35
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

واعلم أنّ اليمين واليسار وكذا الشمال تستعمل ب «عن» وسائر الجهات ب «مِن»، ولأهل العربيّة في هذا نكات.
وحاصل ما قال ابن هشام في مغني اللبيب : إنّ «عن» هنا اسم ، لا حرف ، واليمين واليسار يقصد بهما العضوان المخصوصان ، بخلاف بين يديه وخلفه وفوق رأسه وتحت قدميه، فالتقدير: من عن يمينه ومن عن يساره ، بمعنى من جانب يمينه ومن جانب يساره، حذفت «من» لكراهة اجتماع الخافضين من الحروف صورة ، وقد لا تحذف.
قال القطريّ:




ولقد أراني للرماح دَريئَةًمِن عَنْ يميني مرّةً وشِمالي‏۱
والدَّريئة بالمهملتين والهمز على فَعِيلَة : حلقة توضع على الهدف ، يُتَعَلَّم الطعنُ والرمي عليها.
قيل: لا يخفى ما من اللطف في ذكره عليه السلام الجهات الستّ ، فإنّ الفقرات المصدّرة ب «قلت» في كلام مؤمن الطاق ستّ.
واعلم أنّه صحّ عند أصحابنا بروايات صحيحة معتبرة۲ كما صرّح به معظم الأصحاب أنّ زيداً كان مَرْضِيّاً عند الصادق عليه السلام، وكان عليه السلام شديد المحبّة له ، وأنّه لم يكن يريد المجاهدة طلباً للرياسة والإمامة لنفسه، بل لرضاء آل محمّد صلى اللَّه عليه وآله.
قال السيّد الأجلّ النائيني ميرزا رفيعا رحمه اللَّه تعالى:
لعلّ مراد زيدٍ بقوله: (أَن أَخرُج) جهادُهم لدفع شرّهم عنه وعن أهل البيت عليهم السلام كجهاد المرابطين في زمن الغيبة لدفع الكفرة، أو كمجاهدة المرء عدوَّه على سبيل الدفع عن نفسه وحريمه وماله - أو جهادُهم لدفع الظَلَمة وإقامة الحقّ ليستقرّ الحقّ مستقرّه ، ويرجعَ الأمر إلى من هو الحجّة ، لا جهادُهم على سبيل الدعوة إلى نفسه بالإمامة ، كما

1.راجع : مغني اللبيب ، ج ۱ ، ص ۱۴۹ ؛ و ج ۲ ، ص ۵۳۲ .

2.راجع: الكافي، ج ۸، ص ۲۷۹ - ۲۸۱، ح ۴۲۱؛ الأمالي للصدوق، ص ۳۴۹، المجلس ۵۶، ح ۱؛ ثواب الأعمال، ص ۲۲۰؛ رجال الكشّي، ص ۲۸۵، ح ۵۰۵؛ الأمالي للطوسي، ص ۵۶، المجلس ۲، ح ۷۷.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
34

وقال برهان الفضلاء: وجه التسوية على التقدير ثبوتُ جواز العمل لكلّ أحد برأيه واجتهاده في أيّ أمرٍ ورد عليه من اُمور دينه ودنياه.
و(الخِوان) ككِتاب ، ويضمّ : الذي يؤكل عليه ، معرّب.
لقم اللقمة كعلم وتلقّمها ، والتقمها، كلُّه بمعنىً ، وألقمتها غيري كلقّمتها تلقيماً.
و(البَضْعَة) بالكسر والفتح : القطعة من اللحم.
بَرَد الشي‏ء - كنصر - وبرّده غيره تبريداً.
و«الشّفقة» بسكون الفاء ويُفتَح : الاسم من الإشفاق، وأشفقت عليه فأنا مشفق وشفيق .
الجوهري:
وإذا قلت: أشفقت منه، فإنّما تعني حَذِرْته ، وأصلهما واحد. ولا يقال: شفقت. وقال ابن دريد: شفقت وأشفقت بمعنى. وأنكره أهل اللغة.۱
وفي القاموس: الشفقة : حرص الناصح على صلاح المنصوح.۲
في بعض النسخ : (لم يُخْبِرهُمْ) بدون «لِمَ» قبل «لَمْ» وثبوتها أولى ، لما لا يخفى.
قال الفاضل الأسترآبادي رحمة اللَّه عليه بخطّه: (واللَّهِ ، لئن قلتَ ذلك) جوابه محذوف.۳ وقال برهان الفضلاء: جزاء الشرط محذوف.
و(لقد حدّثني) علّةٌ وقائم مقامَ الجزاء.
(صاحِبُك) يعني أبا عبداللَّه عليه السلام، ويحتمل أبا جعفر عليه السلام لثبوت كلا الإخبارين ، وستعرف في باب ما يفصل به بين دعوى المحقّ والمبطل في أمر الإمامة.
(والكُناسة) بالضمّ ، كالقُمامة لفظاً ومعنىً، واسمُ موضعٍ بالكوفة.
ولعلّ المراد ب (الصحيفة) هنا مصحف فاطمة عليها السلام؛ فإنّ الصحيفة في غالب عُرفهم عليهم السلام كما عرفت فيما سبق - عبارةٌ عن الجامعة، وأمثال الخبر إنّما هي في مصحف فاطمة عليها السلام.

1.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۰۱ (شفق) .

2.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۵۰ (شفق).

3.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۳۹ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 121255
صفحه از 592
پرینت  ارسال به