293
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

فَيَقُولُ : رَأَيْتُ كَذَا وَ كَذَا ، فَلَوْ سَأَلَ وَلِيَّ الْأَمْرِ عَنْ ذلِكَ ، لَقَالَ : رَأَيْتَ شَيْطَاناً أَخْبَرَكَ بِكَذَا وَ كَذَا حَتّى‏ يُفَسِّرَ لَهُ تَفْسِيراً ، وَ يُعْلِمَهُ الضَّلَالَةَ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا .
وَ ايْمُ اللَّهِ ، إِنَّ مَنْ صَدَّقَ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ لَيَعْلَمُ أَنَّهَا لَنَا خَاصَّةً ؛ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لِعَلِيٍّ عليه السلام حِينَ دَنَا مَوْتُهُ : هذَا وَلِيُّكُمْ مِنْ بَعْدِي ، فَإِنْ أَطَعْتُمُوهُ رَشَدْتُمْ ، وَ لكِنْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِمَا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مُنْكِرٌ ، وَ مَنْ آمَنَ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ - مِمَّنْ عَلى‏ غَيْرِ رَأْيِنَا - فَإِنَّهُ لَا يَسَعُهُ فِي الصِّدْقِ إِلَّا أَنْ يَقُولَ : إِنَّهَا لَنَا ، وَ مَنْ لَمْ يَقُلْ فَإِنَّهُ كَاذِبٌ ؛ إِنَّ اللَّهَ تَعَالى‏ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُنَزِّلَ الْأَمْرَ مَعَ الرُّوحِ وَ الْمَلَائِكَةِ إِلى‏ كَافِرٍ فَاسِقٍ .
فَإِنْ قَالَ : إِنَّهُ يُنَزِّلُ إِلَى الْخَلِيفَةِ الَّذِي هُوَ عَلَيْهَا ، فَلَيْسَ قَوْلُهُمْ ذلِكَ بِشَيْ‏ءٍ .
وَ إِنْ قَالُوا : إِنَّهُ لَيْسَ يُنَزِّلُ إِلى‏ أَحَدٍ ، فَلَا يَكُونُ أَنْ يُنَزَّلَ شَيْ‏ءٌ إِلى‏ غَيْرِ شَيْ‏ءٍ .
وَ إِنْ قَالُوا۱ - سَيَقُولُونَ - : لَيْسَ هذَا بِشَيْ‏ءٍ ، فَقَدْ ضَلُّوا ضَلَالاً بَعِيداً» .

هديّة:

المراد بأبي جعفر هو الجواد عليه السلام، وبقوله: (لقد خلق) في الموضعين «لقد قدّر»؛ لقوله: (ولقد قضى) فلا إشكال في خلق النبيّ والوصيّ في ليلةٍ واحدة.
وقرأ برهان الفضلاء: «أوّل نبيّ تكوّن» على الماضي المعلوم من التفعّل، وجوّز المضارع المعلوم من المجرّد.
(من جحد ذلك) يعني وجود عالم بتفسير الاُمور في الأرض عاقلاً عن اللَّه سبحانه.
(إلّا أن يكون عليهم حجّة) أي لهم أو في أيديهم، فإنّ عامّة حروف الخفض قد يوضع بعضها موضع بعض.
والمتكلّم ب «قلت» في الموضعين - على صيغة المتكلّم - : «الحسن بن العبّاس» المذكور في السند وهو الفاعل ل «قال» في مواضع على ما لا يخفى.
(فلا شكّ) أي في إتيان جبرئيل عليه السلام.

1.في الكافي المطبوع: + «و».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
292

قَالَ السَّائِلُ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، أَ رَأَيْتَ النَّبِيَّ صلى اللَّه عليه وآله هَلْ كَانَ يَأْتِيهِ فِي لَيَالِي الْقَدْرِ شَيْ‏ءٌ لَمْ يَكُنْ عَلِمَهُ ؟
قَالَ : «لَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَسْأَلَ عَنْ هذَا ، أَمَّا عِلْمُ مَا كَانَ وَ مَا سَيَكُونُ ، فَلَيْسَ يَمُوتُ نَبِيٌّ وَ لَا وَصِيٌّ إِلَّا وَ الْوَصِيُّ الَّذِي بَعْدَهُ يَعْلَمُهُ ، أَمَّا هذَا الْعِلْمُ الَّذِي تَسْأَلُ عَنْهُ ، فَإِنَّ اللَّهَ أَبى‏ أَنْ يُطْلِعَ الْأَوْصِيَاءَ عَلَيْهِ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ».
قَالَ السَّائِلُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، كَيْفَ أَعْرِفُ أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ تَكُونُ فِي كُلِّ سَنَةٍ ؟
قَالَ : «إِذَا أَتى‏ شَهْرُ رَمَضَانَ ، فَاقْرَأْ سُورَةَ الدُّخَانِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ ، فَإِذَا أَتَتْ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ ، فَإِنَّكَ نَاظِرٌ إِلى‏ تَصْدِيقِ الَّذِي سَأَلْتَ عَنْهُ».
قَالَ : وقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «لَمَا۱ تَرَوْنَ مَنْ بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالى‏ بِالشَّقَاءِ۲ عَلى‏ أَهْلِ الضَّلَالَةِ مِنْ أَجْنَادِ الشَّيَاطِينِ وَ أَرْوَاحِهِمْ‏۳ أَكْثَرُ مِمَّا تَرَوْنَ خَلِيفَةَ اللَّهِ الَّذِي بَعَثَهُ لِلْعَدْلِ وَ الصَّوَابِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ».
قِيلَ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، وَ كَيْفَ يَكُونُ شَيْ‏ءٌ أَكْثَرَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ؟
قَالَ : «كَمَا شَاءَ اللَّهُ تَعَالى‏».
قَالَ السَّائِلُ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، إِنِّي لَوْ حَدَّثْتُ بَعْضَ الشِّيعَةِ بِهذَا الْحَدِيثِ لَأَنْكَرُوهُ قَالَ : «كَيْفَ يُنْكِرُونَهُ ؟» قَالَ : يَقُولُونَ : إِنَّ الْمَلَائِكَةَ أَكْثَرُ مِنَ الشَّيَاطِينِ .
قَالَ : «صَدَقْتَ ، افْهَمْ عَنِّي مَا أَقُولُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ يَوْمٍ وَ لَا لَيْلَةٍ إِلَّا وَ جَمِيعُ الْجِنِّ وَ الشَّيَاطِينِ يَزُورُ أَئِمَّةَ الضَّلَالِ‏۴ ، وَ يَزُورُ إِمَامَ الْهُدى‏ عَدَدُهُمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، حَتّى‏ إِذَا أَتَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ فَيَهْبِطُ فِيهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلى‏ وَلِيِّ الْأَمْرِ ، خَلَقَ اللَّهُ تَعَالى‏ - أَوْ قَالَ : قَيَّضَ اللَّهُ - مِنَ الشَّيَاطِينِ بِعَدَدِهِمْ ، ثُمَّ زَارُوا وَلِيَّ الضَّلَالَةِ ، فَأَتَوْهُ بِالْإِفْكَ وَ الْكَذِبِ حَتّى‏ لَعَلَّهُ يُصْبِحُ

1.في حاشية «الف»: «أما».

2.في الكافي المطبوع: «للشقاء».

3.في الكافي المطبوع: «أزواجهم».

4.في الكافي المطبوع: «تزور أئمّة الضلالة» بدل «يزور أئمّة الضلال».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 121309
صفحه از 592
پرینت  ارسال به