415
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

الحديث الثالث‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِيسى‏۱، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ تعالى :«إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا»قَالَ :«إِنَّمَا يَعْنِي أَوْلى‏ بِكُمْ ، أَيْ أَحَقُّ بِكُمْ وَ بِأُمُورِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ‏۲ وَ أَمْوَالِكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ، وَ الَّذِينَ آمَنُوا : يَعْنِي عَلِيّاً وَ أَوْلَادَهُ الْأَئِمَّةَ عليهم السلام إِلى‏ يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
ثُمَّ وَصَفَهُمُ اللَّهُ - عَزَّ وَ جَلَّ - فَقَالَ : «الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ» وَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلواتُ اللَّه عَلَيه فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ وَ قَدْ صَلّى‏ رَكْعَتَيْنِ وَ هُوَ رَاكِعٌ ، وَ عَلَيْهِ حُلَّةٌ قِيمَتُهَا أَلْفُ دِينَارٍ ، وَ كَانَ النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله كَسَاهُ إِيَّاهَا ، وَ كَانَ النَّجَاشِيُّ أَهْدَاهَا لَهُ ، فَجَاءَ سَائِلٌ ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ وَ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، تَصَدَّقْ عَلى‏ مِسْكِينٍ ، فَطَرَحَ الْحُلَّةَ إِلَيْهِ ، وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَيْهِ : أَنِ احْمِلْهَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عَزَّ وَ جَلَّ - فِيهِ هذِهِ الْآيَةَ ، وَ صَيَّرَ نِعْمَةَ أَوْلَادِهِ بِنِعْمَتِهِ ، فَكُلُّ مَنْ بَلَغَ مِنْ أَوْلَادِهِ مَبْلَغَ الْإِمَامَةِ يَكُونُ بِهذِهِ النِّعْمَةِ مِثْلَهُ ، فَيَتَصَدَّقُونَ وَ هُمْ رَاكِعُونَ ، وَ السَّائِلُ الَّذِي سَأَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، وَ الَّذِينَ يَسْأَلُونَ الْأَئِمَّةَ مِنْ أَوْلَادِهِ يَكُونُونَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ» .

هديّة:

المضبوط - كما قال برهان الفضلاء: (إنّما يعني)، فقيل: والظاهر: «يعني إنّما»، وقيل: بل المضبوط أولى؛ لأنّه أظهر في بيان الحصر، وهو المراد الأهمّ هنا.
و«الحلّة» بالضمّ: من ثياب التجمّل.
(وصيّر) على المعلوم من التفعيل، من الأفعال التامّة، أي أحضر.
والباء في (بنعمته) للسببيّة.
والمشهور التصدّق بالخاتم في الركوع كما في قوله تعالى في سورة المائدة، وورد

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محمّد الهاشمي، عن أبيه، عن أحمد بن عيسى».

2.في الكافي المطبوع: «وأنفسكم» بدل «من أنفسكم».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
414

أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِى كِتابِ اللَّهِ» فِيمَنْ نَزَلَتْ ؟
قَالَ‏1 : «نَزَلَتْ فِي الْإِمْرَةِ ، إِنَّ هذِهِ الْآيَةَ جَرَتْ فِي وُلْدِ الْحُسَيْنِ عليه السلام مِنْ بَعْدِهِ ، فَنَحْنُ أَوْلى‏ بِالْأَمْرِ وَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ».
قُلْتُ : فَلِوَلَدِ جَعْفَرٍ2 فِيهَا نَصِيبٌ ؟ فقَالَ‏3 : «لَا». قُلْتُ : فَلِوُلْدِ الْعَبَّاسِ فِيهَا نَصِيبٌ ؟ فَقَالَ : «لَا» ، فَعَدَدْتُ عَلَيْهِ بُطُونَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، كُلَّ ذلِكَ يَقُولُ : «لَا».
قَالَ : وَ نَسِيتُ وُلْدَ الْحَسَنِ عليه السلام ، فَدَخَلْتُ بَعْدَ ذلِكَ عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ لَهُ : هَلْ لِوُلْدِ الْحَسَنِ عليه السلام فِيهَا نَصِيبٌ ؟ فَقَالَ : «لَا وَ اللَّهِ يَا عَبْدَ الرَّحِيمِ ، مَا لِمُحَمَّدِيٍّ فِيهَا نَصِيبٌ غَيْرَنَا» .

هديّة:

تمام الآية في سورة الأحزاب: «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُهَجِرِينَ إِلَّآ أَن تَفْعَلُواْ إِلَى‏ أَوْلِيَآلِكُم مَّعْرُوفًا».۴ قال برهان الفضلاء: أي إحساناً بالتقيّة والاعتزال؛ لمحافظة أوليائكم، أي شيعتكم في زمن دولة الباطل.
و(الإمرة) بالكسر: الإمارة، والمراد هنا: الإمامة وصايةً عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله.
والقول بأنّ إمارة الشيعة وسلطنته في زمن الغيبة بعدله وحفظه بيضة الإسلام والسعي فيه على حسب المقدور والطاقة إمارة حسنة، حسنٌ. والقول بأنّ كفّ الأيدي يوجب ظهور الإمام عليه السلام مع العلم بأنّ زمان الظهور موقّت في علم اللَّه سبحانه، لا ينحسم إعضاله إلّا في زمن الظهور.
وقرأ برهان الفضلاء: «في الأمَرَة» بالتحريك: جمع أمر، قال: وهذا أنسب هنا من «الإمرة» بالكسر، بمعنى الإمارة. ثمّ قال: «ما لمحمّديّ» أي لأحد من المنسوبين إليه صلى اللَّه عليه وآله نسباً أو سبباً بعد الحسين عليه السلام.

1.في الكافي المطبوع: «فقال».

2.في الكافي المطبوع: «فولد جعفر لهم» بدل «فلولد جعفر».

3.الأحزاب (۳۳): ۶.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 142449
صفحه از 592
پرینت  ارسال به