411
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

«وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِى كِتابِ اللَّهِ» فَيَجْعَلَهَا فِي وُلْدِهِ ، إِذاً لَقَالَ الْحُسَيْنُ عليه السلام : أَمَرَ اللَّهُ بِطَاعَتِي كَمَا أَمَرَ بِطَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ أَبِيكَ ، وَ بَلَّغَ فِيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله كَمَا بَلَّغَ فِيكَ وَ فِي أَبِيكَ ، وَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنِّي الرِّجْسَ كَمَا أَذْهَبَ عَنْكَ وَ عَنْ أَبِيكَ .
فَلَمَّا صَارَتْ إِلَى الْحُسَيْنِ عليه السلام ، لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَدَّعِيَ عَلَيْهِ كَمَا كَانَ هُوَ يَدَّعِي عَلى‏ أَخِيهِ وَ عَلى‏ أَبِيهِ لَوْ أَرَادَا أَنْ يَصْرِفَا الْأَمْرَ عَنْهُ ، وَ لَمْ يَكُونَا لِيَفْعَلَا ؛ ثُمَّ صَارَتْ حِينَ أَفْضَتْ إِلَى الْحُسَيْنِ عليه السلام ، فَجَرى‏ تَأْوِيلُ هذِهِ الْآيَةِ : «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِى كِتابِ اللَّهِ» ثُمَّ صَارَتْ مِنْ بَعْدِ الْحُسَيْنِ عليه السلام لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما السلام ، ثُمَّ صَارَتْ مِنْ بَعْدِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما السلام إِلى‏ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيًّ عليهما السلام». وَ قَالَ : «الرِّجْسُ هُوَ الشَّكُّ ، وَ اللَّهِ لَا نَشُكُّ فِي رَبِّنَا أَبَداً» .

هديّة:

في العنوان كلمة: «ما» في (ما نصّ اللَّه) مصدريّة، و(واحداً) حال من (الأئمّة).
(فقال: قولوا) أي في جوابهم على سبيل النقض الإجمالي.
(ونزلت:«أَطِيعُوا اللَّهَ») الآية في سورة النساء.۱(وقال عليه السلام: أوصيكم بكتاب اللَّه وأهل بيتي) وفي بعض ألفاظ الخطبة النبويّة في غدير خمّ: «القرآن يعرّفكم أنّ الأئمّة من ولد عليّ وولدي،۲ وعرّفتكم أنّهم منّي ومنه؛ لأنّه منّي وأنا منه، حيث يقول اللَّه عزّ وجلّ: «وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِى عَقِبِهِ»۳، وقلت: لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهم».۴
و«عليّ» في (عليّ الحوض) قرأ على طريقين: على الجارّ، فالحوض مجرور، وعلى الجارّ والمجرور، فالحوض منصوب.

1.النساء (۴): ۵۹.

2.في المصدر: «من بعده ولده» بدل «من ولد عليّ وولدي».

3.الزخرف (۴۳): ۲۸.

4.الاحتجاج، ج ۱، ص ۶۵؛ وعنه في البحار، ج ۳۷، ص ۲۱۵، ح ۸۶.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
410

فَلَمْ يَقُلْ لَهُمْ‏۱ : طُوفُوا أُسْبُوعاً حَتّى‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله هُوَ الَّذِي فَسَّرَ ذلِكَ لَهُمْ ؛ وَ نَزَلَتْ «أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِى الْأَمْرِ مِنْكُمْ» وَ نَزَلَتْ‏۲ فِي عَلِيٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ عليهم السلام ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فِي عَلِيٍّ عليه السلام : مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ؛ وَ قَالَ عليه السلام : أُوصِيكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ أَهْلِ بَيْتِي ؛ فَإِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ - عَزَّ وَ جَلَّ - أَنْ لَا يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا حَتّى‏ يُورِدَهُمَا عَلَيَّ الْحَوْضَ ، فَأَعْطَانِي ذلِكَ ؛ وَ قَالَ عليه السلام : لَا تُعَلِّمُوهُمْ ؛ فَهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ ، وَ قَالَ عليه السلام : إِنَّهُمْ لَنْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ بَابِ هُدًى ، وَ لَنْ يُدْخِلُوكُمْ فِي بَابِ ضَلَالَةٍ ، فَلَوْ سَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فَلَمْ يُبَيِّنْ مَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ لَادَّعَاهَا آلُ فُلَانٍ وَ آلُ فُلَانٍ ، وَ لكِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَ جَلَّ - أَنْزَلَ‏۳ فِي كِتَابِهِ ، تَصْدِيقاً لِنَبِيِّهِ صلى اللَّه عليه وآله : «إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» فَكَانَ عَلِيٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ فَاطِمَةُ عليهم السلام ، فَأَدْخَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله تَحْتَ الْكِسَاءِ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ ، إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ أَهْلاً وَ ثَقَلاً ، وَ هؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَ ثَقَلِي ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : أَ لَسْتُ مِنْ أَهْلِكَ ؟ فَقَالَ : إِنَّكَ إِلى‏ خَيْرٍ ، وَ لَكِنَّ هؤُلَاءِ أَهْلِي وَ ثَقَلِي .
فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، كَانَ عَلِيٌّ عليه السلام أَوْلَى النَّاسِ بِالنَّاسِ ؛ لِكَثْرَةِ مَا بَلَّغَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ إِقَامَتِهِ لِلنَّاسِ ، وَ أَخْذِهِ بِيَدِهِ .
فَلَمَّا مَضى‏ عَلِيٌّ عليه السلام ، لَمْ يَكُنْ يَسْتَطِيعُ عَلِيٌّ عليه السلام - وَ لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ - أَنْ يُدْخِلَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَ لَا الْعَبَّاسَ بْنَ عَلِيٍّ وَ لَا وَاحِداً مِنْ وُلْدِهِ ، إِذاً لَقَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ عليهما السلام : إِنَّ اللَّهَ - تَبَارَكَ وَ تَعَالى‏ - أَنْزَلَ فِينَا كَمَا أَنْزَلَ فِيكَ ، وَأَمَرَ۴بِطَاعَتِنَا كَمَا أَمَرَ بِطَاعَتِكَ ، وَ بَلَّغَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله كَمَا بَلَّغَ فِيكَ ، وَ أَذْهَبَ عَنَّا الرِّجْسَ كَمَا أَذْهَبَهُ عَنْكَ .
فَلَمَّا مَضى‏ عَلِيٌّ عليه السلام ، كَانَ الْحَسَنُ عليه السلام أَوْلى‏ بِهَا ؛ لِكِبَرِهِ .
فَلَمَّا تُوُفِّيَ ، لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُدْخِلَ وُلْدَهُ ، وَ لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ ذلِكَ ، وَ اللَّهُ - عَزَّ وَ جَلَّ - يَقُولُ :

1.في «الف» - «لهم».

2.في «الف»: - «ونزلت».

3.في الكافي المطبوع: «أنزله».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 142564
صفحه از 592
پرینت  ارسال به