295
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

الجار والعشيرة. وقال برهان الفضلاء: المراد ب «الجوار» هنا قرب الإمام للسؤال عن معالم الدِّين.
(وقد علمت) يحتمل المتكلّم على البُعد. وقرأ برهان الفضلاء - سلّمه اللَّه تعالى - على الخطاب من التفعيل، أي وقد علّمت شيعتك.
(أمروا كيف يعملون فيه). حاصل الجواب عدمُ لزوم تحصيل الحاصل.
(قلت: فسّر لي) كلام حسن بن العبّاس، أي الذي قلت في جواب السائل.
(الأمر واليسر) يعني سهولة الأمر بالتشخّص والتعيّن وتفصيل الإجمال.
(فما يحدث)، نافية أو استفهام.
(ولا يعلم تفسير ما سألت عنه إلّا اللَّه تعالى). قرأ برهان الفضلاء: على المعلوم من التفعيل، أي لستُ قادراً على تفهيم مثلك الغبي، بل اللَّه قادر على هذا حسب.
(لا أستطيع إنكار هذا؟). قال برهان الفضلاء: على تقدير حرف الاستفهام. وهو كما ترى.
(هل كان يأتيه في ليالي القدر) هذه هي المرتبة التاسعة لسؤاله ذلك.
(أن يطلع) من باب الإفعال.
(إلّا أنفسهم) أي خواصّهم، كما ورد في تفسير «وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ» في آية المباهلة،۱ ويحتمل أفعل التفضيل أي أفضل شيعتهم.
(لما ترون) اللام المفتوحة للتأكيد. وفي بعض النسخ: «أما ترون».
(وأرواحهم) قيل: أي عظمائهم؛ لعظم روح كلّ شي‏ء من سائر أشيائه. وقرأ برهان الفضلاء: «وأزواجهم» بالمعجمتين، أي أمثالهم.
(خليفة اللَّه الذي) نصب بنزع الخافض، أي لخليفة اللَّه، فيقول: رأيت كذا وكذا، كقول ابن العربي من الصوفيّة القدريّة في جملة من كتبه: «رقص ورقّصني وصورةُ الفرس»

1.آل عمران (۳): ۶۱.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
294

وقيل: لم يتعرّض عليه السلام لجواب السائل بل أعرض عنه إلى غيره، تنبيهاً له على أنّ هذا السؤال غير مهمّ له، وإنّما المهمّ له التصديق بنزول الأمر على الأوصياء؛ ليكون حجّة لهم على أهل الأرض، وأمّا أنّ النازل بالأمر هو جبرئيل أو غيره، فليس العلم به بمهمّ له؛ أو لأنّه عليه السلام لم يرَ المصلحة في إظهار ذلك له؛ لكونه أجنبيّاً، أو لحضور أجنبيّ.
ووجهه الثالث ليس بشي‏ء؛ لما لا يخفى.
(ووضع). قد قرأ بالتنوين عوضاً عن المضاف إليه كالأمر. وقرأ برهان الفضلاء على الماضي المعلوم، أي قرّر ذلك الأمر لوصيّه، بمعنى بيّن جميعَه له إجمالاً، على ما فصّل الإمام عليه السلام في هذا الحديث.
(وايم اللَّه، إن كان النبيّ) بكسر همزة «إن» وحذف ضمير الشأن، مخفّفة عن المثقّلة، أي أنّه كان كلّ نبيّ من الأنبياء عليهم السلام.
والواسطة الغير المذكورة هنا قوله تعالى في سورة النور: «وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِى ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِى لَا يُشْرِكُونَ بِى شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ»۱.
(بإيمان) يحتمل التنوين والإضافة. (لا نبيّ بعد محمّد صلى اللَّه عليه وآله). قيل: يعني نفى الشرك عبارة عن أن لا يعتقدوا النبوّة في الخليفة الظاهر الغالب أمره.
(ومن‏۲قال غير ذلك) تفسير لقوله تعالى: «وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ».
ليشهد محمّد صلى اللَّه عليه وآله، قال اللَّه تعالى في سورة الحجّ: «هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِى هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ».۳(لكمال عذاب الآخرة) أي ليكمل عذاب الآخرة عليهم.
(والجوار) بالكسر: المجاورة بالجار، يعني قضاء حقّ المجاورة والصبر على أذى

1.النور (۲۴): ۵۵.

2.ضبطه سابقاً: «فمن».

3.الحج (۲۲): ۷۸.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 121295
صفحه از 592
پرینت  ارسال به