31
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

نَصْبَ «مالك» على أنّ «الواو» بمعنى «مع»۱ فالتقدير: أنت مقرون ومالك ، ف «أبعد» على هذا منصوب، فالمعنى : تتكلّم والحال أنّ في كلامك يُذْكر أقربُه من الحقّ مع أبعده منه.
و«القَفّاز» بالقاف والفاء والزاي ، كالوثّاب لفظاً ومعنىً، وهنا كناية عن الجري‏ء.
وضبط السيّد الأجلّ النائيني ميرزا رفيعا رحمة اللَّه عليه : «فقّاران» بالفاء والقاف والمهملة، قال: «يُقال: افتقر عن معان غامضة، أي فتح عنها ؛ من فقرتُ البئر : إذا حفرتَها لاستخراج مائها. و«الفقّار»: فعّال من فقر».۲
وقرأ برهان الفضلاء: «جارفان» بالجيم والمهملة والفاء ، مكان «حاذقان» وقال: يعني سيّاران من الحواشي حذراً من الورطة و«الجرف» كعَسِر ، وعسر : ما تجرّفته السيول وأكلته من الأرض، ومنه قوله تعالى: «عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ»۳ ، يُقال: هار الجُرُف ، يَهُور هَوراً فهو هاير: سقط وانكسر. وهوّرته - بالتشديد - فتهوّر وانهار ، أي انهدم. والتهوّر أيضاً الوقوع في شي‏ء بقلّة مبالاة.
(طرت) أي قُمتَ منتصباً سريعاً رفيعاً يشبه الطيران. وفي الكلام استعارات وترشيحات.
وقرأ برهان الفضلاء : (لا تكاد) على الخطاب المجهول من الكيد ، أي لا تخدع، قال: (تقع ، تَلْوِى) استئناف بيانيّ، و«تقع» بمعنى تجلس ، و«تَلْوي» من باب ضرب ، جملة حاليّة.
(إذا هَمَمْت) استئنافٌ بياني للاستئناف الأوّل؛ يعني إذا قصدت الجلوس آمناً طرت لملاحظة الأطراف كالطير الفطن .
(مِثلُك) بالرفع على الابتداء ، المؤخّر بقرينة الفاء في : «فليكلّم» والتقديم للحصر.
(فاتَّقِ الزَّلَّة) بالفتح وهي للقدم ، يعني : فاتّق الزلّة بترك التقيّة الموجبِ أذى الإمام

1.شرح الكافية للرضي، ج ۱، ص ۵۲۵.

2.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۵۳۵ .

3.التوبة (۹): ۱۰۹.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
30

المخالف بانتفاء إيمانه بالولاية ، مغمضٌ عنه ظاهراً في زمن الغيبة لحِكَم ومصالح شتّى ، يكفي لأجلها كونه مخبوءاً بالشهادتين ، وهما من أعظم أركان الإيمان وقيل : أكملُها ، فدَمُه محقون كالمؤلّفة قلوبهم، ونجاسته معفوّة كماء الاستنجاء حتّى يحكم اللَّه فيهم بحجّته الظاهرة من الذرّيّة الطاهرة في سلطنته الباهرة ودولته القاهرة.
(فكيف لي أن أعلم ذلك) يعني لا سبيل إلى العلم بذلك إلّا من الكتاب والسنّة ، وقد ذكر أنّهما لا يرفعان الاختلاف، فأجابه هشام: بأنّ السبيل إلى علم ذلك حينئذٍ إعجازه وإخباره بما لا سبيل إلى علمه لغير الحجّة العاقل عن اللَّه بالوحي أو بالتحديث .
(تُجْرِي الكلامَ على الأثر) أي تتبع كلامك بما وصل إليك من الأخبار.
و«القَيّاس» : كثير القياس. ولعلّ المراد هنا حسن التدبير في هندسة السؤال والجواب.
و«الرّوّاغ» بإهمال أوّله وإعجام آخره : كثير الروغان : وهو ما يفعله الثعلب من المكر والخديعة، وقد يكنّى به عن حُسْن المصارعة ، راغ الثعلب يروغ رَوْغاً ورَوْغاناً.
وضبط برهان الفضلاء بإهمال الآخر أيضاً؛ أي معجب جدّاً بصنيعه، راعني الشي‏ء : أعجبني، والأروع الذي يعجبك حُسْنُه، وامرأة روعاء : بيّنة الرّوع بالتحريك.
(إلّا أنّ باطلَك أظهر) أي أغلب .
(وأقرب ما يكون) إلى قوله : (أبعدُ ما يكون منه) يعني تتكلّم والحال أنّ كلامك القريب من الحقّ يكون أبعد منه ؛ لمزجك الحقّ بالباطل ، ف (تَمْزُجُ) على الخطاب المعلوم ، من باب ضرب ، استئناف بياني، أو عطف بيان للجملة السابقة. وقيل: يعني إذا قَرُبتَ من الاستشهاد بحديثِ حقٍّ بيّنٍ تركتَه وأخذتَ أمراً آخر بعيداً من مطلوبك، أو باطلاً، أو ممزوجاً.
وفي بعض النسخ كما ضبط برهان الفضلاء: «وأبعد» بالواو، وذكر أنّ «الواو» في «وأقرب» حاليّة. و«أقربُ» بالرفع على الابتداء ، مضاف إلى الموصول، «وأبعد» عطف على «الأقرب» على حذف الخبر ، مثل: أنت ومالك؛ أي مقرونان، وجوّز الصيمري

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 147882
صفحه از 592
پرینت  ارسال به