فَيَقُولُ : رَأَيْتُ كَذَا وَ كَذَا ، فَلَوْ سَأَلَ وَلِيَّ الْأَمْرِ عَنْ ذلِكَ ، لَقَالَ : رَأَيْتَ شَيْطَاناً أَخْبَرَكَ بِكَذَا وَ كَذَا حَتّى يُفَسِّرَ لَهُ تَفْسِيراً ، وَ يُعْلِمَهُ الضَّلَالَةَ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا .
وَ ايْمُ اللَّهِ ، إِنَّ مَنْ صَدَّقَ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ لَيَعْلَمُ أَنَّهَا لَنَا خَاصَّةً ؛ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لِعَلِيٍّ عليه السلام حِينَ دَنَا مَوْتُهُ : هذَا وَلِيُّكُمْ مِنْ بَعْدِي ، فَإِنْ أَطَعْتُمُوهُ رَشَدْتُمْ ، وَ لكِنْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِمَا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مُنْكِرٌ ، وَ مَنْ آمَنَ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ - مِمَّنْ عَلى غَيْرِ رَأْيِنَا - فَإِنَّهُ لَا يَسَعُهُ فِي الصِّدْقِ إِلَّا أَنْ يَقُولَ : إِنَّهَا لَنَا ، وَ مَنْ لَمْ يَقُلْ فَإِنَّهُ كَاذِبٌ ؛ إِنَّ اللَّهَ تَعَالى أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُنَزِّلَ الْأَمْرَ مَعَ الرُّوحِ وَ الْمَلَائِكَةِ إِلى كَافِرٍ فَاسِقٍ .
فَإِنْ قَالَ : إِنَّهُ يُنَزِّلُ إِلَى الْخَلِيفَةِ الَّذِي هُوَ عَلَيْهَا ، فَلَيْسَ قَوْلُهُمْ ذلِكَ بِشَيْءٍ .
وَ إِنْ قَالُوا : إِنَّهُ لَيْسَ يُنَزِّلُ إِلى أَحَدٍ ، فَلَا يَكُونُ أَنْ يُنَزَّلَ شَيْءٌ إِلى غَيْرِ شَيْءٍ .
وَ إِنْ قَالُوا۱ - سَيَقُولُونَ - : لَيْسَ هذَا بِشَيْءٍ ، فَقَدْ ضَلُّوا ضَلَالاً بَعِيداً» .
هديّة:
المراد بأبي جعفر هو الجواد عليه السلام، وبقوله: (لقد خلق) في الموضعين «لقد قدّر»؛ لقوله: (ولقد قضى) فلا إشكال في خلق النبيّ والوصيّ في ليلةٍ واحدة.
وقرأ برهان الفضلاء: «أوّل نبيّ تكوّن» على الماضي المعلوم من التفعّل، وجوّز المضارع المعلوم من المجرّد.
(من جحد ذلك) يعني وجود عالم بتفسير الاُمور في الأرض عاقلاً عن اللَّه سبحانه.
(إلّا أن يكون عليهم حجّة) أي لهم أو في أيديهم، فإنّ عامّة حروف الخفض قد يوضع بعضها موضع بعض.
والمتكلّم ب «قلت» في الموضعين - على صيغة المتكلّم - : «الحسن بن العبّاس» المذكور في السند وهو الفاعل ل «قال» في مواضع على ما لا يخفى.
(فلا شكّ) أي في إتيان جبرئيل عليه السلام.