313
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

و«خضرة البحر» كناية عن عمقه جدّاً، فإنّ عمق الماء الكثير يريه أسود، وكثيراً يطلق الأخضر على الأسود وبالعكس.
(أخبرك به) على الغائب، ويحتمل المتكلّم.
(أفهم) على أفعل التفضيل، أي أعلم أو أفضل. وذكر برهان الفضلاء أنّ المذكور في حواشي الشيخ محمّد بن الشهيد الثاني «أ فهم» على الاستفهام والفاء وضمير الجمع، والتقدير: «أ فهم أعلم» فلا يحتاج إلى تقدير الاستفهام في (فمن).
والتكرار في آخر الحديث مضبوط فللتأكيد، سيّما بالقسم فلتأكيد الاهتمام بالفهم والضبط.

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عن الفطحيّة۱، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنِ الْإِمَامِ : يَعْلَمُ الْغَيْبَ ؟ قَالَ‏۲:«لَا ، وَ لكِنْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْلَمَ الشَّيْ‏ءَ ، أَعْلَمَهُ اللَّهُ ذلِكَ» .

هديّة:

يعني إذا أراد بإذن اللَّه تعالى، سواء كان ممّا يحتاج إليه الناس، أم لا.

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «أحمد بن محمّد، عن محمّد بن الحسن، عن أحمد بن الحسن بن عليّ، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق بن صدقة، عن عمّار الساباطي».

2.في الكافي المطبوع: «فقال».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
312

وَجَدْتَ فِيمَا قَرَأْتَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَيْضاً : «قُلْ كَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِى وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ»؟» . قَالَ : قُلْتُ : قَدْ قَرَأْتُهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ .
قَالَ : «فَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ كُلُّهُ أَفْهَمُ ، أَمْ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ بَعْضُهُ ؟» قُلْتُ : لَا ، بَلْ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ كُلُّهُ ، قَالَ : فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى‏ صَدْرِهِ ، وَ قَالَ : «عِلْمُ الْكِتَابِ وَ اللَّهِ كُلُّهُ عِنْدَنَا ، عِلْمُ الْكِتَابِ وَ اللَّهِ كُلُّهُ عِنْدَنَا» .

هديّة:

(فلمّا أن قام) بفتح الهمزة وتخفيف النون؛ لتأكيد الاتّصال.
(يزعمون أنّا نعلم الغيب) يحتمل أن يكون المعنى يدّعون لأنفسهم إنّا كذلك، فالمراد من «الأقوام» أئمّة الضلالة، وأضلّهم مشايخ الصوفيّة القدريّة المدّعين علمَ الغيب بالكشف الحاصل من الرياضة لكلّ مرتاض وإن كان جوكيّاً طاعناً في الكفر لعنهم اللَّه.
(لا يعلم الغيب إلّا اللَّه) ناظر إلى قوله تعالى في سورة النمل: «أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ»۱.
(وصار في منزله) يعني بيت الخلوة.
(وميسّر) على اسم المفعول من التفعيل، وقيل على اسم الفاعل منه: اسم رجل. قال ابن داود في رجاله: ميسّر بن عبد العزيز بضمّ الميم وفتح الخاتمة وكسر السين المهملة، وقيل: بفتح الميم، من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام، ممدوح.۲(ولا ننسبك إلى علم الغيب) يحتمل الإخبار والاستفهام الإنكاري. وقال برهان الفضلاء: مرادهم انّا مع علمنا بعدم اتّصافكم بعلم الغيب نريد أن نعلم مقدار علمكم.
في بعض النسخ: «ألم تقرأ القرآن» مكان (قرأت القرآن).
(أخبرني به) أي بقدر علم الرجل، وهو آصف بن برخيا وزير سليمان عليه السلام.

1.النمل (۲۷): ۶۳ - ۶۴.

2.رجال ابن داود، ص ۳۵۸، الرقم ۱۵۹۴.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 142315
صفحه از 592
پرینت  ارسال به