أراد أنّ المعنى أن يكلّمه اللَّه بلا واسطة إلّا وحياً وإلهاماً ، وقيده الأخير ينافي التعميمَ المذكورَ.
(ويَسمعُ الصوتَ) في بيان الثانية ، أي (في اليقظة) ف «في اليقظة» في بيان الرابعة ظرف للسمع أيضاً. أو المعنى كما قال بعض المعاصرين: أي صوت الملك في المنام واليقظة .
(مثلُ ما كان إبراهيم على لوط) مثالٌ لقوله : (وعليه إمام) خاصّة ؛ لقوله تعالى في الصافّات: «وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ»۱. والجامعُ بين الرؤية في المنام وسماع الصوت ومعاينة الملك في اليقظة والرسالة إلى الجميع أو إلى طائفة - قلّوا أو كثروا - وعليه إمام كيونس ، صاحبُ الثالثة . وبين الثلاثة الاُول وهو إمام الناس جميعاً، صاحبُ الرابعة، فاُولوا العزم كلُّهم إمامٌ لجميع الناس لا إمامَ عليهم - كصاحب الثالثة - المبعوثُ إلى الجميع وهو إمامهم ، بخلاف المذكور من قسميه في الحديث ، وهو المبعوث إلى طائفة وعليه إمام كيونس عليه السلام ، ولذا قيل: (وقد اُرْسِلَ) بيان للقسم الثاني من صاحب الثالثة . ولم يذكر القسم الأوّل كآدم عليه السلام ؛ لما لا يخفى . وصاحب الثانية كالاُولى في أنّه لم يبعث إلى أحد وعليه إمام.
«وَ مِن ذُرِّيَّتِى» لعلّه على الاستفهام التعجّبي ، يدلّ عليه ما في الخبر التالي من قوله: «فمِن عِظَمِها في عين إبراهيم، قال: ومن ذرّيتي» .
«لَا يَنَالُ» يعني نعم من متّقيهم ؛ إذ لا ينال عهدي الظالمين .
(من عبد) مكان «يعبد». قيل: فيه دلالة على أنّ المراد بالظالم من ظلم و سبق ظلمه ، و عدم دخول الفاء في الخبر دلالة على عدم إرادة معني الشرط ؛ وأيضاً لم يسأل الخليل عليه السلام الإمامةَ للظالم حين ظلمه، بل الداخل في سؤاله الذي سبق ظلمه ، وهو غير مشتبه، فاُجيب بعدم دخول من ظلم وسبق منه الظلم.۲