391
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ عليه السلام ، فَفَكَّ خَاتَماً ، وَ عَمِلَ بِمَا فِيهِ .۱
ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى الْحُسَيْنِ عليه السلام ، فَفَكَّ خَاتَماً ، فَوَجَدَ فِيهِ : أَنِ اخْرُجْ بِقَوْمٍ إِلَى الشَّهَادَةِ ؛ فَلَا شَهَادَةَ لَهُمْ إِلَّا مَعَكَ ، وَ اشْرِ نَفْسَكَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، فَفَعَلَ .
ثُمَّ دَفَعَهُ إِلى‏ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما السلام ، فَفَكَّ خَاتَماً ، فَوَجَدَ فِيهِ : أَنْ أَطْرِقْ وَاصْمُتْ ، وَ الْزَمْ مَنْزِلَكَ ، وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتّى‏ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ، فَفَعَلَ .
ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى‏۲ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عليهما السلام ، فَفَكَ خَاتَماً ، فَوَجَدَ فِيهِ : حَدِّثِ النَّاسَ وَ أَفْتِهِمْ ، وَ لَا تَخَافَنَّ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ؛ فَإِنَّهُ لَا سَبِيلَ لِأَحَدٍ عَلَيْكَ‏۳ .
ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى ابْنِهِ جَعْفَرٍ عليه السلام ، فَفَكَّ خَاتَماً ، فَوَجَدَ فِيهِ : حَدِّثِ النَّاسَ ، وَ أَفْتِهِمْ ، وَ انْشُرْ عُلُومَ أَهْلِ بَيْتِكَ ، وَ صَدِّقْ آبَاءَكَ الصَّالِحِينَ ، وَ لَا تَخَافَنَّ إِلَّا اللَّهَ وَ أَنْتَ فِي حِرْزٍ وَ أَمَانٍ ، فَفَعَلَ .
ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى ابْنِهِ مُوسى‏ عليه السلام ، وَ كَذلِكَ يَدْفَعُهُ مُوسى‏ إِلَى الَّذِي بَعْدَهُ ، ثُمَّ كَذلِكَ أبداً۴ إِلى‏ قِيَامِ الْمَهْدِيِّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ» .

هديّة:

(النُّجبة) بضمّ النون وفتح الجيم: مبالغة في «النجيب»، كما في الصحاح وغيره. ۵ولم يسمع «نجبة» بالفتحات في جمع النجيب، وقرئ: «إلى النخبة» بسكون الخاء المعجمة، أي المنتخب بالعصمة. وقد بيّن معنى النجيب آنفاً.
«شراه» كرمى: باعه أيضاً، وهو من الأضداد.
و(اليقين): الموت.
(وأنت) حاليّة، فتدلّ على وجوب التقيّة؛ لدوام عدم خوفه عليه السلام إلّا من اللَّه؛ أو عاطفة،

1.في «د»: - «ثمّ دفعه إلى» إلى هنا.

2.في الكافي المطبوع: + «ابنه».

3.في الكافي المطبوع: + «ففعل».

4.في الكافي المطبوع: - «أبدا».

5.راجع: الصحاح، ج ۱، ص ۲۲۲؛ النهاية، ج ۵، ص ۱۷ (نجب).


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
390

(واصطنع الاُمّة) أي كُن مربّيهم ومعلّمهم وأحسن إليهم. و«اصطناع المعروف»: الإحسان، وهو افتعال من الصُّنع.
(ما بي). قال برهان الفضلاء: أَيُّ بأسٍ في الإظهار لك ما هو الحقّ سوى مخافة الاشتهار. وحاصل المعنى: نعم ولكن لا تُذِع.
والقول بزيادة كلمة الاستثناء ليس بشي‏ء؛ أمّا لفظاً فلعدم التعارف بينهم، وأمّا معنىً فلرعايته عليه السلام التقيّة بتذكيرها للسائل، وأمره بترك الإذاعة حذراً من اُمور مكروهة غير القتل.
أقول: لعلّ «إلّا» هنا بمعنى الواو. وقال الجوهري: وقد يكون «إلّا» بمنزلة الواو في العطف كقول الشاعر:




وأرى لها داراً بأغدرةالسيدان لم يدرس لها رسم‏
وإلّا رماداً هامداً دفعت‏عنه الرياح خوالد سحم‏۱
يريد: أرى لها داراً ورماداً، فالمعنى ما بي بأس في إظهاري ما هو الحقّ وفي إذاعتك إيّاه.

الحديث الثاني‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِ‏۲، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، قَالَ :«إِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَ جَلَّ - أَنْزَلَ عَلى‏ نَبِيِّهِ كِتَاباً قَبْلَ وَفَاتِهِ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، هذِهِ وَصِيَّتُكَ إِلَى النُّجَبَةِ مِنْ أَهْلِكَ ، قَالَ : وَ مَا النُّجَبَةُ يَا جَبْرَئِيلُ ؟ فَقَالَ : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ وُلْدُهُ عليهم السلام .
وَ كَانَ عَلَى الْكِتَابِ خَوَاتِيمُ مِنْ ذَهَبٍ ، فَدَفَعَهُ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله إِلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، وَ أَمَرَهُ أَنْ يَفُكَّ خَاتَماً مِنْهُ ، وَ يَعْمَلَ بِمَا فِيهِ ، فَفَكَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام خَاتَماً ، وَ عَمِلَ بِمَا فِيهِ .

1.الصحاح، ج ۶، ص ۲۵۴۵ (ألا).

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «أحمد بن محمّد و محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن أحمد بن محمّد، عن أبي الحسن الكناني، عن جعفر بن نجيح الكندي، عن محمّد بن أحمد بن عبيد اللَّه العمري».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 145717
صفحه از 592
پرینت  ارسال به