381
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

(ولا يخصّ) يحتمل الرفع والنصب، والغرض عليهما: النهي عن تأديتها في حياته إلى غير المعصوم المنصوص؛ لئلّا يطمع في الإمامة إلّا أن يعلمه أنّ هذه أمانة عندك لفلان. وفي بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «الأمانة» بالنون، مكان (الإمامة). وإنّما استثناه لئلّا يلزم الاحتياج إلى تجشّم دفع الإشكال بتأدية الحسين عليه السلام الوصيّة أمانةً إلى ابنته فاطمة عليها السلام؛ لتؤدّى عند الحاجة إلى صاحبها.۱(ولا يزويها) بالمعجمة، كرَوَى بالمهملة، أي لا يمنعها عنه، أي عمّن بعده.

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ‏۲، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالى‏ :«إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‏ أَهْلِها»قَالَ :«هُمُ الْأَئِمَّةُ عليهم السلام يُؤَدِّي الْإِمَامُ إِلَى الْإِمَامِ مِنْ بَعْدِهِ ، وَ لَا يَخُصُّ بِهَا غَيْرَهُ ، وَ لَا يَزْوِيهَا عَنْهُ».

هديّة:

بيانه كسابقه.

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ‏۳، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالى‏ :«إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‏ أَهْلِها»قَالَ :«أَمَرَ اللَّهُ الْإِمَامَ الْأَوَّلَ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى الْإِمَامِ الَّذِي بَعْدَهُ كُلَّ شَيْ‏ءٍ عِنْدَهُ» .

1.إشارة إلى ما ورد في الكافي، ج ۱، ص ۲۹۰، باب ما نصّ اللَّه عزّ و جلّ ورسوله على الأئمّة عليهم السلام واحداً فواحداً، ضمن ح ۶، وفيه هكذا: «ثمّ إنّ حسيناً حضره الذي حضره، فدعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين عليه السلام، فدفع إليها كتاباً ملفوفاً ووصية ظاهرة».

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الفضيل».

3.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن إسحاق بن عمّار، عن ابن أبي يعفور، عن المعلّى بن خنيس».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
380

هديّة:

(عن قول اللَّه تعالى) في سورة النساء.۱(الأوّل) يشمل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله أيضاً وإن كان وصفاً للإمام.
(بالعدل الذي في أيديكم) أي بالعدالة التي تلزم العصمة التي تلزم الإمامة التي من عند اللَّه سبحانه.
(كذا نزلت) أي بشرحها من جبرئيل للنبيّ صلى اللَّه عليه وآله. وقرأ برهان الفضلاء هنا وفي نظائره: «نزّلت» على المجهول، من التفعيل، قال: يعني كذا فسّرت وشرحت لمّا نزلت، فسّرها جبرئيل عليه السلام للنبيّ صلى اللَّه عليه وآله؛ إذ المراد تنزيل اللفظ على المعنى.
وفي سورة النساء أيضاً بعد قوله تعالى: «وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنْكُمْ» هكذا: «فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِى شَىْ‏ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ»۲، فسّر المخالفون هكذا: فإن تنازعتم أنتم وأولوا الأمر منكم في شي‏ء من اُمور الدِّين فارجعوا فيه إلى الكتاب، فردّه عليه السلام بقوله: (وكيف).

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ الْوَشَّاءِ۳، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : سَأَلْتُ الرِّضَا عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالى‏ :«إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‏ أَهْلِها»قَالَ :«هُمُ الْأَئِمَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ، أَنْ يُؤَدِّيَ الْإِمَامُ الْإِمَامَةَ۴ إِلى‏ مَنْ بَعْدَهُ ، وَ لَا يَخُصَّ بِهَا غَيْرَهُ ، وَ لَا يَزْوِيَهَا عَنْهُ» .

هديّة:

(قال: هم) أي المخاطبين بضمير الجمع.
(الإمامة) أي أسباب الإمامة.
و(الأمانات) كما مرّ من الكتب والعلم والسلاح.

1.النساء (۴): ۵۸.

2.النساء (۴): ۵۹.

3.السند في الكافي المطبوع هكذا: «الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء».

4.في الكافي المطبوع: «الأمانة».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 142428
صفحه از 592
پرینت  ارسال به