واحتمالُ أن يكون السؤال لأخذ العهد لذرّيّته بالإمامة، والجواب أنّ من يفعل منهم ظلماً لا ينال عهد الإمامة ، فلا يصحّ إدخال ذرّيته عموماً في العهد ، فإنّ بعضهم ممّن يعبد الصنم أو الوثن حسنٌ.
والصنم والوثن بمعنى كما في كتب اللغة.۱
وقيل: الوثن ما يعبد بغير حقّ ، فيشمل أئمّة الضلالة ، فلا يحسن احتمال أن يكون الترديد من الراوي.
الحديث الثاني
۰.روى في الكافي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ الشَّحَّامِ۲، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ:«إِنَّ اللَّهَ - تَبَارَكَ وَ تَعَالى - اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام عَبْداً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ نَبِيّاً، وَ إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَهُ نَبِيّاً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ رَسُولاً، وَ إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَهُ رَسُولاً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ خَلِيلاً، وَ إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَهُ خَلِيلاً قَبْلَ أَنْ يَجْعَلَهُ۳ إِمَاماً، فَلَمَّا جَمَعَ لَهُ الْأَشْيَاءَ، قَالَ: «إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا»۴، فَمِنْ عِظَمِهَا فِي عَيْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «وَ مِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى الظَّلِمِينَ»۵، قَالَ: «لَا يَكُونُ السَّفِيهُ إِمَامَ التَّقِيِّ».
هديّة:
كان إبراهيم عليه السلام - كما ورد - ملقّباً قبل النبوّة في أهل السماء والأرض ب «العبد الصالح» ، ثمّ شرّف قبل الرسالة بتشريف النبوّة ، ثمّ بالرسالة ، ثمّ بالخُلَّة ، ثمّ بالإمامة .
في بعض النسخ المعتبرة : «قبل أن يجعله إماماً» مكان (قبل أن يتّخذه إماماً). والضمير في (عِظَمِها) للإمامة، وقيل: لأسبابها من العلوم وغيرها .
1.كتاب العين، ج ۸، ص ۲۴۲؛ لسان العرب، ج ۱۳، ص ۴۴۲ (وثن).
2.في الكافي المطبوع : «زيد الشحّام» .
3.في «الف» : «أن يتّخذه» .
4.في الكافي المطبوع : + «قال» .
5.البقرة (۲): ۱۲۴.