فتدلّ على جواز تركها، وقد قيل: إنّ تقيّتهم عليهم السلام لم تكن على الوجوب دائماً، بل كانت كثيراً، اتّقاءاً من اُمور مكروهة، كالخفّة بكلام ركيك وغير ذلك.
الحديث الثالث
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ ضُرَيْسٍ الْكُنَاسِيِ۱، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : قَالَ لَهُ حُمْرَانُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَرَأَيْتَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ عَلِيٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ عليهم السلام وَ خُرُوجِهِمْ وَ قِيَامِهِمْ بِدِينِ اللَّهِ ، وَ مَا أُصِيبُوا مِنْ قَتْلِ الطَّوَاغِيتِ إِيَّاهُمْ وَ الظَّفَرِ بِهِمْ حَتّى قُتِلُوا وَ غُلِبُوا ؟
فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام :«يَا حُمْرَانُ ، إِنَّ اللَّهَ - تَبَارَكَ وَ تَعَالى - قَدْ كَانَ قَدَّرَ ذلِكَ عَلَيْهِمْ وَ قَضَاهُ وَ أَمْضَاهُ وَ حَتَمَهُ ، ثُمَّ أَجْرَاهُ ؛ فَبِتَقَدُّمِ عِلْمِ ذلِكَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله قَامَ عَلِيٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ عليهم السلام ، وَ بِعِلْمٍ صَمَتَ مَنْ صَمَتَ مِنَّا» .
هديّة:
(ضريس) مصغّراً: ابن عبد الملك بن أعين الشيباني، كان يتّجر بالكناسة، وكان تحته بنت حمران، خيّر فاضل.
في بعض النسخ: «كان قدّر» بدون كلمة «قد»، و«علم بذلك» بزيادة المفردة. وقد سبق تخيير اللَّه تعالى إيّاهم عليهم السلام، واختيارهم لقاء اللَّه سبحانه.
الحديث الرابع
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُسْتَفَادِ۲أَبِي مُوسَى الضَّرِيرِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليهما السلام ، قَالَ :«قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : أَ لَيْسَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام كَاتِبَ الْوَصِيَّةِ ، وَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله الْمُمْلِي عَلَيْهِ ، وَ جَبْرَئِيلُ وَ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ عليهم السلام شُهُوداً۳ ؟» .