وَ إِيَّاهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا وَ هُوَ سَاخِطٌ عَلَيْهِمْ».
قَالَ : قُلْتُ : فَمَا أَنْتُمْ ؟
قَالَ : «نَحْنُ خُزَّانُ عِلْمِ اللَّهِ ، نَحْنُ تَرَاجِمَةُ وَحْيِ۱ اللَّهِ ، نَحْنُ قَوْمٌ مَعْصُومُونَ ، أَمَرَ اللَّهُ بِطَاعَتِنَا ، وَ نَهى عَنْ مَعْصِيَتِنَا ، نَحْنُ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ عَلى مَنْ دُونَ السَّمَاءِ وَ فَوْقَ الْأَرْضِ» .
هديّة:
الآية الاُولى في سورة الزخرف،۲ والثانية في سورة المؤمنون.۳
يا أخي هل رأيت أو سمعت قائلاً بإلهيّتهم عليهم السلام سوى الغلاة والصوفيّة القدريّة، فويلٌ، ثمّ ويلٌ لمن تبرّأ منه الإمام بذلك المبالغة والاهتمام، وقد عرفت مراراً أنّ أفضح ضروب الكفر وأفحش صنوف الضلالة والزندقة هو القول باتّحاد الخالق ومعيّته مع مخلوقه في الذات وتغايرهما بالاعتبار، ثمّ الاستشهاد والاستناد بمثل قوله تعالى: «إِنَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ مُحِيطٌ»۴، وقوله عزّ وجلّ: «وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ»۵، ثمّ التمثيل بالبحر وأمواجه، والمشكوة وشبكاته وغير ذلك من مزخرفاتهم، ولا يخفى لطف ذكره عليه السلام طائفة من علامات المخلوقيّة من الجوارح والأجسام في هذا المقام.
(نحن خزّان علم اللَّه) يعني بأمر اللَّه بما شاء اللَّه من علمه الذي لا يتناهى.
(نحنُ تراجمة وحي اللَّه) دلالة على الفرق بين الوحي والإلهام، ومن شواهد الفرق على ما بيّناه آنفاً بين تفويض النبيّ وتفويض الإمام.
(على من دون السماء وفوق الأرض) دلالة على افتراض طاعتهم عليهم السلام على الجنّ والإنس.