343
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

(فقال:«هَذَا عَطَاؤُنَا») الآية في سورة ص.۱ وفسّر (فامنن) بإذن اللَّه (أو امسك)بإذن اللَّه على ما عرفت آنفاً.

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ ثَعْلَبَةَ۲، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليهما السلام يَقُولَانِ :«إِنَّ اللَّهَ تَعَالى‏ فَوَّضَ إِلى‏ نَبِيِّهِ صلى اللَّه عليه وآله أَمْرَ خَلْقِهِ لِيَنْظُرَ كَيْفَ طَاعَتُهُمْ». ثُمَّ تَلَيَا۳ هذِهِ الْآيَةَ : «ما۴آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» .

هديّة:

(كيف طاعتهم) أي لمفترض الطاعة، وهذا بيّنة عادلة لما بيّناه آنفاً من معنى التفويض هنا، وهذا مراد من قال: أي كيف طاعتهم بأمر اللَّه تعالى لعبد من بني نوعهم، فيكشف عن إخلاصهم في طاعتهم للَّه سبحانه.

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي عَن الثلاثة، عَنْ ابْنِ أُذَيْنَةَ۵، عَنْ الفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ لِبَعْضِ أَصْحَابِ قَيْسٍ الْمَاصِرِ :«إِنَّ اللَّهَ تَعَالى‏ أَدَّبَ نَبِيَّهُ ، فَأَحْسَنَ أَدَبَهُ ، فَلَمَّا أَكْمَلَ لَهُ الْأَدَبَ ، قَالَ : «إِنَّكَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ» ، ثُمَّ فَوَّضَ إِلَيْهِ أَمْرَ الدِّينِ وَ الْأُمَّةِ لِيَسُوسَ عِبَادَهُ ، فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ : «ما۶آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» ، وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله كَانَ مُسَدَّداً مُوَفَّقاً ، مُؤَيَّداً بِرُوحِ الْقُدُسِ ، لَا يَزِلُّ وَ لَا يُخْطِئُ فِي شَيْ‏ءٍ مِمَّا يَسُوسُ بِهِ الْخَلْقَ ، فَتَأَدَّبَ بِآدَابِ اللَّهِ .

1.ص (۳۸): ۳۹.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحجّال، عن ثعلبة».

3.في الكافي المطبوع: «تلا».

4.في «الف»: «وما».

5.في الكافي المطبوع: «عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اُذينة».

6.في «الف»: «وما».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
342

قَلْبِي يُشَرَّحُ بِالسَّكَاكِينِ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : تَرَكْتُ أَبَا قَتَادَةَ بِالشَّامِ لَا يُخْطِئُ فِي الْوَاوِ وَ شِبْهِهِ ، وَ جِئْتُ إِلى‏ هذَا يُخْطِئُ هذَا الْخَطَأَ كُلَّهُ ، فَبَيْنَا أَنَا كَذلِكَ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ آخَرُ1 ، فَسَأَلَهُ عَنْ تِلْكَ الْآيَةِ ، فَأَخْبَرَهُ بِخِلَافِ مَا أَخْبَرَنِي وَ أَخْبَرَ صَاحِبِي ، فَسَكَنَتْ نَفْسِي ، فَعَلِمْتُ أَنَّ ذلِكَ مِنْهُ تَقِيَّةٌ .2
ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ ، فَقَالَ‏3 : «يَا ابْنَ أَشْيَمَ ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالى‏ فَوَّضَ إِلى‏ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عليهما السلام ، فَقَالَ : «هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكَ بِغَيْرِ حِسابٍ»، وَ فَوَّضَ إِلى‏ نَبِيِّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقَالَ : «وما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» فَمَا فَوَّضَ إِلى‏ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقَدْ فَوَّضَهُ إِلَيْنَا».

هديّة:

(يشرّح) على ما لم يسمّ فاعله من التفعيل للمبالغة.
و«أبو قتادة»: تابعيّ من علماء العامّة اسمه «تميم بن نذير» بضمّ النون.
(كلّه) نصب تأكيداً (لهذا).
(ما أخبرني). قيل: لمّا كان الجواب موافقاً لما عنده نسبه إليه.
وقال بعض المعاصرين: كأنّه كان شريكاً للسائل الأوّل في الاستماع والتوجّه، فنسبه إلى نفسه.۴
وقال برهان الفضلاء: «ما أخبرني» باعتبار السماع من قبل، فقرأ: «صاحبيّ» على التثنية و«بقيّة» بالمفردة مكان (تقيّة) بالمثنّاة من فوق، قال: يعني فعلمت أنّ خلاف ما أخبر به الأوّل بقيّة من علمه عليه السلام؛ لأنّ تكرار الخطأ في مسألة واحدة في مجلس واحد لا يكون من مثله إلّا لوجهٍ وجيه.

1.في «الف»: «آخر عليه» بدل «عليه آخر».

2.في الكافي المطبوع: + «قال».

3.في الكافي المطبوع: + «لي».

4.الوافي، ج ۳، ص ۶۱۸، ذيل ح ۱۱۹۶.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 139832
صفحه از 592
پرینت  ارسال به