363
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

الباب الخامس والخمسون‏ : بَابٌ فِيهِ ذِكْرُ الْأَرْوَاحِ الَّتِي فِي الْأَئِمَّةِ عليه السلام‏

وأحاديثه كما في الكافي ثلاثة:

الحديث الأوّل‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ الْيَمَانِيِ‏۱، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام :«يَا جَابِرُ ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالى‏ خَلَقَ الْخَلْقَ ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ ، وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالى‏ : «وَ كُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً * فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ * وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ * وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ »۲ .
فَالسَّابِقُونَ هُمْ رُسُلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ خَاصَّةُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ ، جَعَلَ فِيهِمْ خَمْسَةَ أَرْوَاحٍ : أَيَّدَهُمْ بِرُوحِ الْقُدُسِ ، فَبِهِ عَرَفُوا الْأَشْيَاءَ ؛ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحِ الْإِيمَانِ ، فَبِهِ خَافُوا اللَّهَ تَعَالى‏ ؛ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحِ الْقُوَّةِ ، فَبِهِ قَدَرُوا عَلى‏ طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالى‏ ؛ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحِ الشَّهْوَةِ ، فَبِهِ اشْتَهَوْا طَاعَةَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ كَرِهُوا مَعْصِيَتَهُ ؛ وَ جَعَلَ فِيهِمْ رُوحَ الْمَدْرَجِ الَّذِي بِهِ يَذْهَبُ النَّاسُ وَ يَجِيئُونَ .
وَ جَعَلَ فِي الْمُؤْمِنِينَ - أَصْحَابِ الْمَيْمَنَةِ - رُوحَ الْإِيمَانِ ، فَبِهِ خَافُوا اللَّهَ تَعَالى‏ ؛ وَ جَعَلَ فِيهِمْ

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني».

2.الواقعة (۵۶): ۷ - ۱۱.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
362

هديّة:

في بعض النسخ: «جعلت فداك» مكان (أصلحك اللَّه).
(يعطى السكينة والوقار) يعني السكينة التي تكون مع يقين المعصوم، فلا سبيل هنا لصوت الشيطان ووسوسته. ولعلّ هذا مراد من قال: كنّى بالسكينة والوقار عن سكون النفس وطمأنينة القلب اللذين يدلّان على أنّ المنكشف هو الحقّ والصواب.
(حتّى يعلم) يحتمل الرفع والنصب؛ لما مرّ من أنّ «حتّى» قد يكون حرف ابتداء يستأنف بها الكلام بعدها، فإن أدخلتها على المستقبل نصبته بإضمار «أن»، وإن أردت حال الفعل رفعت، تقول: سرتُ إلى مكّة حتّى أدخلها، فالمعنى في صورة الرفع: وهذا زمان دخولي.

الحديث الخامس‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ‏۱، قَالَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام :«إِنَّ عَلِيّاً عليه السلام كَانَ مُحَدَّثاً». فَخَرَجْتُ إِلى‏ أَصْحَابِي ، فَقُلْتُ : جِئْتُكُمْ بِعَجِيبَةٍ ، فَقَالُوا : وَ مَا هِيَ ؟ فَقُلْتُ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ : «كَانَ عَلِيٌّ عليه السلام مُحَدَّثاً» . فَقَالُوا : مَا صَنَعْتَ شَيْئاً ، أَلَّا سَأَلْتَهُ : مَنْ كَانَ يُحَدِّثُهُ؟
فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : إِنِّي حَدَّثْتُ أَصْحَابِي بِمَا حَدَّثْتَنِي، فَقَالُوا : مَا صَنَعْتَ شَيْئاً ، أَلَّا سَأَلْتَهُ : مَنْ كَانَ يُحَدِّثُهُ ؟ فَقَالَ لِي : «يُحَدِّثُهُ مَلَكٌ». قُلْتُ : تَقُولُ : إِنَّهُ نَبِيٌّ ؟ قَالَ : فَحَرَّكَ يَدَهُ هكَذَا : «أَوْ كَصَاحِبِ سُلَيْمَانَ ، أَوْ كَصَاحِبِ مُوسى‏ ، أَوْ كَذِي الْقَرْنَيْنِ ؛ أَوَ مَا بَلَغَكُمْ أَنَّهُ قَالَ : وَ فِيكُمْ مِثْلُهُ؟!» .

هديّة:

بيانه كالحديث الرابع من الباب السابق على هذا الباب.
(ما صنعت) على النّفي، و(ألّا) للتخضيض، و(مَن) استفهاميّة.

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن الحارث بن المغيرة، عن حمران بن أعين».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 120152
صفحه از 592
پرینت  ارسال به