355
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

الحديث الخامس‏

۰.روى في الكافي عن الثلاثة، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ العجلي‏۱، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليهما السلام ، قَالَ : قُلْتُ‏۲: مَا مَنْزِلَتُكُمْ ؟ وَ مَنْ تُشْبِهُونَ مِمَّنْ مَضى‏ ؟ قَالَ :«صَاحِبُ مُوسى‏ وَ ذُو الْقَرْنَيْنِ كَانَا عَالِمَيْنِ ، وَلَمْ يَكُونَا نَبِيَّيْنِ» .

هديّة:

(تشبهون) على المعلوم من الإفعال، أشبهه: صار شبيهاً به.
(صاحب): مبتدأ و(كانا) خبره.

الحديث السادس‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ سَدِيرٍ۳، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : إِنَّ قَوْماً يَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ آلِهَةٌ ، يَتْلُونَ عَلَيْنَا بِذلِكَ قُرْآناً«وَ هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلهٌ»؟
فَقَالَ :
«يَا سَدِيرُ ، سَمْعِي وَ بَصَرِي وَ بَشَرِي وَ لَحْمِي وَ دَمِي وَ شَعْرِي مِنْ هؤُلَاءِ بَرِي‏ءٌ۴ ، وَ بَرِئَ اللَّهُ‏۵ مِنْهُمْ ، مَا هؤُلَاءِ عَلى‏ دِينِي ، وَ لَا عَلى‏ دِينِ آبَائِي ؛ وَ اللَّهِ ، لَا يَجْمَعُنِي اللَّهُ وَ إِيَّاهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا وَ هُوَ سَاخِطٌ عَلَيْهِمْ».
قَالَ : قُلْتُ : وَ عِنْدَنَا قَوْمٌ يَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ رُسُلٌ ، يَقْرَؤُونَ عَلَيْنَا بِذلِكَ قُرْآناً: «يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَ اعْمَلُوا صالِحاً إِنِّى بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ» ؟
فَقَالَ : «يَا سَدِيرُ ، سَمْعِي وَ بَصَرِي وَ شَعْرِي وَ بَشَرِي وَ لَحْمِي وَ دَمِي مِنْ هؤُلَاءِ بَرِي‏ءٌ۶ ، وَ بَرِئَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَ رَسُولُهُ ، مَا هؤُلَاءِ عَلى‏ دِينِي ، وَ لَا عَلى‏ دِينِ آبَائِي ؛ وَ اللَّهِ ، لَا يَجْمَعُنِي اللَّهُ

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اُذينة، عن بريد بن معاوية».

2.في الكافي المطبوع: + «له».

3.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن البرقيّ، عن أبي طالب، عن سدير».

4.في الكافي المطبوع: «براء».

5.في الكافي المطبوع: + «ورسوله».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
354

هديّة:

(فحرّك بيده هكذا) يعني فبالغ في الإنكار بتحريك اليد على ما هو المتعارف في مقام الإنكار.
(أو كصاحب سليمان) يعني بل كصاحب سليمان، قال صاحب الصحاح أيضاً:
وقد يكون «أو» بمعنى «بل» في توسّع الكلام، قال الشاعر:




بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى‏وصورتها أو أنت في العين أملح‏
يريد: بل أنت، وقوله تعالى: «وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ»۱؛ بمعنى: بل يزيدون، ويقال: [معناه:۲ إلى مائة ألف عند اللَّه تعالى‏۳ أو يزيدون عند الناس؛ لأنّ اللَّه تعالى لا يشكّ، انتهى.۴
وقال برهان الفضلاء:
«أو كصاحب» عطف على مقدّر؛ بمعنى أنّه أقول إنّه نبيّ أو كصاحب سليمان، فإشارة إلى أنّ التحديث لا يستلزم النبوّة، بل مستلزم للقدر المشترك بين النبوّة والولاية وإن كان انتفاء النبوّة في الأئمّة من المعلومات.
ثمّ قال:
وإنّما لم يعطف «كصاحب موسى» وكذا «كذي القرنين» بالواو - كما في الحديث الأوّل - ليكون إشارة إلى توارد الحالات الثلاث على أمير المؤمنين عليه السلام، فإنّه عليه السلام كان في عهد الرسول صلى اللَّه عليه وآله وزيره كآصف، وفي زمن الأوّل والثاني والثالث معتزلاً خمولاً كيوشع صاحب موسى، ثمّ كذي القرنين.
(أوما بلغكم) بهمزة الاستفهام، والواو العاطفة على مقدّر مثل «خفى» و«غفلتم».

1.الصافّات (۳۷): ۱۴۷.

2.]ما بين المعقوفتين أضفناه من المصدر.

3.في المصدر: «عند الناس» بدل «عند اللَّه تعالى».

4.الصحاح، ج ۶، ص ۲۲۷۵ (أو).

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 144924
صفحه از 592
پرینت  ارسال به