(فقال:«هَذَا عَطَاؤُنَا») الآية في سورة ص.۱ وفسّر (فامنن) بإذن اللَّه (أو امسك)بإذن اللَّه على ما عرفت آنفاً.
الحديث الثالث
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ ثَعْلَبَةَ۲، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليهما السلام يَقُولَانِ :«إِنَّ اللَّهَ تَعَالى فَوَّضَ إِلى نَبِيِّهِ صلى اللَّه عليه وآله أَمْرَ خَلْقِهِ لِيَنْظُرَ كَيْفَ طَاعَتُهُمْ». ثُمَّ تَلَيَا۳ هذِهِ الْآيَةَ : «ما۴آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» .
هديّة:
(كيف طاعتهم) أي لمفترض الطاعة، وهذا بيّنة عادلة لما بيّناه آنفاً من معنى التفويض هنا، وهذا مراد من قال: أي كيف طاعتهم بأمر اللَّه تعالى لعبد من بني نوعهم، فيكشف عن إخلاصهم في طاعتهم للَّه سبحانه.
الحديث الرابع
۰.روى في الكافي عَن الثلاثة، عَنْ ابْنِ أُذَيْنَةَ۵، عَنْ الفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ لِبَعْضِ أَصْحَابِ قَيْسٍ الْمَاصِرِ :«إِنَّ اللَّهَ تَعَالى أَدَّبَ نَبِيَّهُ ، فَأَحْسَنَ أَدَبَهُ ، فَلَمَّا أَكْمَلَ لَهُ الْأَدَبَ ، قَالَ : «إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» ، ثُمَّ فَوَّضَ إِلَيْهِ أَمْرَ الدِّينِ وَ الْأُمَّةِ لِيَسُوسَ عِبَادَهُ ، فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ : «ما۶آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» ، وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله كَانَ مُسَدَّداً مُوَفَّقاً ، مُؤَيَّداً بِرُوحِ الْقُدُسِ ، لَا يَزِلُّ وَ لَا يُخْطِئُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَسُوسُ بِهِ الْخَلْقَ ، فَتَأَدَّبَ بِآدَابِ اللَّهِ .