447
الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3

هديّة:

(أن تدفعه) أي المدفوع إليك.
قال برهان الفضلاء: «فضربة مكان ضربة» نهيٌ عن القصاص بأنواع مختلفة من السياسة والمَثُلات لقتلٍ بدونها، أي فالقصاص كذا، أو فاضرب ضربة، فجاز الرفع والنصب.
(ولا تأثم) أي بالتعدّي، و«أثم» كعلم.

الحديث الخامس‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِيِ‏۱رَفَعَهُ ، قَالَ : لَمَّا ضُرِبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، حَفَّ بِهِ الْعُوَّادُ ، وَ قِيلَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَوْصِ ، فَقَالَ :«اثْنُوا لِي الوِسَادَةَ» ، ثُمَّ قَالَ : «الْحَمْدُ لِلَّهِ‏۲ قَدْرَهُ، مُتَّبِعِينَ أَمْرَهُ، وَ أَحْمَدُهُ كَمَا أَحَبَّ ، وَ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ كَمَا انْتَسَبَ ؛ أَيُّهَا النَّاسُ ، كُلُّ امْرِىً لَاقٍ فِي فِرَارِهِ مَا مِنْهُ يَفِرُّ ، وَ الْأَجَلُ مَسَاقُ النَّفْسِ إِلَيْهِ ، وَ الْهَرَبُ مِنْهُ مُوَافَاتُهُ ، كَمْ أَطْرَدْتُ الْأَيَّامَ أَبْحَثُهَا عَنْ مَكْنُونِ هذَا الْأَمْرِ ، فَأَبَى اللَّهُ - جَلَّ ذِكْرُهُ - إِلَّا إِخْفَاءَهُ ، هَيْهَاتَ عِلْمٌ مَكْنُونٌ .۳
أَمَّا وَصِيَّتِي ، فَأَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ تَعَالى‏ شَيْئاً ، وَ مُحَمَّداً صلى اللَّه عليه وآله فَلَا تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ ، أَقِيمُوا هذَيْنِ الْعَمُودَيْنِ ، وَ أَوْقِدُوا هذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ ، وَ خَلَاكُمْ ذَمٌّ مَا لَمْ تَشْرُدُوا ، حُمِّلَ كُلُّ امْرِىً مَجْهُودَهُ ، وَ خُفِّفَ عَنِ الْجَهَلَةِ ، رَبٌّ رَحِيمٌ ، وَ إِمَامٌ عَلِيمٌ ، وَ دِينٌ قَوِيمٌ .
أَنَا بِالْأَمْسِ صَاحِبُكُمْ ، وَ الْيَوْمَ عِبْرَةٌ لَكُمْ ، وَ غَداً مُفَارِقُكُمْ ، إِنْ تَثْبُتِ الْوَطْأَةُ فِي هذِهِ الْمَزَلَّةِ ، فَذَاكَ الْمُرَادُ ، وَ إِنْ تَدْحَضِ الْقَدَمُ ، فَإِنَّا كُنَّا فِي أَفْيَاءِ أَغْصَانٍ ، وَ ذَرى‏ رِيَاحٍ ، وَ تَحْتَ ظِلِّ غَمَامَةٍ اضْمَحَلَّ فِي الْجَوِّ مُتَلَفِّقُهَا ، وَ عَفَا فِي الْأَرْضِ مَحَطُّهَا .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «الحسين بن الحسن الحسني رفعه؛ ومحمّد بن الحسن، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري».

2.في الكافي المطبوع: + «حق».

3.في «الف»: + «مخزون».


الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
446

عن جانبي الرأس.
و«الحوشب» بالمهملة والشين المعجمة: كثعلب لفظاً ومعنى. و«الأرنب» و«العجل» و«الضّامر» و«المنتفخ الجنبين» ضدّ. وفي رجال الشيخ: شهر بن عبداللَّه بن حوشب.۱(وفي نسخة الصفواني) من زيادات النسّاخ، والصفواني من تلامذة ثقة الإسلام قدّس سرّه.
و«الواو» في (والوصيّة) للعطف، يعني: ووصيّة الرسول صلى اللَّه عليه وآله، أو بمعنى «مع»، أي مع وصيّته عليه السلام إليها لدفعها الكتب إلى الحسن عليه السلام، ولا يتوهّم التنافي بين هذا الخبر وخبر سليم بن قيس في أوّل الباب؛ لما لا يخفى من وجوه وجيهة واضحة.

الحديث الرابع‏

۰.روى في الكافي بإسناده عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ۲، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ :«أَوْصى‏ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام إِلَى الْحَسَنِ عليه السلام ، وَ أَشْهَدَ عَلى‏ وَصِيَّتِهِ الْحُسَيْنَ عليه السلام وَ مُحَمَّداً ، وَ جَمِيعَ وُلْدِهِ ، وَ رُؤَسَاءَ شِيعَتِهِ ، وَ أَهْلَ بَيْتِهِ ، ثُمَّ دَفَعَ إِلَيْهِ الْكِتَابَ وَ السِّلَاحَ ، ثُمَّ قَالَ لِابْنِهِ الْحَسَنِ عليه السلام : يَا بُنَيَّ ، أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله أَنْ أُوصِيَ إِلَيْكَ ، وَ أَنْ أَدْفَعَ إِلَيْكَ كُتُبِي وَ سِلَاحِي ، كَمَا أَوْصى‏ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وَ دَفَعَ إِلَيَّ كُتُبَهُ وَ سِلَاحَهُ ، وَ أَمَرَنِي أَنْ آمُرَكَ إِذَا حَضَرَكَ الْمَوْتُ أَنْ تَدْفَعَهُ إِلى‏ أَخِيكَ الْحُسَيْنِ عليه السلام .
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلى‏ ابْنِهِ الْحُسَيْنِ عليه السلام ، وَ قَالَ : أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله أَنْ تَدْفَعَهُ إِلَى ابْنِكَ هذَا ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ ابْنِ ابْنِهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما السلام ، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما السلام : يَا بُنَيَّ ، وَ أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله أَنْ تَدْفَعَهُ إِلَى ابْنِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَ أَقْرِئْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وَ مِنِّي السَّلَامَ .
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ عليه السلام ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، أَنْتَ وَلِيُّ الْأَمْرِ وَ وَلِيُّ الدَّمِ ، فَإِنْ عَفَوْتَ فَلَكَ ، وَ إِنْ قَتَلْتَ فَضَرْبَةٌ مَكَانَ ضَرْبَةٍ ، وَ لَا تَأْثَمْ» .

1.رجال الطوسي، ص ۶۸، الرقم ۶۲۴.

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن عمرو بن شمر».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمّة الهدي 3
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ الطباطبائي،السّيّد محمود
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 142460
صفحه از 592
پرینت  ارسال به