359
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

وتحديث الملك كما هو المستفاد من بعض الأخبار ليس من خاصّة المعصوم؛ لمكان سلمان الفارسي رضي اللَّه عنه وسفراء صاحب الزمان صلوات اللَّه عليه.
إنّما قلنا لمكان الإلهام وروح القدس؛ لمكان تعدّد جهة علم الإمام، منها: الإلهام، وهو جهة من جهات علومهم عليهم السلام كما سبق، وقد روى سعد بن عبداللَّه في كتاب مختصر البصائر بإسناده، عن الحسن بن العبّاس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال: قال أبو جعفر الباقر عليه السلام: «إنّ الأوصياء محدّثون، يحدّثهم روح القدس ولا يرونه». الحديث.۱

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ زِيَادِ بْنِ سُوقَةَ۲، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلى‏ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما السلام يَوْماً ، فَقَالَ :«يَا حَكَمُ ، هَلْ تَدْرِي الْآيَةَ الَّتِي كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام يَعْرِفُ قَاتِلَهُ بِهَا ، وَ يَعْرِفُ بِهَا الْأُمُورَ الْعِظَامَ الَّتِي كَانَ يُحَدِّثُ بِهَا النَّاسَ ؟» .
قَالَ الْحَكَمُ : فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : قَدْ وَقَعْتُ عَلى‏ عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما السلام ، أَعْلَمُ بِذلِكَ تِلْكَ الْأُمُورَ الْعِظَامَ ، قَالَ : فَقُلْتُ : لَا وَ اللَّهِ ، لَا أَعْلَمُ ، قَالَ : ثُمَّ قُلْتُ : الْآيَةُ تُخْبِرُنِي بِهَا يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ؟
قَالَ : «هُوَ وَ اللَّهِ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالى‏ : «وَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لَا نَبِىٍّ (وَ لَا مُحَدَّثٍ)» وَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام مُحَدَّثاً».
فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ - يُقَالُ لَهُ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ ، كَانَ أَخَا عَلِيٍّ لِأُمِّهِ - : سُبْحَانَ اللَّهِ! مُحَدَّثاً ؟ كَأَنَّهُ يُنْكِرُ ذلِكَ ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام ، فَقَالَ : «أَمَا وَاللَّهِ إِنَّ ابْنَ أُمِّكَ بَعْدُ قَدْ كَانَ يَعْرِفُ ذلِكَ».
قَالَ : فَلَمَّا قَالَ ذلِكَ سَكَتَ الرَّجُلُ ، فَقَالَ : «هِيَ الَّتِي هَلَكَ فِيهَا أَبُوالْخَطَّابِ ، فَلَمْ يَدْرِ مَا تَأْوِيلُ الْمُحَدَّثِ وَ النَّبِيِّ» .

1.مختصر البصائر، ص ۶۳، ح ۳.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن زياد بن سوقة».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
358

الباب الرابع والخمسون‏ : بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليه السلام مُحَدَّثُونَ مُفَهَّمُونَ‏

وأحاديثه كما في الكافي خمسة:

الحديث الأوّل‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عمّن ذكره، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ۱، قَالَ : أَرْسَلَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام إِلى‏ زُرَارَةَ : أَنْ يُعْلِمَ الْحَكَمَ بْنَ عُتَيْبَةَ :«أَنَّ أَوْصِيَاءَ مُحَمَّدٍ - عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ - مُحَدَّثُونَ» .

هديّة:

(محدّثون مفهّمون) في العنوان «التحديث» تفعيل، بمعنى ذكر الحديث للغير، أو تذكير الحديث له، كما قال برهان الفضلاء، والمراد هنا تحديث المَلَك للإمام. و«التفهيم» هنا أعمّ من التحديث؛ لمكان الإلهام وروح القدس.
«أن» في (أن يعلم) مفسّرة، و«يعلم» على الغائب المعلوم من الإفعال أو من التفعيل. وقرأ برهان الفضلاء على الغائب المعلوم من ماضي التفعّل بقرينة المفهوم من الحديث التالي أنّ «الحَكَم» وهو من علماء الزيديّة، تعلّم ذلك من عليّ بن الحسين عليهما السلام، فإن مخفّفة عن المثقّلة بحذف ضمير الشأن و«الحَكَم» فاعل، ثمّ احتمل الغائب المعلوم من مضارع المجرّد.

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحجّال، عن القاسم بن محمّد، عن عبيد بن زرارة» من دون «عمّن ذكره».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 121282
صفحه از 592
پرینت  ارسال به