يَكِيدُونَهُ؟ وَ لكِنْ كَتَمَهُمْ ذلِكَ، فَكَذَا أَبُوكَ كَتَمَكَ؛ لِأَنَّهُ خَافَ عَلَيْكَ.
قَالَ: فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ، لَئِنْ قُلْتَ ذلِكَ لَقَدْ حَدَّثَنِي صَاحِبُكَ بِالْمَدِينَةِ أَنِّي أُقْتَلُ وَ أُصْلَبُ بِالْكُنَاسَةِ، وَ إِنَّ عِنْدَهُ صَحِيفَةً1 فِيهَا قَتْلِي وَ صَلْبِي، فَحَجَجْتُ، فَحَدَّثْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام بِمَقَالَةِ زَيْدٍ وَ مَا قُلْتُ لَهُ، فَقَالَ لِي : «أَخَذْتَهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ، وَ عَنْ يَمِينِهِ وَ عَنْ يَسَارِهِ2، وَ مِنْ فَوْقِ رَأْسِهِ وَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْهِ، وَ لَمْ تَتْرُكْ لَهُ مَسْلَكاً يَسْلُكُهُ».
هديّة:
(وهو مُسْتَخفٍ) أي مستور ، خوفاً من طواغيت بني اُميّة.
طَرَق فلان - كنصر - طَرقاً بالفتح وطُروقاً بالضمّ : إذا جاء بليل، أو بغتةً ليلاً أو نهاراً . وكلاهما وجيه خوفاً وشجاعة هنا.
(مِنَّا) أي من أهل البيت عليهم السلام.
(إنّما هي نفسٌ واحدة) يعني لا تكون الحجّة الناطق المفترضُ الطاعة بعد نبيّنا صلى اللَّه عليه وآله في كلّ زمانٍ إلّا واحداً من آله وذرّيّته صلى اللَّه عليه وآله.
وقال برهان الفضلاء سلّمه اللَّه تعالى: «يعني إنّما أنا شخص واحد ، لا يصير خروجي معك باعثاً لخروج جماعة» انتهى.
وبهذا المضمون نطق السيّد الأجلّ ميرزا رفيعا.۳
والفاء البيانيّة في قوله: (فإن كان) أنسب بما قلناه وبناء بيانه؛ على أنّ المقام مقام الكتمان.
ووجه التسوية ثبوت الحجّة للناس على اللَّه تعالى على ذلك التقدير، وقد قال اللَّه تعالى في سورة النساء: «لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً»۴.