413
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

فقيل: «واللَّه عزّ وجلّ يقول» جملة معترضة، يعني لو أَدخل وُلدَه لكان وجهه أنّ اللَّه تعالى يقول: «وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِى كِتابِ اللَّهِ» والولد أولى في الرحم من الأخ، وذلك بقرينة (فجرى تأويل هذه الآية) فيما بعد، وقيل: حاليّة من ضمير (ليفعل) كما صرّح به برهان الفضلاء. والمآل واحد.
(فيجعلها) نصب عطف على «ليفعل»، واللام مكسورة في «ليفعل» بقرينة «ليفعلا» الآتية. وقيل: للتعليل، ولام التعليل تكون بمعنى «كي». وغلط، بل للجحود.
قال الجوهري: ومن اللامات لام الجحود بعد«ما كان» و«لم يكن» ولا يصحب إلّا النفي كقوله تعالى: «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ»، أي لأن يعذّبهم، انتهى.۱(لم يكن أحد من أهل بيته) أي الحسن والحسين عليهما السلام.
«أفضى إليه»: صار واصلاً إليه، وأفضاه غيره إليه، يتعدّى ولا يتعدّى.
(فجرى تأويل هذه الآية) يعني المراد باُولي الأرحام في الآية: المعصومون من قراباته صلى اللَّه عليه وآله بعد الحسين عليه السلام.
(ثمّ صارت) من الأفعال التامّة، أي انتقلت إلى الأعقاب، وأعقاب الأعقاب.
(واللَّه لا نشكّ في ربّنا أبداً) بيان لوجه من وجوه الفرق بين المعصوم وغيره بانتفاء الرجس والشكّ عن المعصوم من أوّل عمره إلى آخر عمره، وعدم خلوّ غيره عنه ولو لحظة في مدّة عمره، والموجب للشكّ هو الرجس.

الحديث الثاني‏

0.روى في الكافي بإسناده عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ‏2 ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ رَوْحٍ الْقَصِيرِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : «النَّبِىُّ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ

1.الصحاح، ج ۵، ص ۲۰۳۶ (لوم).

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن المغيرة، عن ابن مسكان».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
412

(فلم يبيّن من أهل بيته) قيل: يحتمل كسر الميم، أي فلم يكشف عنهم بالتصريح بهم.
و(الكساء) بالكسر والمدّ: واحد «الأكسية»، وأصله «كساوٌ» بالواو؛ لأنّه من «كسوت» إلّا أنّ الواو لمّا جاءت بعد الألف همزت.
و«الثقل» بالتحريك: متاع المسافر وحشمه، وسيجي‏ء في الحديث أنّ أهل بيت كلّ نبيّ أوصياءه.
(ولكن هؤلاء أهلي وثقلي) هذا الاستدراك دلالة على أنّ الجميع إلى خيرٍ، وأنّ المراد بأهل البيت في آية التطهير في سورة الأحزاب: المعصومون من قرابات النبيّ صلى اللَّه عليه وآله، وهم آل الرسول صلى اللَّه عليه وآله لا غيرهم من القرابات وغيرهم، ولذا لا فرق بين قولنا: اللّهُمَّ صلِّ على محمّد وآله، واللّهُمَّ صلِّ على محمّد وأهل بيته، كما ورد عنهم عليهم السلام في أحاديثهم المضبوطة والأدعية المنقولة. وقد روى الصدوق رحمة اللَّه عليه في كتاب معاني الأخبار بإسناده، عن عبداللَّه بن ميسرة، قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: إنّا نقول: اللّهُمَّ صلِّ على محمّد وأهل بيته، فيقول قومٌ: نحنُ آل محمّد، فقال: «إنّما آل محمّد من حرّم اللَّه عزّ وجلّ على‏ محمّد صلى اللَّه عليه وآله نكاحه».۱
ومن الأحاديث الموضوعة من طرق العامّة: «آلي اُمّتي».۲ ونِعْم ما قيل: إنّه على تقدير صحّته دلالة على أنّ المؤمن بالرسول وما جاء به والمطيع له - كما أمر اللَّه تعالى - إنّما هو المعصوم من اُمّته.
(واللَّه عزّ وجلّ يقول:«وَأُولُوا الْأَرْحامِ») الآية في سورتين الأنفال والأحزاب.۳

1.معاني الأخبار، ص ۹۳، باب معنى الآل والأهل والعترة والاُمّة، ح ۱.

2.لم نعثر عليه، نعم نقله علماء أهل العراق و خراسان عند مناظرتهم مع الإمام الرضا عليه السلام مع التقديم والتأخير في اللفظ. راجع: الأمالي للصدوق، ص ۵۲۳، المجلس ۷۹، ح ۱؛ عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج ۱، ص ۲۲۸، الباب ۲۳، ح ۱؛ تحف العقول، ص ۴۲۶؛ بشارة المصطفى، ص ۳۵۰، ضمن ح ۴۳؛ ينابيع المودّة، ج ۱، ص ۱۳۳، ضمن ح ۱۲.

3.الأنفال (۸): ۷۵؛ الأحزاب (۳۳): ۶.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 142533
صفحه از 592
پرینت  ارسال به