«وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِى كِتابِ اللَّهِ» فَيَجْعَلَهَا فِي وُلْدِهِ ، إِذاً لَقَالَ الْحُسَيْنُ عليه السلام : أَمَرَ اللَّهُ بِطَاعَتِي كَمَا أَمَرَ بِطَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ أَبِيكَ ، وَ بَلَّغَ فِيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله كَمَا بَلَّغَ فِيكَ وَ فِي أَبِيكَ ، وَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنِّي الرِّجْسَ كَمَا أَذْهَبَ عَنْكَ وَ عَنْ أَبِيكَ .
فَلَمَّا صَارَتْ إِلَى الْحُسَيْنِ عليه السلام ، لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَدَّعِيَ عَلَيْهِ كَمَا كَانَ هُوَ يَدَّعِي عَلى أَخِيهِ وَ عَلى أَبِيهِ لَوْ أَرَادَا أَنْ يَصْرِفَا الْأَمْرَ عَنْهُ ، وَ لَمْ يَكُونَا لِيَفْعَلَا ؛ ثُمَّ صَارَتْ حِينَ أَفْضَتْ إِلَى الْحُسَيْنِ عليه السلام ، فَجَرى تَأْوِيلُ هذِهِ الْآيَةِ : «وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِى كِتابِ اللَّهِ» ثُمَّ صَارَتْ مِنْ بَعْدِ الْحُسَيْنِ عليه السلام لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما السلام ، ثُمَّ صَارَتْ مِنْ بَعْدِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما السلام إِلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيًّ عليهما السلام». وَ قَالَ : «الرِّجْسُ هُوَ الشَّكُّ ، وَ اللَّهِ لَا نَشُكُّ فِي رَبِّنَا أَبَداً» .
هديّة:
في العنوان كلمة: «ما» في (ما نصّ اللَّه) مصدريّة، و(واحداً) حال من (الأئمّة).
(فقال: قولوا) أي في جوابهم على سبيل النقض الإجمالي.
(ونزلت:«أَطِيعُوا اللَّهَ») الآية في سورة النساء.۱(وقال عليه السلام: أوصيكم بكتاب اللَّه وأهل بيتي) وفي بعض ألفاظ الخطبة النبويّة في غدير خمّ: «القرآن يعرّفكم أنّ الأئمّة من ولد عليّ وولدي،۲ وعرّفتكم أنّهم منّي ومنه؛ لأنّه منّي وأنا منه، حيث يقول اللَّه عزّ وجلّ: «وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِى عَقِبِهِ»۳، وقلت: لن تضلّوا ما إن تمسّكتم بهم».۴
و«عليّ» في (عليّ الحوض) قرأ على طريقين: على الجارّ، فالحوض مجرور، وعلى الجارّ والمجرور، فالحوض منصوب.