قُلْتُ۱ : مَا يَمْنَعُكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ ؟
قَالَ : «ذلِكَ بَابٌ أُغْلِقَ إِلَّا أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عليهما السلام فَتَحَ مِنْهُ شَيْئاً يَسِيراً» ، ثُمَّ قَالَ : «يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، إِنَّ أُولئِكَ كَانَتْ عَلى أَفْوَاهِهِمْ أَوْكِيَةٌ».
هديّة:
«من» في (من أين) للسببيّة، والمراد ب (أصحاب عليّ عليه السلام) هنا مثل رُشَيد الهجري وميثم التمّار وحجر بن عديّ ومحمّد بن أكثم وخالد بن مسعود وغيرهم ممّن أخبرهم عليه السلام بمناياهم وبلاياهم وكيفيّتها ومواضعها كما ضبط في أحاديثها.
«هجرة» محرّكة: اسم بلدة باليمن، والنسبة: «هجريّ» و«هاجري» بكسر الجيم، والثاني على غير القياس.
و«ميثم» بكسر الميم وفتح المثلّثة، من الوثم وهو الدقّ، و«خفٌّ ميثمٌ»: شديد الوطء كأنّه يثمّ الأرض، أي يدقّها.
«حجر بن عدي» بضمّ المهملة وسكون الجيم، قال ابن داود: قال الشيخ: قال الكشّي: هو من عظماء أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.۲(شبه المغضب) نصب في موضع المفعول المطلق، أي فأجابني جواباً شبه المغضب.
في بعض النسخ: «ممّن ذلك الأمر منهم». وعلى النسختين استفهامُ إنكارٍ، يعني هل تزعم أنّ قوله تعالى: «مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ»۳يشمل أصحاب الحسين عليه السلام مثلاً، بل ذلك لرضى منهم على ما سبق بيانه مفصّلاً.
وقد روى الصدوق رحمة اللَّه عليه في كتاب العلل: «أنّ أصحاب الحسين عليه السلام كشف عنهم۴ الغطاء