الحديث الثالث
۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِيسى۱، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ تعالى :«إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا»قَالَ :«إِنَّمَا يَعْنِي أَوْلى بِكُمْ ، أَيْ أَحَقُّ بِكُمْ وَ بِأُمُورِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ۲ وَ أَمْوَالِكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ، وَ الَّذِينَ آمَنُوا : يَعْنِي عَلِيّاً وَ أَوْلَادَهُ الْأَئِمَّةَ عليهم السلام إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
ثُمَّ وَصَفَهُمُ اللَّهُ - عَزَّ وَ جَلَّ - فَقَالَ : «الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ» وَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلواتُ اللَّه عَلَيه فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ وَ قَدْ صَلّى رَكْعَتَيْنِ وَ هُوَ رَاكِعٌ ، وَ عَلَيْهِ حُلَّةٌ قِيمَتُهَا أَلْفُ دِينَارٍ ، وَ كَانَ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله كَسَاهُ إِيَّاهَا ، وَ كَانَ النَّجَاشِيُّ أَهْدَاهَا لَهُ ، فَجَاءَ سَائِلٌ ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ وَ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، تَصَدَّقْ عَلى مِسْكِينٍ ، فَطَرَحَ الْحُلَّةَ إِلَيْهِ ، وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَيْهِ : أَنِ احْمِلْهَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عَزَّ وَ جَلَّ - فِيهِ هذِهِ الْآيَةَ ، وَ صَيَّرَ نِعْمَةَ أَوْلَادِهِ بِنِعْمَتِهِ ، فَكُلُّ مَنْ بَلَغَ مِنْ أَوْلَادِهِ مَبْلَغَ الْإِمَامَةِ يَكُونُ بِهذِهِ النِّعْمَةِ مِثْلَهُ ، فَيَتَصَدَّقُونَ وَ هُمْ رَاكِعُونَ ، وَ السَّائِلُ الَّذِي سَأَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، وَ الَّذِينَ يَسْأَلُونَ الْأَئِمَّةَ مِنْ أَوْلَادِهِ يَكُونُونَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ» .
هديّة:
المضبوط - كما قال برهان الفضلاء: (إنّما يعني)، فقيل: والظاهر: «يعني إنّما»، وقيل: بل المضبوط أولى؛ لأنّه أظهر في بيان الحصر، وهو المراد الأهمّ هنا.
و«الحلّة» بالضمّ: من ثياب التجمّل.
(وصيّر) على المعلوم من التفعيل، من الأفعال التامّة، أي أحضر.
والباء في (بنعمته) للسببيّة.
والمشهور التصدّق بالخاتم في الركوع كما في قوله تعالى في سورة المائدة، وورد