397
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

الحديث الخامس‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازِ۱، عَنْ حَرِيزٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا أَقَلَّ بَقَاءَكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَ أَقْرَبَ آجَالَكُمْ بَعْضَهَا مِنْ بَعْضٍ مَعَ حَاجَةِ النَّاسِ إِلَيْكُمْ!
فَقَالَ :
«إِنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا صَحِيفَةً ، فِيهَا مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ فِي مُدَّتِهِ ، فَإِذَا انْقَضى‏ مَا فِيهَا مِمَّا أُمِرَ بِهِ ، عَلِمَ‏۲ أَنَّ أَجَلَهُ قَدْ حَضَرَ ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله يَنْعى‏ إِلَيْهِ نَفْسَهُ ، وَ أَخْبَرَهُ بِمَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ ، وَ إِنَّ الْحُسَيْنَ عليه السلام قَرَأَ صَحِيفَتَهُ الَّتِي أُعْطِيَهَا ، وَ فُسِّرَ لَهُ مَا يَأْتِي بِنَعْيٍ ، وَ بَقِيَ فِيهَا أَشْيَاءُ لَمْ تُقْضَ ، فَخَرَجَ لِلْقِتَالِ .
وَ كَانَتْ تِلْكَ الْأُمُورُ الَّتِي بَقِيَتْ : أَنَّ الْمَلَائِكَةَ سَأَلَتِ اللَّهَ فِي نُصْرَتِهِ ، فَأَذِنَ لَهَا ، فَمَكَثَتْ‏۳تَسْتَعِدُّ لِلْقِتَالِ ، وَ تَتَأَهَّبُ لِذلِكَ حَتّى‏ قُتِلَ ، فَنَزَلَتْ وَ قَدِ انْقَطَعَتْ مُدَّتُهُ وَقُتِلَ عليه السلام ، فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ : يَا رَبِّ ، أَذِنْتَ لَنَا فِي الِانْحِدَارِ ، وَ أَذِنْتَ لَنَافِي نُصْرَتِهِ ، فَانْحَدَرْنَا وَ قَدْ قَبَضْتَهُ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِمْ : أَنِ الْزَمُوا قَبْرَهُ حَتّى‏ تَرَوْهُ وَ قَدْ خَرَجَ ، فَانْصُرُوهُ وَ ابْكُوا عَلَيْهِ وَ عَلى‏ مَا فَاتَكُمْ مِنْ نُصْرَتِهِ ؛ فَإِنَّكُمْ قَدْ خُصِّصْتُمْ بِنُصْرَتِهِ وَ بِالْبُكَاءِ عَلَيْهِ ، فَبَكَتِ الْمَلَائِكَةُ تَعَزِّياً وَ حُزْناً عَلى‏ مَا فَاتَهُمْ مِنْ نُصْرَتِهِ ، فَإِذَا خَرَجَ يَكُونُونَ أَنْصَارَهُ» .

هديّة:

(بعضها) نصب على البدل من (آجالكم).
(وإنّ الحسين عليه السلام) بمنزلة الاستثناء، والهمزة مكسورة.
والباء في (بنعي) بمعنى «مع».
(وكانت) تامّة، أي وحدثت، والحاصل أنّ علم سائر الأئمّة بالأجل لم يكن من تلك

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأصمّ، عن أبي عبد اللَّه البزّاز».

2.في حاشية «الف» و «د» والكافي المطبوع: «عرف».

3.في الكافي المطبوع: «ومكثت».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
396

ولا يتوهّم زيادة (والبراءة) في فقرته، بل التكرار للتأكيد، اهتمام في الردّ على الصوفيّة والقدريّة، ومن مخترعات خيالاتهم الفاسدة أنّ كمال العارف في الصلح مع الكلّ، وأكملهم لا يصبر على اللعن والطعن.
و(النّسمة) بالتحريك: الإنسان.
وهذه الفقرات من قوله: «فقال أمير المؤمنين عليه السلام: والذي فلق الحبّة» إلى قوله: «ثمّ دعا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله» أوردت في الأثناء من حديث آخر تقريباً.
(وعلى أن تخضب) أي ونبّهه على كذا، بتقدير «على» بعد (عرّفه)، بعد تضمينه معنى نبّهه.
و«العبيط» على فعيل: الطّريّ.
و«التمزيق»: التخريق.
«هدمه» كضرب، فانهدم، وشدّد للكثرة.
(حتّى أقدم) من القدوم، أي حتّى أقدم عليك من سفري.
(لم تمسّه النار) أو لم تمسسه النار، بفكّ الإدغام: وصف الذّهب.
و«التوثّب»: الاستيلاء على شي‏ء ظلماً.
في بعض النسخ: «شيئاً شيئاً» بدون الواو، وكذا «وحرفاً حرفاً».
فسّر «في إمام مبين» في سورة يس‏۱ بأمير المؤمنين عليه السلام، وهو القرآن الناطق، و«كتابٌ مبين» في سورة الأنعام في قوله تعالى: «وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِى كِتَابٍ مُبِينٍ»۲بالقرآن المجيد، وهو الكلام الصامت الناطق بقيّمه الناطق العاقل‏۳ عن اللَّه سبحانه.
(وفي نسخة الصفواني زيادة) من زيادات النسّاخ كالمفيد رحمة اللَّه عليه في الأكثر، والصفواني من تلامذة ثقة الإسلام قدّس سره.

1.يس (۳۶): ۱۲.

2.الأنعام (۶): ۵۹.

3.في «د»: - «العاقل».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 121261
صفحه از 592
پرینت  ارسال به