ مُفَسِّراً». قَالَ : وَ مَا فَسَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ؟ قَالَ : «بَلى ، قَدْ فَسَّرَهُ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ ، وَ فَسَّرَ لِلْأُمَّةِ شَأْنَ ذلِكَ الرَّجُلِ ، وَهُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام».
قَالَ السَّائِلُ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، كَأَنَّ هذَا أَمْرٌ خَاصٌّ لَا يَحْتَمِلُهُ الْعَامَّةُ ؟ قَالَ : «أَبَى اللَّهُ أَنْ يُعْبَدَ إِلَّا سِرّاً حَتّى يَأْتِيَ إِبَّانُ أَجَلِهِ الَّذِي يَظْهَرُ فِيهِ دِينُهُ ، كَمَا أَنَّهُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مَعَ خَدِيجَةَ عليها السلام مُسْتَتِراً حَتّى أُمِرَ بِالْإِعْلَانِ».
قَالَ السَّائِلُ : يَنْبَغِي لِصَاحِبِ هذَا الدِّينِ أَنْ يَكْتُمَ ؟ قَالَ : «أَ وَ مَا كَتَمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام يَوْمَ أَسْلَمَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله حَتّى ظَهَرَ أَمْرُهُ ؟» قَالَ : بَلى ، قَالَ : «فَكَذلِكَ أَمْرُنَا حَتّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ».
هديّة:
(لسيّدة دينكم) أي لسيّدة حجج دينكم.
(لغاية علمنا) في بعض النسخ: «غاية ما علمنا».
وقال برهان الفضلاء: «الغاية»: العلامة المرفوعة في العسكر كالراية، وقرأ: «علمنا» بالتحريك، يعني أنّها علامة عالية لديننا، فإنّ العلم يُقال لرأس الجبل أيضاً.
و«المعشر» كمنصب: الجماعة، والجمع: المعاشر.
(يقول اللَّه تعالى) في سورة الفاطر: «وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ»۱استدلال آخر على بطلان إمامة أئمّة الضلالة؛ ليظهر أيضاً أنّ المراد مِن «المنذرين» في سورة الدخان۲مَن هم.
(فهل كان نذير). في بعض النسخ المعتبرة كما ضبط برهان الفضلاء: «فهل كان بدّ».