387
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

في بعض النسخ: «فيتجاوزون» على التفاعل، مكان (فيجاوزون) على المفاعلة.
قال في الكافي:
قَالَ الْكُلَيْنِيُّ رحمة اللَّه عليه : مَعْنَى الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ أَنَّ الْغَنَمَ لَوْ دَخَلَتِ الْكَرْمَ نَهَاراً ، لَمْ يَكُنْ عَلى‏ صَاحِبِ الْغَنَمِ شَيْ‏ءٌ ؛ لِأَنَّ لِصَاحِبِ الْغَنَمِ أَنْ يُسَرِّحَ غَنَمَهُ بِالنَّهَارِ تَرْعَى ، وَ عَلى‏ صَاحِبِ الْكَرْمِ حِفْظُهُ ، وَ عَلى‏ صَاحِبِ الْغَنَمِ أَنْ يَرْبِطَ غَنَمَهُ لَيْلًا ، وَ لِصَاحِبِ الْكَرْمِ أَنْ يَنَامَ فِي بَيْتِهِ، انتهى .
أقول‏۱: لعلّ (قال الكليني) من زيادات بعض تلامذته كالصفواني.
و(الحديث الأوّل) إمّا عبارة عن كلام سليمان عليه السلام أوّلاً، وهو قوله عليه السلام: (يا صاحب الكرم، متى‏ دخلت غنم هذا الرجل كرمك؟)، أو عبارة عمّا قبل (وكذلك الأوصياء)، وهما حديثان نقلاً وإنشاءً.
سرح وسرّحته كمنع، يتعدّى ولا يتعدّى، وسرّحته تسريحاً فلعلّ للمبالغة.
وربطه كضرب. وسيجي‏ء تمام البيان في كتاب المعيشة إن شاء اللَّه تعالى.

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَمْرِو بْنِ مُصْعَبٍ‏۲، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ :«أَ تَرَوْنَ أَنَّ الْمُوصِيَ مِنَّا يُوصِي إِلى‏ مَنْ يُرِيدُ ؟ لَا وَ اللَّهِ ، وَ لكِنَّهُ عَهْدٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله إِلى‏ رَجُلٍ فَرَجُلٍ» حَتّى‏ انْتَهى‏ إِلى‏ نَفْسِهِ .

هديّة:

قيل: يعني حتّى قال: إليّ، وقيل: يعني فسمّاهم بعد قوله: (إلى رجل فرجل) حتّى انتهى إلى نفسه. وقال بعض المعاصرين: يعني إلى نفس الموصي.۳

1.في «الف»: - «أقول».

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي عمير، عن ابن بكير وجميل، عن عمرو بن مصعب».

3.الوافي، ج ۲، ص ۲۵۸، ذيل ح ۷۳۵.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
386

بِأَوْلَادِ غَنَمِكَ وَ أَصْوَافِهَا فِي عَامِكَ هذَا .
ثُمَّ قَالَ لَهُ دَاوُدُ عليه السلام: فَكَيْفَ لَمْ تَقْضِ بِرِقَابِ الْغَنَمِ ، وَ قَدْ قَوَّمَ ذلِكَ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَ كَانَ ثَمَنُ الْكَرْمِ قِيمَةَ الْغَنَمِ؟
فَقَالَ سُلَيْمَانُ : إِنَّ الْكَرْمَ لَمْ يُجْتَثَّ مِنْ أَصْلِهِ ، وَ إِنَّمَا أُكِلَ حِمْلُهُ وَ هُوَ عَائِدٌ فِي قَابِلٍ .
فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالى‏ إِلى‏ دَاوُدَ عليه السلام : إِنَّ الْقَضَاءَ فِي هذِهِ الْقَضِيَّةِ مَا قَضى‏ سُلَيْمَانُ بِهِ ؛ يَا دَاوُدُ ، أَرَدْتَ أَمْراً وَ أَرَدْنَا أَمْراً غَيْرَهُ .
فَدَخَلَ دَاوُدُ عَلَى امْرَأَتِهِ ، فَقَالَ : أَرَدْنَا أَمْراً وَ أَرَادَ اللَّهُ أَمْراً غَيْرَهُ ، وَ لَمْ يَكُنْ إِلَّا مَا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالى‏ ، فَقَدْ رَضِينَا بِأَمْرِ اللَّهِ وَ سَلَّمْنَا ذلك‏۱ ؛ وَ كَذلِكَ الْأَوْصِيَاءُ عليهم السلام لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَتَعَدَّوْا بِهذَا الْأَمْرِ ، فَيُجَاوِزُونَ صَاحِبَهُ إِلى‏ غَيْرِهِ» .

هديّة:

«يزويها عنه»: يمنعها ويبعدها.
(كانت اُمّه عند داود عليه السلام) يعني كانت اُمّ ابنه ذلك في الحياة.
(أن لا تعجل) من التفعيل، أو من باب علم.
(دون أن يأتيك) استثناء.
و«أن» المفتوحة المخفّفة في (أن ورد) و(أن قصّ) زائدةٌ للفوريّة، وفي (أن اجمع)مفسّرة.
(فكيف لم تقض) استعلامٌ لحكمه، هل هو بالعلم أو اتّفاقاً.
قال برهان الفضلاء: المراد هنا ب «علماء بني إسرائيل» أهل الخبرة منهم.
و«الجثّ»بفتح الجيم و و تشديد المثلّثة: انتزاع الشجر من أصله، وكذا «الاجتثاث» على الافتعال.
و«الحمل» بالكسر: ما يحمله الشجر من الثمرة.۲

1.في الكافي المطبوع: - «ذلك».

2.في «د»: - «منهم والجثّ» إلى هنا.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 142420
صفحه از 592
پرینت  ارسال به