389
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

وَ صَدِّقْ أَبَاكَ ، وَ وَرِّثِ ابْنَكَ ، وَ اصْطَنِعِ الْأُمَّةَ ، وَ قُمْ بِحَقِّ اللَّهِ تَعَالى‏ ، وَ قُلِ الْحَقَّ فِي الْخَوْفِ وَ الْأَمْنِ ، وَ لَا تَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ؛ فَفَعَلَ ، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى الَّذِي يَلِيهِ».
قَالَ : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَأَنْتَ هُوَ ؟ قَالَ : فَقَالَ : «مَا بِي‏۱ إِلَّا أَنْ تَذْهَبَ يَا مُعَاذُ۲ ، فَتَرْوِيَ عَلَيَّ».
قَالَ : فَقُلْتُ : أَسْأَلُ اللَّهَ - الَّذِي رَزَقَكَ مِنْ آبَائِكَ هذِهِ الْمَنْزِلَةَ - أَنْ يَرْزُقَكَ مِنْ عَقِبِكَ مِثْلَهَا قَبْلَ الْمَمَاتِ ، قَالَ: «قَدْ فَعَلَ اللَّهُ ذلِكَ يَا مُعَاذُ»، قَالَ : فَقُلْتُ : فَمَنْ هُوَ جُعِلْتُ فِدَاكَ ؟ قَالَ : «هذَا الرَّاقِدُ» وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْعَبْدِ الصَّالِحِ وَ هُوَ رَاقِدٌ .

هديّة:

(لم ينزل) على المعلوم من المجرّد، أو خلافه من الإفعال.
(أيّ أهل بيتي) يحتمل الجرّ والنصب والرفع بتقدير «عند» أو مثل «تعني» أو مثل «مرادك» مبتدأً أو خبراً، وكذا (نجيب اللَّه منهم وذرّيّته) على تلك الوجوه.
«نجيب اللَّه» من النجابة بالفتح، أي صفوته ومصطفاه، و«النجيب»: الكريم الحسيب، والمراد هنا أمير المؤمنين عليه السلام، وهو من ألقابه الغالبة، وقد يُطلق على الحجّة المعصوم المنصوص، الممتاز حسباً، المبيّن نسباً عند الجميع إلى آدم عليه السلام، وهو في هذه الاُمّة أمير المؤمنين عليه السلام وأحد عشر من ولده، يعني قال: نجيب اللَّه وذرّيّته من أهل بيتك؛ ليرثك علم النبوّة كما ورّثه إبراهيم عليه السلام، أي ليرث النجيب من أهل بيتك وذرّيته علمَك كما ورّث إبراهيم، فترثه. وقرأ برهان الفضلاء: «ليرثك» على الجزم بلام الأمر.
(وذرّيّتك من صلبه) للعطف، أو للابتداء.
«صمت» كنصر.
(وأطرق) من الإفعال. (لمّا حجب العلم) للتوقيت. وقرأ برهان الفضلاء: «لما» بالكسر والتخفيف على المصدريّة، أي لكون العلم محجوباً عن الناس.

1.في «د»: «لي».

2.في «الف»: - «يا معاذ».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
388

الباب الحادي والستّون‏ : بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليه السلام لَمْ يَفْعَلُوا شَيْئاً وَ لَا يَفْعَلُونَ إِلَّا بِعَهْدٍ مِنَ اللَّهِ - عَزَّ وَ جَلَّ - وَ أَمْرٍ مِنْهُ لَا يَتَجَاوَزُونَهُ‏

وأحاديثه كما في الكافي خمسة:

الحديث الأوّل‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُعَاذِ بْنِ كَثِيرٍ۱، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«إِنَّ الْوَصِيَّةَ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ عَلى‏ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله كِتَاباً لَمْ يَنْزِلْ عَلى‏ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله كِتَابٌ مَخْتُومٌ إِلَّا الْوَصِيَّةُ ، فَقَالَ جَبْرَئِيلُ عليه السلام : يَا مُحَمَّدُ ، هذِهِ وَصِيَّتُكَ فِي أُمَّتِكَ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتِكَ عليهم السلام ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : أَيُّ أَهْلِ بَيْتِي يَا جَبْرَئِيلُ ؟ قَالَ : نَجِيبُ اللَّهِ مِنْهُمْ وَ ذُرِّيَّتُهُ ، لِيَرِثَكَ عِلْمَ النُّبُوَّةِ كَمَا وَرِثَهُ إِبْرَاهِيمُ ، وَ مِيرَاثُهُ لِعَلِيٍّ وَ ذُرِّيَّتِكَ مِنْ صُلْبِهِ».
قَالَ : «وَ كَانَ عَلَيْهَا خَوَاتِيمُ» قَالَ : «فَفَتَحَ عَلِيٌّ عليه السلام الْخَاتَمَ الْأَوَّلَ ، وَ مَضى‏ لِمَا فِيهَا ؛ ثُمَّ فَتَحَ الْحَسَنُ عليه السلام الْخَاتَمَ الثَّانِيَ ، وَ مَضى‏ لِمَا أُمِرَ بِهِ فِيهَا ؛ فَلَمَّا تُوُفِّيَ الْحَسَنُ عليه السلام وَ مَضى‏، فَتَحَ الْحُسَيْنُ عليه السلام الْخَاتَمَ الثَّالِثَ ، فَوَجَدَ فِيهَا : أَنْ قَاتِلْ فَاقْتُلْ وَتُقْتَلُ ، وَ اخْرُجْ بِأَقْوَامٍ لِلشَّهَادَةِ ، لَا شَهَادَةَ لَهُمْ إِلَّا مَعَكَ» قَالَ : «فَفَعَلَ عليه السلام ؛ فَلَمَّا مَضى‏ دَفَعَهَا إِلى‏ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما السلام قَبْلَ ذلِكَ ، فَفَتَحَ الْخَاتَمَ الرَّابِعَ ، فَوَجَدَ فِيهَا : أَنِ اصْمُتْ وَ أَطْرِقْ لَمَّا حُجِبَ الْعِلْمُ ؛ فَلَمَّا تُوُفِّيَ وَ مَضى‏ ، دَفَعَهَا إِلى‏ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عليهما السلام ، فَفَتَحَ الْخَاتَمَ الْخَامِسَ ، فَوَجَدَ فِيهَا : أَنْ فَسِّرْ كِتَابَ اللَّهِ ،

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى و الحسين بن محمّد، عن جعفر بن محمّد، عن عليّ بن الحسين بن عليّ، عن إسماعيل بن مهران، عن أبي جميلة، عن معاذ بن كثير».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 142293
صفحه از 592
پرینت  ارسال به