395
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

نُحْيِ الْمَوْتى‏ وَ نَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ وَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ» وَ اللَّهِ ، لَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ فَاطِمَةَ عليها السلام : أَ لَيْسَ قَدْ فَهِمْتُمَا مَا تَقَدَّمْتُ بِهِ إِلَيْكُمَا وَ قَبِلْتُمَاهُ ؟ فَقَالَا : بَلى‏ ، وَ صَبَرْنَا عَلى‏ مَا سَاءَنَا وَ غَاظَنَا» .
وَفِي نُسْخَةِ الصَّفْوَانِيِّ زِيَادَةٌ .

هديّة:

أمليت الكتاب، أمليه، وأمللته، أملّه: لغتان جيّدتان، جاء بهما القرآن، واستمليته الكتاب: سألته أن يمليه عليَّ.
قال برهان الفضلاء: وحاصل السؤال طلب التوفيق بين نزولها من السماء وكتابتها في الأرض والإشهاد بها فيها، أو غرض السائل غرض حمران في سابق هذا الخبر، وهو الاستعلام من علمهم عليهم السلام بما سئل عنه، أو المعنى كما قيل: أليس كان أمير المؤمنين عليه السلام متعيّناً بأنّه وصيّ الرسول صلى اللَّه عليه وآله بلا فصل، وهو غالب كلّ غالب، فأجاب عليه السلام بقوله: «قد كان ما قلت» إلى آخره.
(قد كان ما قلت) من الإملاء والكتابة والإشهاد بعد نزول الأمر. و«الكتاب» و«التسجيل» أحكام الوثيقة بالخطوط والخواتيم والقيود الموضحة.
(والصدق على ما قلت) في بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «والتصديق على ما قلت»، قال: أي وبقبولك الحكم الإلهي على النهج الذي صرّحت به.
(للَّه ولي) على العطف.
و«الموافاة»: الإتيان بأداء حقّ بتمامه، يعني بإتيانك إليَّ بها يوم القيامة كما أدّيتك إيّاها في الدنيا.
(لأشهدهم عليك) بكسر اللام، واحتمال الفتح للتأكيد كما ترى.
(ليشهدوا) بكسر اللام للأمر.
(تفي بما فيها) يعني هل تضمن وفائك بكذا وكذا.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
394

- بِأَبِي‏1 وَ أُمِّي - أُشْهِدُهُمْ ، فَأَشْهَدَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله .
وَ كَانَ فِيمَا اشْتَرَطَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله بِأمْرِ2 جَبْرَئِيلَ فِيمَا أَمَرَهُ اللَّهُ - عَزَّ وَ جَلَّ - أَنْ قَالَ لَهُ : يَا عَلِيُّ ، تَفِي بِمَا فِيهَا ؛ مِنْ مُوَالَاةِ مَنْ وَالَى اللَّهَ وَ رَسُولَهُ ، وَ الْبَرَاءَةِ وَ الْعَدَاوَةِ لِمَنْ عَادَى اللَّهَ وَ رَسُولَهُ ، وَ الْبَرَاءَةِ مِنْهُمْ عَلَى الصَّبْرِ مِنْكَ ، وَ عَلى‏ كَظْمِ الْغَيْظِ ، وَ عَلى‏ ذَهَابِ حَقِّكَ وَ غَصْبِ خُمُسِكَ وَ انْتِهَاكِ حُرْمَتِكَ؟
فَقَالَ : نَعَمْ ، يَا رَسُولَ اللَّهِ .
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : وَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَقَدْ سَمِعْتُ جَبْرَئِيلَ عليه السلام يَقُولُ لِلنَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله : يَا مُحَمَّدُ ، عَرِّفْهُ أَنَّهُ يُنْتَهَكُ الْحُرْمَةُ ، وَ هِيَ حُرْمَةُ اللَّهِ وَ حُرْمَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ عَلى‏ أَنْ تُخْضَبَ لِحْيَتُهُ مِنْ رَأْسِهِ بِدَمٍ عَبِيطٍ .
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : فَصَعِقْتُ حِينَ فَهِمْتُ الْكَلِمَةَ مِنَ الْأَمِينِ جَبْرَئِيلَ عليه السلام حَتّى‏ سَقَطْتُ عَلى‏ وَجْهِي ، وَ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَبِلْتُ وَ رَضِيتُ وَ إِنِ انْتَهَكَتِ الْحُرْمَةُ ، وَ عُطِّلَتِ السُّنَنُ ، وَ مُزِّقَ الْكِتَابُ ، وَ هُدِّمَتِ الْكَعْبَةُ ، وَ خُضِبَتْ لِحْيَتِي مِنْ رَأْسِي بِدَمٍ عَبِيطٍ صَابِراً مُحْتَسِباً أَبَداً حَتّى‏ أَقْدَمَ عَلَيْكَ .
ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ عليهم السلام ، وَ أَعْلَمَهُمْ مِثْلَ مَا أَعْلَمَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صلوات اللَّه عليه ، فَقَالُوا مِثْلَ قَوْلِهِ ، فَخُتِمَتِ الْوَصِيَّةُ بِخَوَاتِيمَ مِنْ ذَهَبٍ لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ ، وَ دُفِعَتْ إِلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام».
فَقُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه السلام : بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي ، أَ لَا تَذْكُرُ مَا كَانَ فِي الْوَصِيَّةِ ؟ فَقَالَ : «سُنَنُ اللَّهِ وَ سُنَنُ رَسُولِهِ صلى اللَّه عليه وآله».
فَقُلْتُ : أَ كَانَ فِي الْوَصِيَّةِ تَوَثُّبُهُمْ وَ خِلَافُهُمْ عَلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ؟
فَقَالَ : «نَعَمْ وَ اللَّهِ ، شَيْئاً وشَيْئاً ، وَ حَرْفاً وحَرْفاً3 ، أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : «إِنَّا نَحْنُ

1.في الكافي المطبوع: + «أنت».

2.في الكافي المطبوع: «أمر».

3.في الكافي المطبوع: «شيئاً شيئاً، و حرفاً حرفاً» بدون الواو.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 122705
صفحه از 592
پرینت  ارسال به