وَ صَدِّقْ أَبَاكَ ، وَ وَرِّثِ ابْنَكَ ، وَ اصْطَنِعِ الْأُمَّةَ ، وَ قُمْ بِحَقِّ اللَّهِ تَعَالى ، وَ قُلِ الْحَقَّ فِي الْخَوْفِ وَ الْأَمْنِ ، وَ لَا تَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ؛ فَفَعَلَ ، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى الَّذِي يَلِيهِ».
قَالَ : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَأَنْتَ هُوَ ؟ قَالَ : فَقَالَ : «مَا بِي۱ إِلَّا أَنْ تَذْهَبَ يَا مُعَاذُ۲ ، فَتَرْوِيَ عَلَيَّ».
قَالَ : فَقُلْتُ : أَسْأَلُ اللَّهَ - الَّذِي رَزَقَكَ مِنْ آبَائِكَ هذِهِ الْمَنْزِلَةَ - أَنْ يَرْزُقَكَ مِنْ عَقِبِكَ مِثْلَهَا قَبْلَ الْمَمَاتِ ، قَالَ: «قَدْ فَعَلَ اللَّهُ ذلِكَ يَا مُعَاذُ»، قَالَ : فَقُلْتُ : فَمَنْ هُوَ جُعِلْتُ فِدَاكَ ؟ قَالَ : «هذَا الرَّاقِدُ» وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْعَبْدِ الصَّالِحِ وَ هُوَ رَاقِدٌ .
هديّة:
(لم ينزل) على المعلوم من المجرّد، أو خلافه من الإفعال.
(أيّ أهل بيتي) يحتمل الجرّ والنصب والرفع بتقدير «عند» أو مثل «تعني» أو مثل «مرادك» مبتدأً أو خبراً، وكذا (نجيب اللَّه منهم وذرّيّته) على تلك الوجوه.
«نجيب اللَّه» من النجابة بالفتح، أي صفوته ومصطفاه، و«النجيب»: الكريم الحسيب، والمراد هنا أمير المؤمنين عليه السلام، وهو من ألقابه الغالبة، وقد يُطلق على الحجّة المعصوم المنصوص، الممتاز حسباً، المبيّن نسباً عند الجميع إلى آدم عليه السلام، وهو في هذه الاُمّة أمير المؤمنين عليه السلام وأحد عشر من ولده، يعني قال: نجيب اللَّه وذرّيّته من أهل بيتك؛ ليرثك علم النبوّة كما ورّثه إبراهيم عليه السلام، أي ليرث النجيب من أهل بيتك وذرّيته علمَك كما ورّث إبراهيم، فترثه. وقرأ برهان الفضلاء: «ليرثك» على الجزم بلام الأمر.
(وذرّيّتك من صلبه) للعطف، أو للابتداء.
«صمت» كنصر.
(وأطرق) من الإفعال. (لمّا حجب العلم) للتوقيت. وقرأ برهان الفضلاء: «لما» بالكسر والتخفيف على المصدريّة، أي لكون العلم محجوباً عن الناس.