365
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

العوالم ثلاثة؛ عالم الجبروت وهو عالم العقل المجرّد عن المادّة والصورة، وعالم الملكوت وهو عالم المثال والخيال المجرّد عن المادّة دون الصورة، وعالم الملك وهو عالم الشهادة المحسوس المادّي. فأصحاب الأوّل السابقون وفيهم روح القدس، وأصحاب الثاني أصحاب الميمنة وفيهم روح الإيمان، وأصحاب الثالث أصحاب المشئمة وفيهم روح المدرج، انتهى.۱

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ الْمُنْخُلِ‏۲، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ عِلْمِ الْعَالِمِ ، فَقَالَ لِي :«يَا جَابِرُ ، إِنَّ فِي الْأَنْبِيَاءِ وَ الْأَوْصِيَاءِ خَمْسَةَ أَرْوَاحٍ : رُوحَ الْقُدُسِ ، وَ رُوحَ الْإِيمَانِ ، وَ رُوحَ الْحَيَاةِ ، وَ رُوحَ الْقُوَّةِ ، وَ رُوحَ الشَّهْوَةِ ، فَبِرُوحِ الْقُدُسِ يَا جَابِرُ ، عَرَفُوا مَا تَحْتَ الْعَرْشِ إِلى‏ مَا تَحْتَ الثَّرى‏».
ثُمَّ قَالَ : «يَا جَابِرُ ، إِنَّ هذِهِ الْأَرْبَعَةَ أَرْوَاحٌ يُصِيبُهَا الْحَدَثَانُ إِلَّا رُوحَ الْقُدُسِ ؛ فَإِنَّهَا لَا تَلْهُو وَ لَا تَلْعَبُ» .

هديّة:

«نخلت الدّقيق»: غربلته، و«النُّخالة»: ما يخرج منه، و(المنخل) بضمّ الميم وسكون النون وضمّ الخاء: ما ينخل به، وهو أحد ما جاء من الأدوات على مُفعُل كمُدْهُن ومُكْحُل لآلة الدهن والكحل.
ومنخل بن جميل الأسدي بيّاع الجواري من رجال الصادق والكاظم عليهما السلام. قال النجاشي: إنّه ضعيف، فاسد الرواية.۳ وقال الكشّي: هو متّهم بالغلوّ.۴وقال الغضائري:

1.الوافي، ج ۳، ص ۶۲۷، ح ۱۲۱۴، مع اختلاف يسير.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن موسى بن عمر، عن محمّد بن سنان، عن عمّار بن مروان، عن المنخّل».

3.رجال النجاشي، ص ۴۲۱، الرقم ۱۱۲۷.

4.رجال الكشّي، ص ۳۶۸، الرقم ۶۸۶.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
364

رُوحَ الْقُوَّةِ ، فَبِهِ قَدَرُوا عَلى‏ طَاعَةِ اللَّهِ ؛ وَ جَعَلَ فِيهِمْ رُوحَ الشَّهْوَةِ ، فَبِهِ اشْتَهَوْا طَاعَةَ اللَّهِ ؛ وَ جَعَلَ فِيهِمْ رُوحَ الْمَدْرَجِ الَّذِي بِهِ يَذْهَبُ النَّاسُ وَ يَجِيئُونَ».

هديّة:

(وخاصّة اللَّه من خلقه) يعني الأوصياء المعصومين المصطفين للرُّسُل والأنبياء بدلالة التالي، وأمّا بناءً على أنّ روح القدس نوع خاصّ من الأرواح، تحته أفراد متفاوتة في الفضل وأفضلها خاصّ بنبيّنا وأوصيائه عليهم السلام بدلالة الحديث الرابع من الباب التالي، فالمراد أعمّ منهم؛ ليشمل الممتاز بالتحديث والتفهيم من دون العصمة الخاصّة بالنبيّ والوصيّ كسلمان الفارسي وذي القرنين وهو لا نبيّ ولا وصيّ - وقد مرّ ذكره - وسفراء زمن الغيبة القصرى للصاحب عليه السلام.
و«القدس» كعُمُر وعُمْر، و«الروح» يذكّر ويُؤنّث. و«روح القدس» الذي لا يكون إلّا مع المعصوم، أثره الطهارة من الرجس في جميع عمره.
والألف واللام في (الأشياء) للاستغراق العرفي، أي ما يحتاج إليه، أو للعهد الخارجي، أي التي علّمها خاصّ بالمعصوم.
و(المدرج) كالمصدر، إمّا مصدر ميميّ بمعنى الحركة الإراديّة، أو اسم مكان بمعنى طريق الحركة، من درج دروجاً: إذا مشى.
في التفسير: أنّ «مَآ أَصْحَبُ الْمَيْمَنَةِ » في سورة الواقعة إشارة إلى تفاوت مراتب المؤمنين في الجنّة، و«مَآ أَصْحَبُ الْمَشْئمَةِ» إلى تفاوت دركات غيرهم في النار.
في بعض النسخ في الموضعين: «فبه قووا على طاعة اللَّه» مكان (فبه قدروا على طاعة اللَّه). والواو قبل واو الجمع عند بعضهم يضمّ ويفتح، قال: فإن قوي عليه، يجي‏ء من البابين كبقي، والأفصح فيهما كرضى كما في القرآن: «وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ»۱.
ذكر بعض المعاصرين بناءً على طريقته أنّه إنّما خلقهم ثلاثة أصناف لأنّ اُصول

1.الرحمن (۵۵): ۲۷.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 147816
صفحه از 592
پرینت  ارسال به