405
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

الْخُرَاسَانِيُّ : وَ اللَّهِ - جُعِلْتُ فِدَاكَ - مَا مَنَعَنِي أَنْ أُكَلِّمَكَ بِالْخُرَاسَانِيَّةِ غَيْرُ أَنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ لَا تُحْسِنُهَا ، فَقَالَ : «سُبْحَانَ اللَّهِ! إِذَا كُنْتُ لَا أُحْسِنُ أُجِيبُكَ ، فَمَا فَضْلِي عَلَيْكَ ؟» .
ثُمَّ قَالَ لِي : «يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، إِنَّ الْإِمَامَ لَا يَخْفى‏ عَلَيْهِ كَلَامُ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ ، وَ لَا طَيْرٍ ، وَ لَا بَهِيمَةٍ ، وَ لَا شَيْ‏ءٍ فِيهِ الرُّوحُ ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ هذِهِ الْخِصَالُ فِيهِ ، فَلَيْسَ هُوَ بِإِمَامٍ» .

هديّة:

(وإن سكت عنه) فيما يحتاج إليه الناس في أمر دينهم.
(ويخبر بما في غد) يعني بعلمه بإذن اللَّه تعالى من جهات علمه المذكورة فيما سبق من الإلهام والتحديث والزبر الحقّة وإخبار المعصوم السابق، ولا يعلم أحدٌ الغيبَ سوى اللَّه تعالى إلّا بإذنه، ولن يأذن في حكمته في هذا النظام العظيم إلّا لمن اصطفاه بالعصمة للحجّة.
وقال برهان الفضلاء: يعني بالاستنباط من القرآن بالعلم التفصيلي الحاصل له في ليالي القدر، فذِكْر جهةٍ من الجهات على التمثيل، فلا يدلّ على الانحصار.
(أعطيك علامة) تنوينها للتعظيم، وهي متضمّنة لعلامتين.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
404

(والفضل) قد فصّل آنفاً. (والوصيّة) أي الظاهرة لبيانه.
وقد عرفت آنفاً في بيان رفع المنافاة أنّ معنى (فأمّا المسائل، فليس فيها حجّة) أنّ علمها من دون العلم بدلائلها وشواهدها من القرآن لو طلبتا ليس‏۱ حجّة الإمامة، فالقول بأنّ وجه الجمع جواز التقيّة في الأحكام ليس بوجه.
وقال برهان الفضلاء لدفع المنافاة: المراد بقوله: «فأمّا المسائل» هي المسائل المشهورة بين الناس التي ليست من مسائل الحلال والحرام في شرعنا، فلا منافاة، وهو أيضاً كما ترى‏.

الحديث السادس‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ‏۲، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام :«إِنَّ الْأَمْرَ فِي الْكَبِيرِ مَا لَمْ تَكُنْ بِهِ عَاهَةٌ» .

هديّة:

يعني آفة في الجسد ينفي الاستواء الجبلّي أوّلاً، وقد عرفت آنفاً فائدة الشرط.

الحديث السابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ أَبِي بَصِيرٍ۳، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ، بِمَ يُعْرَفُ الْإِمَامُ؟ قَالَ : فَقَالَ :«بِخِصَالٍ: أَمَّا أَوَّلُهَا ، فَإِنَّهُ بِشَيْ‏ءٍ قَدْ تَقَدَّمَ مِنْ أَبِيهِ فِيهِ وَبِأِشَارَةٍ إِلَيْهِ لِيَكُونَ عَلَيْهِمْ حُجَّةً ؛ وَ يُسْأَلُ فَيُجِيبُ ؛ وَ إِنْ سُكِتَ عَنْهُ ابْتَدَأَ ؛ وَ يُخْبِرُ بِمَا فِي غَدٍ ؛ وَ يُكَلِّمُ النَّاسَ بِكُلِّ لِسَانٍ».
ثُمَّ قَالَ لِي : «يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، أُعْطِيكَ عَلَامَةً قَبْلَ أَنْ تَقُومَ» فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ دَخَلَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ ، فَكَلَّمَهُ الْخُرَاسَانِيُّ بِالْعَرَبِيَّةِ ، فَأَجَابَهُ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام بِالْفَارِسِيَّةِ ، فَقَالَ لَهُ

1.في «د»: - «ليس».

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن أبي يحيى الواسطي، عن هشام بن سالم».

3.السند في الكافي المطبوع هكذا: «أحمد بن مهران، عن محمّد بن عليّ، عن أبي بصير».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 145627
صفحه از 592
پرینت  ارسال به