هديّة:
(وضع): قرّر وأثبت.
(من غير أن يكون جاء فيه شيء) أي وحي، وقد مرّ أنّ إلهام الحجّة من دون الوحي بتوسّط الملك لا يكون إلّا بإذن اللَّه، فلا إشكال فيما عرفت من معنى التفويض.
الحديث الثامن
۰.روى في الكافي عَنْ مُحَمَّدٍ۱، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : وَجَدْتُ فِي نَوَادِرِ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ۲، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام :«لَا وَ اللَّهِ ، مَا فَوَّضَ اللَّهُ إِلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ إِلَّا إِلَى الرَّسُولِ صلى اللَّه عليه وآله وَ إِلَى الْأَئِمَّةِ عليهم السلام ، قَالَ اللَّهُ تَعَالى : «إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ» ، وَ هِيَ جَارِيَةٌ فِي الْأَوْصِيَاءِ عليهم السلام».
هديّة:
في بعض النسخ: «إلى رسول اللَّه» مكان (إلى الرّسول).
والظاهر من الاستشهاد بأمر اللَّه تعالى نبيّه صلى اللَّه عليه وآله بالحكم بين الناس في آية سورة النساء۳ ثمّ القول بأنّها جارية في الأوصياء، أنّ تفويض اللَّه تعالى إلى الأئمّة عليهم السلام إنّما هو في الحكم بما أراهم اللَّه - عزّ وجلّ - فيما ثبت حكمه من النبيّ صلى اللَّه عليه وآله عندهم بالكتاب والسنّة. والفرق أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله يضع بإذن اللَّه تعالى بالإلهام من دون وحي، وهم يحكمون فيما وضع من قبل بما أراهم اللَّه عزّ وجلّ، فإنّ حلال محمّدٍ حلالٌ إلى يوم القيامة وحرامه حرامٌ إلى يوم القيامة، وقوله عليه السلام في الحديث التالي: «فما فوّض اللَّه إلى رسوله صلى اللَّه عليه وآله فقد فوّضه إلينا» مؤيّد، وهذا مراد من قال: يعني لا واللَّه، ما افترض اللَّه طاعة أحدٍ من خلقه في أمر الدِّين في هذه الاُمّة إلّا طاعة الرسول وأوصيائه المعصومين صلوات اللَّه عليهم.