الَّتِي ذَكَرَ فِي الْكِتَابِ ، فَلَمَّا أَوْحَاهَا إِلَيْهِ عَلَّمَ بِهَا الْعِلْمَ وَ الْفَهْمَ ، وَ هِيَ الرُّوحُ الَّتِي يُعْطِيهَا اللَّهُ تَعَالى مَنْ شَاءَ ، فَإِذَا أَعْطَاهَا عَبْداً عَلَّمَهُ الْفَهْمَ» .
هديّة:
الألف واللام في (الأمر) للعهد الخارجي؛ للإشارة في قوله تعالى في سورة الشورى إلى: «رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا»۱.
(أعظم) إشارة إلى أنّ التنوين في (روحاً) للتعظيم، والإضافة في (أمرنا)للاستغراق، و«الوجوب»: الثبوت والاستمرار، يعني أعظم وأثبت.
قال برهان الفضلاء في قوله: (العلم والفهم): «العلم» عبارة عن الكتاب، وهو الرسول صلى اللَّه عليه وآله؛ لقوله: «أنا مدينة العلم»، و«الفهم» عبارة عن الإيمان، وهو أمير المؤمنين عليه السلام.
(من شاء) من حججه المعصومين.
الحديث السادس
۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ۲، عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ ، قَالَ : أَتى رَجُلٌ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَسْأَلُهُ عَنِ الرُّوحِ أَ لَيْسَ هُوَ جَبْرَئِيلَ عليه السلام ؟ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام :«جَبْرَئِيلُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحُ غَيْرُ جَبْرَئِيلَ» فَكَرَّرَ ذلِكَ عَلَى الرَّجُلِ .
فَقَالَ لَهُ : لَقَدْ قُلْتَ عَظِيماً مِنَ الْقَوْلِ ، مَا أَحَدٌ يَزْعُمُ أَنَّ الرُّوحَ غَيْرُ جَبْرَئِيلَ .
فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : «إِنَّكَ ضَالٌّ ، تَرْوِي عَنْ أَهْلِ الضَّلَالِ ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالى لِنَبِيِّهِ صلى اللَّه عليه وآله : «أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ۳» وَ الرُّوحُ غَيْرُ الْمَلَائِكَةِ» .