الْحَسَنِ مُوسى عليه السلام ، قَالَ : «إِنَّ اللَّهَ تَعَالى غَضِبَ عَلَى الشِّيعَةِ ، فَخَيَّرَنِي نَفْسِي أَوْ هُمْ ، فَوَقَيْتُهُمْ - وَ اللَّهِ - بِنَفْسِي» .
هديّة:
(وقيتهم) أي حفظتهم باختياري ذهابي وبقائهم، أو ابتلائي ببلاء الأعداء كالحبس وعافيتهم من ذلك.
و(نفسي) مبتدأٌ محذوف الخبر، وكذا (هم)، والتقدير: نفسي مقتولة أو مُبتلاة، أو هم مقتولون أو مبتلون.
الحديث السادس
۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ الْوَشَّاءِ۱، عَنْ مُسَافِرٍ : أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام قَالَ لَهُ :«يَا مُسَافِرُ ، هذِهِ الْقَنَاةُ فِيهَا حِيتَانٌ ؟» قَالَ : نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَقَالَ : «إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله الْبَارِحَةَ وَ هُوَ يَقُولُ : يَا عَلِيُّ ، مَا عِنْدَنَا خَيْرٌ لَكَ» .
هديّة:
(مسافر) بالفاء: مولى أبي الحسن عليه السلام يكنّى أبا مسلم، ممدوح؛ قاله الكشّي.۲
قيل: كأنّه عليه السلام يعجبه القناة التي كانت في داره بحيتانها في سناباد طوس، فمعنى (ما عندنا خيرٌ لك) أي ممّا عندك ويعجبك من مثل القناة بحيتانها. وقيل: لعلّ المعنى: أنّ حدوث الحيتان فيها بعد أن لم تكن من علامات قرب شهادته عليه السلام بالسمّ. وقيل: يعني هذه الحيتان ستري في موضع قبري عند حفره - كما في حديث أبي الصلت، وقد رواه الصدوق في عيونه أيضاً۳ - والمراد على هذين القولين من قوله: «ما عندنا» إلى آخره:
1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الوشّاء».
2.ذكر الكشّي في ذيل عنوان «في مسافر مولى أبي الحسن عليه السلام» رواية عن مسافر هكذا: «أخبرني مسافر، قال: أمرني أبو الحسن عليه السلام بخراسان، فقال: اِلحق بأبي جعفر فإنّه صاحبك» ولكن لم يمدحه صريحاً. والشيخ أيضاً ذكره في رجاله ويقول: «يكنّى أبا مسلم» ولم يوثّقه. نعم ذكر ابن داود في رجاله بأنّه ممدوح. راجع: رجال الكشّي، ص ۵۰۶، الرقم ۹۷۲؛ رجال الطوسي، ص ۳۶۷، الرقم ۵۴۵۰؛ رجال ابن داود، ص ۳۴۴، الرقم ۱۵۱۸.
3.عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج ۲، ص ۲۴۲، ح ۱.