321
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

الْحَسَنِ مُوسى‏ عليه السلام ، قَالَ : «إِنَّ اللَّهَ تَعَالى‏ غَضِبَ عَلَى الشِّيعَةِ ، فَخَيَّرَنِي نَفْسِي أَوْ هُمْ ، فَوَقَيْتُهُمْ - وَ اللَّهِ - بِنَفْسِي» .

هديّة:

(وقيتهم) أي حفظتهم باختياري ذهابي وبقائهم، أو ابتلائي ببلاء الأعداء كالحبس وعافيتهم من ذلك.
و(نفسي) مبتدأٌ محذوف الخبر، وكذا (هم)، والتقدير: نفسي مقتولة أو مُبتلاة، أو هم مقتولون أو مبتلون.

الحديث السادس‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ الْوَشَّاءِ۱، عَنْ مُسَافِرٍ : أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام قَالَ لَهُ :«يَا مُسَافِرُ ، هذِهِ الْقَنَاةُ فِيهَا حِيتَانٌ ؟» قَالَ : نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَقَالَ : «إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله الْبَارِحَةَ وَ هُوَ يَقُولُ : يَا عَلِيُّ ، مَا عِنْدَنَا خَيْرٌ لَكَ» .

هديّة:

(مسافر) بالفاء: مولى أبي الحسن عليه السلام يكنّى أبا مسلم، ممدوح؛ قاله الكشّي.۲
قيل: كأنّه عليه السلام يعجبه القناة التي كانت في داره بحيتانها في سناباد طوس، فمعنى (ما عندنا خيرٌ لك) أي ممّا عندك ويعجبك من مثل القناة بحيتانها. وقيل: لعلّ المعنى: أنّ حدوث الحيتان فيها بعد أن لم تكن من علامات قرب شهادته عليه السلام بالسمّ. وقيل: يعني هذه الحيتان ستري في موضع قبري عند حفره - كما في حديث أبي الصلت، وقد رواه الصدوق في عيونه أيضاً۳ - والمراد على هذين القولين من قوله: «ما عندنا» إلى آخره:

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الوشّاء».

2.ذكر الكشّي في ذيل عنوان «في مسافر مولى أبي الحسن عليه السلام» رواية عن مسافر هكذا: «أخبرني مسافر، قال: أمرني أبو الحسن عليه السلام بخراسان، فقال: اِلحق بأبي جعفر فإنّه صاحبك» ولكن لم يمدحه صريحاً. والشيخ أيضاً ذكره في رجاله ويقول: «يكنّى أبا مسلم» ولم يوثّقه. نعم ذكر ابن داود في رجاله بأنّه ممدوح. راجع: رجال الكشّي، ص ۵۰۶، الرقم ۹۷۲؛ رجال الطوسي، ص ۳۶۷، الرقم ۵۴۵۰؛ رجال ابن داود، ص ۳۴۴، الرقم ۱۵۱۸.

3.عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج ۲، ص ۲۴۲، ح ۱.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
320

بِلَا سِلَاحٍ ، وَ قَدْ عَرَفَ عليه السلام أَنَّ ابْنَ مُلْجَمٍ - لَعَنَهُ اللَّهُ - قَاتِلُهُ بِالسَّيْفِ ، كَانَ هذَا مِمَّا لَمْ يَجُزْ تَعَرُّضُهُ .
فَقَالَ عليه السلام : «ذلِكَ كَانَ ، وَ لكِنَّهُ خُيِّرَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ ؛ لِتَمْضِيَ مَقَادِيرُ اللَّهِ تَعَالى‏».

هديّة:

(وقوله) إمّا مرفوع، عطف على مقدّر، فإنّ التقدير: معرفته عليه السلام كذا مع قوله كذا وفلان كذا كان هذا العزم مع هذه المذكورات لم يجز تعرّضه، أو منصوب، عطفاً على «قاتله» كما ذهب إليه برهان الفضلاء وصرّح به، ثمّ قال: كأنّ للتشبيه، لا للشّكّ ولا للظنّ.
و(الإوزّ) بالكسر وفتح الواو وتشديد المعجمة: البطّ، ومنه: «القلولاء» ويجمع بالواو والنون: «إوزّون» والواحدة: إوزّة.
في بعض النسخ: «ممّا لم يحلّ»، وفي بعض آخر: «ممّا لم يحسن» مكان (ممّا لم يجز).
(خيّر) على المجهول من التخيير. وقرأ برهان الفضلاء: «حيّن» بالمهملة والنون أخيراً، على المجهول من التفعيل، وتحيين الشي‏ء: تأخيره إلى حين آخر، قال: يعني أخّر موته مع كمال اشتياقه إلى شهادته في سبيل اللَّه إلى ذلك الوقت ليجري مقادير اللَّه. وقراءة: «حيّر» بالمهملتين من الحيرة تصحيف سوء للنصوص الآتية، وبه قوى الإشكال المدفوع بما بيّنّاه آنفاً.
وقوله عليه السلام: (لتمضي مقادير اللَّه تعالى) لعلّه إشارة إلى تقديره تعالى لشأن أمير المؤمنين عليه السلام بعد تقديره تولّده في جوف الكعبة، وكون عمره عمر النبيّ صلى اللَّه عليه وآله بعينه ثلاث وستّون سنة، ومضيّ عمره من أوّله إلى آخره كما هو أظهر من الشمس في كلّ الأبواب وجميع الأحوال أن يستشهد في خير الموضع من خير الأمكنة وهو موقف الإمامة، في خير الشهور، في خير أيّامها، في خير أوقات تلك الأيّام، في خير الأفعال وهو العبادة، في خيرها وهو الصلاة.

الحديث الخامس‏

0.روى في الكافي عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى‏ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَبِي

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 139403
صفحه از 592
پرینت  ارسال به