423
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

مَضى‏ عَلِيٌّ عليه السلام ، أَوْصى‏ إِلَى الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ عليهما السلام ، وَ لَوْ ذَهَبَ يَزْوِيهَا عَنْهُمَا ، لَقَالَا لَهُ : نَحْنُ وَصِيَّانِ مِثْلُكَ وَ لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ ذلِكَ .
وَ أَوْصَى الْحَسَنُ إِلَى الْحُسَيْنِ عليهما السلام ، وَ لَوْ ذَهَبَ يَزْوِيهَا عَنْهُ ، لَقَالَ : أَنَا وَصِيٌّ مِثْلُكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وَ مِنْ أَبِي عليه السلام، وَ لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ ذلِكَ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : «وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‏ بِبَعْضٍ فِى كِتَبِ اللَّهِ» هِيَ فِينَا وَ فِي أَبْنَائِنَا» .

هديّة:

(المختاريّة) في النسبة إلى مختار بن أبي عبيدة الثقفي، وهو ممّن قال بإمامة محمّد بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام المشتهر ب «ابن الحنفيّة»، وكانت اُمّه من بني الحنفيّة، وكان رجلاً من عبيد مختار بن أبي عبيدة، اسمه كيسان، والكيسانيّة الذين قالوا بإمامة محمّد بن الحنفيّة نسبةً إليه، وكانوا رهطه.
(أفلا قلت) الأوّل، أي أفلا تكلّمت للحجّة عليه. و«الزّوى» بالزّاي، كالمنع والدفع لفظاً ومعنى.
(هي فينا) أي هذه الآية - وهي في سورتين: سورة الأنفال وسورة الأحزاب‏۱ - في ولد الحسين عليه السلام، وقيل: أي بعد الحسين عليه السلام. والمآل واحد.

1.الأنفال (۸): ۷۵؛ الأحزاب (۳۳): ۶.


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
422

(فقلت في نفسي) إلى (يعذّبني) معترضة؛ لبيان سابقها ولاحقها، فالفاء بيانيّة بتقدير القول، أي فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: قلت‏
(عزيمة من اللَّه) أي فجاءتني آية حتم محكمة. و«العزيمة» هي الجدّ في الأمر، والإحكام، والمحكم، والتعويذ، والفريضة.
(بتلة) بتقديم المفردة، أي قطعاً البتّه.
(أحداً من الخلق) أي بهواه، أو يعني لا بهواه ولا غيره.
و(زياد) اسم أبي الجارود بن المنذر ينسب إليه الجاروديّة من الزيديّة.
و«الموازرة»: المعاونة، ومنه: الوزير، بمعنى المُعين.
في بعض النسخ - كما ضبط برهان الفضلاء - : «على ما ائتمتني» مكان (بما ائتمني)، و«ممّا ائتمنه اللَّه» بالميمين، مكان (بما ائتمنه اللَّه).
(إذا حضر الحسن عليه السلام) يحتمل الرفع والنصب.
(كتاباً ملفوفاً) فيه كلّ ما يحتاج إليه الناس - كما سيأتي في باب النصّ على عليّ بن الحسين عليهما السلام - وقد مرَّ بيان «الوصيّة الظاهرة».
(لا يرون إلّا أنّه لما به) أي لا يظنّون إلّا أنّه يستعدّ لما نزل به من المرض؛ للرحلة من دار الفناء.

الحديث السابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ صَبَّاحٍ الْأَزْرَقِ‏۱، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام : إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُخْتَارِيَّةِ لَقِيَنِي ، فَزَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ إِمَامٌ ؟
فَغَضِبَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام ، ثُمَّ قَالَ :
«أَ فَلَا قُلْتَ لَهُ ؟» قَالَ : قُلْتُ : لَا وَ اللَّهِ ، مَا دَرَيْتُ مَا أَقُولُ .
قَالَ : «أَ فَلَا قُلْتَ لَهُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله أَوْصى‏ إِلى‏ عَلِيٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ عليهم السلام ، فَلَمَّا

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن صبّاح الأزرق».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 121221
صفحه از 592
پرینت  ارسال به