39
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

أراد أنّ المعنى أن يكلّمه اللَّه بلا واسطة إلّا وحياً وإلهاماً ، وقيده الأخير ينافي التعميمَ المذكورَ.
(ويَسمعُ الصوتَ) في بيان الثانية ، أي (في اليقظة) ف «في اليقظة» في بيان الرابعة ظرف للسمع أيضاً. أو المعنى كما قال بعض المعاصرين: أي صوت الملك في المنام واليقظة .
(مثلُ ما كان إبراهيم على لوط) مثالٌ لقوله : (وعليه إمام) خاصّة ؛ لقوله تعالى في الصافّات: «وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ»۱. والجامعُ بين الرؤية في المنام وسماع الصوت ومعاينة الملك في اليقظة والرسالة إلى الجميع أو إلى طائفة - قلّوا أو كثروا - وعليه إمام كيونس ، صاحبُ الثالثة . وبين الثلاثة الاُول وهو إمام الناس جميعاً، صاحبُ الرابعة، فاُولوا العزم كلُّهم إمامٌ لجميع الناس لا إمامَ عليهم - كصاحب الثالثة - المبعوثُ إلى الجميع وهو إمامهم ، بخلاف المذكور من قسميه في الحديث ، وهو المبعوث إلى طائفة وعليه إمام كيونس عليه السلام ، ولذا قيل: (وقد اُرْسِلَ) بيان للقسم الثاني من صاحب الثالثة . ولم يذكر القسم الأوّل كآدم عليه السلام ؛ لما لا يخفى . وصاحب الثانية كالاُولى في أنّه لم يبعث إلى أحد وعليه إمام.
«وَ مِن ذُرِّيَّتِى» لعلّه على الاستفهام التعجّبي ، يدلّ عليه ما في الخبر التالي من قوله: «فمِن عِظَمِها في عين إبراهيم، قال: ومن ذرّيتي» .
«لَا يَنَالُ» يعني نعم من متّقيهم ؛ إذ لا ينال عهدي الظالمين .
(من عبد) مكان «يعبد». قيل: فيه دلالة على أنّ المراد بالظالم من ظلم و سبق ظلمه ، و عدم دخول الفاء في الخبر دلالة على عدم إرادة معني الشرط ؛ وأيضاً لم يسأل الخليل عليه السلام الإمامةَ للظالم حين ظلمه، بل الداخل في سؤاله الذي سبق ظلمه ، وهو غير مشتبه، فاُجيب بعدم دخول من ظلم وسبق منه الظلم.۲

1.الصافّات (۳۷): ۱۳۳.

2.القائل هو الميرزا رفيع الدين النائيني في الحاشية على اُصول الكافي، ص ۵۴۰.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
38

هديّة:

(والأئمّة عليهم السلام) في العنوان كما تكون الإمامة للمعصوم بدون النبوّة ، والرسالة تكون مع بعض مراتب النبوّة ، وبعض مراتب الرسالة - على ما فصّل في الحديث - فلها أيضاً طبقات.
قال الفاضل الأسترآبادي بخطّه: الإمامة رياسة عامّة من عند اللَّه سبحانه وتعالى ، فإذا اُخذت لا بشرط شي‏ء تجامع النبوّة والرسالة ، وبشرط لا شي‏ء ، لا۱.
وقال الزمخشري في كشّافه: الإمام على وزن الإله : مَن يَؤتَمّ به، كالإزار لما يؤتزر به‏۲.
وآية : «وَ أَرْسَلْنَهُ» في الصافّات‏۳، و«إِنِّى جَاعِلُكَ» في البقرة۴.
(مَنَبَّأٌ في نفسه) على اسم المفعول من التفعيل، ويحتمل الإفعال، قيل: يعني منبّأ يوحى إليه أمر نفسه فقط ألّا يتجاوز حكمه إلى غيره. وضعّف بمخالفته لما صرّح عليه معظم الأصحاب من أنّ المعنى منبّأ بغير واسطة سوى نفسه ، سواء كان مبعوثاً إلى غيره أو لا، وكون القسم الأوّل في مثل الخبر قسيماً للبواقي مؤيّد.
قال برهان الفضلاء سلّمه اللَّه تعالى :
«فِي» للتعليل ، كما في قوله تعالى: «لُمْتُنَّنِى فِيهِ»۵؛ يعني منبّأ يوحى إليه بوساطة نفسه حسْبُ ، لا يتجاوز تلك الواسطة إلى غيرها من الملك والنوم وغيرهما.
وقال السيّد الأجلّ النائيني ميرزا رفيعا رحمة اللَّه عليه:
هذا منحصر إيتاؤه في نفسه لا يتجاوزه من نفسه لا بسماع صوت، أو معاينة في اليقظة، ولا ببعثته إلى أحد، (وقوله تعالى: «مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً»۶ إشارة إلى هذه المرتبة،) انتهى.۷

1.الحاشية على أصول الكافي ، ص ۱۴۰ ، مع اختلاف يسير.

2.الكشّاف ، ج ۱ ، ص ۳۰۹ .

3.الصافّات (۳۷) : ۱۴۷ .

4.البقرة (۲) : ۱۲۴ .

5.يوسف (۱۲): ۳۲.

6.الشورى (۴۲): ۵۱.

7.الحاشية على أصول الكافي ، ص ۵۳۹ . وما بين القوسين لم يرد في المصدر .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 147966
صفحه از 592
پرینت  ارسال به