399
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

الوجود، وهو المأوّل عند متأخّريهم بوحدة الموجود وإيجاب الموجد، وقِدَم العالم، واقتضاء الطبائع القديمة المستعدّة لما ظهر في الوجود عارضاً عليه، من الأكوان والشؤونات والنزلات والتشكّلات في سلسلتي البدو والعود باعتقادهم الفاسد.
والقائل بها ليس بدّ له من إنكار مطلق البعث والنشور، واليومُ الآخر عندهم - كما صرّحوا به في كتبهم - عبارة عن عود نظام العالم بمقتضى طبيعة الوجود في كلّ أربعين ألف سنة أو في كلّ ستّ وثلاثين ألف سنة بعد انطباق المنطقتين إلى النظام الذي كان عليه بعينه في جميع الأحوال والأوضاع.
وقد عرفت مراراً أنّ كفرهم كفر ممزوج من ضلالات شتّى‏، ومن كفرهم طريق كنسج العنكبوت إلى كلّ صنف من صنوف الكفر؛ كفر الفلاسفة والدهريّة والتناسخيّة والعامّة بصنوفهم وغيرها من ضروب الكفرة وكفر مقالاتهم الخادعة للجهلاء بالرياضة وصفرة الألوان وقراءة القرآن وذكر الأحاديث والأمثال وإنشاد الأشعار والجوع والصمت والسهر والعزلة، وغير ذلك من أفاعيلهم العنديّة كوسخ الحديد المرصّع بالجواهر واليواقيت والذهب، وهذا الترصيع إنّما هو من تدقيقات أفكار إبليس اللعين في أواخر عمره الطويل كي يضلّ بمثله الفرقة الناجية؛ لعلمه بأنّ الشفاعة من وراء ذنوبهم، وأنّهم لا يخدعون في الاعتقاد بعقيدة من عقائد الاثنين والسبعين الهالكة من الثلاث والسبعين الذين إحداها ناجية؛ والسلام على مَن اتّبع الهُدى.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
398

الصحيفة، بل من وجه آخر.
«تأهّب» من التفعّل: استعدّ.
و(الانحدار): النزول، أي في النزول من السماء.
(حتّى تروه) بتقدير أن، (وقد خرج) حاليّة، يعني في الرجعة في زمن القائم عليه السلام.
(وابكوا) عطف على (إلزموا) لا على (فانصروه).
وقد روى الحسن بن سليمان الحلّي بإسناده عن أحمد بن عقبة، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، أنّه سئل عن الرجعة أحقٌّ هي؟ قال: «نعم»، فقيل: من أوّل من يخرج؟ قال: «الحسين عليه السلام يخرج على أثر القائم عليه السلام»، قلت: ومعه الناس كلّهم؟ قال: «لا، بل كما ذكره اللَّه في كتابه: «يَوْمَ يُنفَخُ فِى الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً»۱ قومٌ بعد قوم»۲.
وأيضاً بإسناده، عنه عليه السلام، قال: «يبعث الحسين عليه السلام في أصحابه الّذين قُتلوا معه، ومعه سبعين نبيّاً كما بعثوا مع موسى بن عمران، فيدفع إليه القائم عليه السلام خاتمه، فيكون الحسين عليه السلام هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه وإبلاغه حفرته».۳
وبإسناده، عن المعلّى بن خنيس، قال: قال لي أبو عبداللَّه عليه السلام: «أوّل من يرجع إلى الدنيا الحسين بن عليّ عليهما السلام، فيملك حتّى يسقط حاجباه على عينيه من الكبر».۴ وقد ذكر في معناها أخباراً كثيرة.
وروى أنّ أبا الصّباح الكناني سئل أبا جعفر عليه السلام عن الرجعة، فقال له: «تلك القدرة ولا ينكرها إلّا القدريّة، لا تنكرها تلك القدرة، لا تنكرها».۵
قوله عليه السلام: «إلّا القدريّة» يعني الصوفيّة، فإنّ بناء طريقتهم المبتدعة على القول بوحدة

1.النبأ (۷۸): ۱۸.

2.مختصر البصائر، ص ۱۸۱، ح ۳۹.

3.مختصر البصائر، ص ۱۸۱، ح ۴۰، مع اختلاف يسير.

4.مختصر البصائر، ص ۱۰۷، ح ۴، مع اختلاف يسير.

5.مختصر البصائر، ص ۱۱۷، ح ۱۸.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 121239
صفحه از 592
پرینت  ارسال به