327
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

بِضَعْفِ قُلُوبِهِمْ ، فَيَنْقُصُونَا حَقَّنَا ، وَ يَعِيبُونَ ذلِكَ عَلى‏ مَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ بُرْهَانَ حَقِّ مَعْرِفَتِنَا وَ التَّسْلِيمَ لِأَمْرِنَا ؛ أَ تَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالى‏ افْتَرَضَ طَاعَةَ أَوْلِيَائِهِ عَلى‏ عِبَادِهِ ، ثُمَّ يُخْفِي عَنْهُمْ أَخْبَارَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ ، وَ يَقْطَعُ عَنْهُمْ مَوَادَّ الْعِلْمِ فِيمَا يَرِدُ عَلَيْهِمْ مِمَّا فِيهِ قِوَامُ دِينِهِمْ ؟» .
فَقَالَ لَهُ حُمْرَانُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَ رَأَيْتَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ قِيَامِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ عليهم السلام ، وَ خُرُوجِهِمْ وَ قِيَامِهِمْ بِدِينِ اللَّهِ تَعَالى‏ ، وَ مَا أُصِيبُوا مِنْ قَتْلِ الطَّوَاغِيتِ إِيَّاهُمْ وَ الظَّفَرِ بِهِمْ حَتّى‏ قُتِلُوا وَ غُلِبُوا؟
فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «يَا حُمْرَانُ ، إِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَ جَلَّ - قَدْ كَانَ قَدَّرَ ذلِكَ عَلَيْهِمْ ، وَ قَضَاهُ ، وَ أَمْضَاهُ ، وَ حَتَمَهُ عَلى‏ سَبِيلِ الِاخْتِيَارِ ، ثُمَّ أَجْرَاهُ ، فَبِتَقَدُّمِ عِلْمٍ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله قَامَ عَلِيٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ عليهم السلام ، وَ بِعِلْمٍ صَمَتَ مَنْ صَمَتَ مِنَّا ؛ وَ لَوْ أَنَّهُمْ يَا حُمْرَانُ حَيْثُ نَزَلَ بِهِمْ مَا نَزَلَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالى‏ وَ إِظْهَارِ الطَّوَاغِيتِ عَلَيْهِمْ ، سَأَلُوا اللَّهَ تَعَالى‏ أَنْ يَدْفَعَ عَنْهُمْ ذلِكَ ، وَ أَلَحُّوا عَلَيْهِ فِي طَلَبِ إِزَالَةِ مُلْكِ الطَّوَاغِيتِ وَ ذَهَابِ مُلْكِهِمْ ، إِذاً لَأَجَابَهُمْ ، وَ دَفَعَ ذلِكَ عَنْهُمْ ، ثُمَّ كَانَ انْقِضَاءُ مُدَّةِ الطَّوَاغِيتِ وَ ذَهَابُ مُلْكِهِمْ أَسْرَعَ مِنْ سِلْكِ مَنْظُومٍ انْقَطَعَ فَتَبَدَّدَ ، وَ مَا كَانَ ذلِكَ الَّذِي أَصَابَهُمْ - يَا حُمْرَانُ - لِذَنْبٍ اقْتَرَفُوهُ ، وَ لَا لِعُقُوبَةِ مَعْصِيَةٍ خَالَفُوا اللَّهَ فِيهَا ، وَ لكِنْ لِمَنَازِلَ وَ كَرَامَةٍ مِنَ اللَّهِ أَرَادَ أَنْ يَبْلُغُوهَا ؛ فَلَا تَذْهَبَنَّ بِكَ الْمَذَاهِبُ فِيهِمْ عليهم السلام».

هديّة:

(يتولّونا ويجعلونا) و(فينقصونا) بنون واحدة مخفّفة للضمير، ونون الرفع محذوفة بالتقاء الساكنين. ويحتمل تشديد النون في «يجعلونا» و«فينقصونا» لضمّ اللام والصاد، فيجوز التقاء الساكين فيهما، دون «يتولّونا» لفتح اللام، كما يجوز في «تأمرونّي» في سورة الزمر۱، قرأها نافع بنون واحدة مخفّفة، وابن عامر بنونين مخفّفتين: أولاهما بالفتح والثانية بالكسر، وباقي القرّاء السبعة بنون واحدة مشدّدة.
(مفترضة) على اسم المفعول، من الافتعال الذي للمبالغة.

1.الزمر (۳۹): ۶۴.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
326

بحظّهم عليهم السلام من أجزاء اسم اللَّه الأعظم أوفر من اُولي العزم شهيداً.۱
و«التبيان» مبالغة في البيان.

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ سَهْلٍ۲، عَنْ البزنطي، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنْ جَمَاعَةَ بْنِ سَعْدٍ الجُعْفِيِ‏۳، أَنَّهُ قَالَ : كَانَ الْمُفَضَّلُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، فَقَالَ لَهُ الْمُفَضَّلُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، يَفْرِضُ اللَّهُ تَعَالى‏ طَاعَةَ عَبْدٍ عَلَى الْعِبَادِ وَ يَحْجُبُ عَنْهُ خَبَرَ السَّمَاءِ ؟
قَالَ :
«لَا ، اللَّهُ أَكْرَمُ وَ أَرْحَمُ وَ أَرْأَفُ بِعِبَادِهِ مِنْ أَنْ يَفْرِضَ طَاعَةَ عَبْدٍ عَلَى الْعِبَادِ ، ثُمَّ يَحْجُبَ عَنْهُ خَبَرَ السَّمَاءِ صَبَاحاً وَ مَسَاءً» .

هديّة:

(جماعة بن سعد الجعفي) بضمّ الجيم. وفي بعض النسخ: «الخثعمي» بالمعجمة المفتوحة قبل المثلّثة الساكنة. وهو وَهْمٌ، صرّح به العلّامة وابن داود وغيرهما في كتبهم.۴ و«جعفي» ككرسي: أبو قبيلة، والنسبة أيضاً كذلك.
(خبر السماء) ممّا يحتاج إليه الناس، أو غيره أيضاً. قيل: (صباحاً) لليوم (ومساءً)للّيل، أو «صباحاً» لما يقع مساءً «ومساءً» لما يقع غداً.

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ ابْنِ رِئَابٍ‏۵، عَنْ ضُرَيْسٍ الْكُنَاسِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ - وَ عِنْدَهُ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ - :«عَجِبْتُ مِنْ قَوْمٍ يَتَوَلَّوْنَا ، وَ يَجْعَلُونَا أَئِمَّةً ، وَ يَصِفُونَ أَنَّ طَاعَتَنَا مُفْتَرَضَةٌ عَلَيْهِمْ كَطَاعَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، ثُمَّ يَكْسِرُونَ حُجَّتَهُمْ ، وَ يَخْصِمُونَ أَنْفُسَهُمْ

1.راجع: الكافي، ج ۱، ص ۲۳۰، باب ما أعطي الأئمّة عليهم السلام من اسم اللَّه الأعظم، ح ۱ و ۲ و ۳.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عليّ بن محمّد، عن سهل».

3.في الكافي المطبوع: «الخثعميّ».

4.الخلاصة، ج ۱، ص ۲۱۱، الرقم ۵؛ رجال ابن داود، ج ۱، ص ۴۳۵، الرقم ۹۶؛ رجال ابن الغضائري، ج ۱، ص ۴۶.

5.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 140537
صفحه از 592
پرینت  ارسال به