371
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

هديّة:

في بعض النسخ: «وليس» بالواو مكان الفاء، والمعنى: أنّه لا ينزل إلّا في ليالي القدر وفي بعض الأحيان بإذن اللَّه تعالى، أو أنّه لا يوجد في غير المعصوم في هذا الدين.
وصرّح برهان الفضلاء باستقامة كلا الاحتمالين، وقال في الأخير:
يعني أنّه ليس منوطاً باختيار الرعيّة - كما ذهب إليه الصوفيّ القائل بالكشف بصفاء الباطن بالرياضة - وبالاشتراك في الاسم أو التفاوت في الأفراد على التشكيك، وكذا بالاتّفاق على كون نبيّنا وأوصيائه صلى اللَّه عليه وآله أفضل الأنبياء وأوصيائهم، وبنصوص مثل هذا الباب في اختصاص الروح الذي من أمر الربّ تعالى.
قد مرَّ آنفاً الإشارة إلى دفع المنافاة بين هذا الاختصاص وبين ما سبق في الباب الحادي والأربعون من نزول الروح والملائكة بالأمر في ليالي القدر على حجج اللَّه تعالى من لدن آدم عليه السلام إلى محمّد صلى اللَّه عليه وآله وإلى آخر الدنيا.

الحديث الخامس‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ‏۱، عَنْ الثمالي ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنِ الْعِلْمِ : أَ هُوَ عِلْمٌ يَتَعَلَّمُهُ الْعَالِمُ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ ، أَمْ فِي الْكِتَابِ عِنْدَكُمْ تَقْرَؤُونَهُ فَتَعْلَمُونَ مِنْهُ ؟
قَالَ :
«الْأَمْرُ أَعْظَمُ مِنْ ذلِكَ وَ أَوْجَبُ ؛ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالى‏ : «وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِى مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِيمانُ» ؟» .
ثُمَّ قَالَ : «أَيَّ شَيْ‏ءٍ يَقُولُ أَصْحَابُكُمْ فِي هذِهِ الْآيَةِ ؟ أَ يُقِرُّونَ أَنَّهُ كَانَ فِي حَالٍ لَا يَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَ لَا الْإِيمَانُ ؟» .
فَقُلْتُ : لَا أَدْرِي جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا يَقُولُونَ .
فَقَالَ : «بَلى‏ ، قَدْ كَانَ فِي حَالٍ لَا يَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَ لَا الْإِيمَانُ حَتّى‏ بَعَثَ اللَّهُ تَعَالى‏ الرُّوحَ

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر، عن عليّ بن أسباط، عن محمّد بن الفضيل».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
370

هديّة:

(هيت) بالكسر: اسم بلد على شاطئ الفرات.
و(أسباط بن سالم) روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام، فالبارز في (سأله)محتمل.

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ‏۱، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالى‏ :«يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى»، قَالَ :«خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ عليهما السلام ، كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ ، وَ هُوَ مِنَ الْمَلَكُوتِ» .

هديّة:

الآية في سورة بني إسرائيل.۲
و(الملكوت) من المُلك بالضمّ للمبالغة، كالرهبوت من الرهبة. والألف واللام في (الروح) للعهد الخارجي - كما ذكره برهان الفضلاء - أي الخاصّ بنبيّنا وأئمّتنا صلوات اللَّه عليهم.

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ الْخَزَّازِ۳، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ :«يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي»قَالَ :«خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ عليهما السلام ، لَمْ يَكُنْ مَعَ أَحَدٍ مِمَّنْ مَضى‏ غَيْرِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ يُسَدِّدُهُمْ ، فَلَيْسَ‏۴ كُلُّ مَا طُلِبَ وُجِدَ» .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان».

2.الإسراء (۱۷): ۸۵.

3.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عليّ، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيّوب الخزّاز».

4.في الكافي المطبوع: «وليس».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 145064
صفحه از 592
پرینت  ارسال به